الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

بعد اشتراط طالبان رحيله للتوصل إلى سلام.. واشنطن تؤكد دعمها للرئيس الأفغاني

بعد اشتراط طالبان رحيله للتوصل إلى سلام.. واشنطن تؤكد دعمها للرئيس الأفغاني

Changed

تتصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن الأفغانية وحركة "طالبان" مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد
تتصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن الأفغانية وحركة "طالبان" مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد (غيتي)
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن بايدن يدعم القيادة الحالية في أفغانستان، وذلك بعدما تحدثت طالبان عن أن لا سلام في أالبلاد، حتى "رحيل" الرئيس أشرف غني.

أعلنت حركة "طالبان" الجمعة أن لا سلام في أفغانستان، حتى "رحيل" رئيس البلاد أشرف غني، والتفاوض على حكومة جديدة في العاصمة كابل، متهمة الأخير بأنه "مروج حرب"، فيما أعلنت واشنطن دعمها القيادة الحالية بمن فيها الرئيس.

وقال الناطق باسم "طالبان" سهيل شاهين في مقابلة صحفية: إن الحركة "ستلقي أسلحتها عندما يتم تشكيل حكومة تفاوضية مقبولة لجميع أطراف الصراع في كابل، وتذهب حكومة غني".

وأفاد شاهين، وهو أيضًا عضو في فريق تفاوض "طالبان"، أن طالبان "لا تؤمن باحتكار السلطة لأن أي حكومة سعت إلى ذلك في أفغانستان سابقًا لم تكن ناجحة"، مضيفًا "لذلك لا نريد تكرار الصيغة ذاتها".

واتهم المتحدث، الرئيس غني بأنه "مروج حرب وأنه استغل خطابه الثلاثاء، في أول أيام عيد الأضحى من أجل التعهد بشن هجوم على طالبان".

وأكد رفض الحركة "حق غني في الحكم"، معيدًا إحياء مزاعم التزوير التي أحاطت بفوز الأخير في انتخابات 2019، إذ أعلن كل من غني ومنافسه عبد الله عبد الله نفسه رئيسًا عقب التصويت، وبعد اتفاق حل وسط أصبح الأخير الرجل الثاني في الحكومة، ويترأس مجلس المصالحة.

واشنطن تدعم القيادة الحالية

في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي اليوم الجمعة إن الرئيس الأميركي جو بايدن يدعم القيادة الحالية في أفغانستان بمن في ذلك الرئيس أشرف غني.

وقالت ساكي إن بايدن يعتزم الاتصال بغني اليوم الجمعة.

بداية جيدة

ونهاية الأسبوع الماضي، ترأس عبد الله وفدًا رفيع المستوى إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مفاوضات مع قادة "طالبان"، وانتهت بوعود باستمرار المحادثات، إضافة إلى اهتمام أكبر بحماية المدنيين والبنية التحتية.

ووصف شاهين المحادثات بأنها "بداية جيدة"، لكنه أشار إلى أن "مطالب الحكومة المتكررة بوقف إطلاق النار أثناء بقاء غني في السلطة ترقى إلى مستوى المطالبة باستسلام طالبان".

وأردف: "قبل أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون هناك اتفاق على حكومة جديدة مقبولة لنا وللأفغان، وبعد ذلك لن تكون هناك حرب".

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية مارك ميلي، في مؤتمر صحفي "للبنتاغون"، إن "طالبان تسيطر على نحو نصف مراكز الولايات الأفغانية البالغ عددها 419".

وأضاف أنه "على الرغم من أنها (طالبان) لم تستطع بعد السيطرة على أي من عواصم الولايات البالغ عددها 34، إلا أنها تضغط على نصفها".

طالبان تدين الهجمات الأميركية

وفي سياق متصل، أدانت طالبان في بيان مشاركة القوات الأميركية بغارات استهدفت مقاتليها دعمًا للجيش الأفغاني.

وقال متحدث باسم الحركة لـ "العربي": إن "الدعم الذي تقدمه واشنطن لحكومة كابل يشكل خرقًا لاتفاق السلام الموقع بين الحركة والإدارة الأميركية في الدوحة"، مضيفًا أن الحركة بانتظار توضيح من واشنطن.

وأشارت الحركة إلى أن الغارات الأميركية في إقليمي قندهار وهلمند سيكون لها عواقب.

وأعلنت حكومة كابل استعادة مناطق من الحركة بولاية هلمند، وشن عملية هناك بدعم من سلاح الجو، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من مقاتلي طالبان، بحسب الرواية الحكومية.

في المقابل، ترد طالبان بإعلانات نصر مضادة في الولاية ذاتها، واستيلاءها على معدات وأسلحة من جنود كابل.

كما سيطرت طالبان على مديرية غازي أباد في ولاية كونار لتكون بذلك أول مديرية تسيطر عليها الحركة شرقي البلاد، حيث استولت على مقرات عسكرية وأسرت عشرات الجنود.

كما أكدت الحركة سيطرتها على 90% من حدود البلاد، وتتحكم إن صدقت منفردة بتجارة أفغانستان، الأمر الذي نفته الحكومة جملة وتفصيلًا، مذكرة بأن الحرب عبارة عن كر وفر.

ويعزز التقدم الميداني لطالبان وسيطرتها على نصف مديريات البلاد أوراق الحركة السياسية، فالحركة مستعدة للتفاوض السياسي ووقف الحرب، إذا كان مبدأ التفاوض حكومة إسلامية لا مكان فيها للرئيس الحالي. 

وأدخلت سيطرة طالبان على الحدود طرفًا جديدًا على الخط، هي روسيا التي ترسل جنودًا ودبابات إلى الحدود الفاصلة بين حليفتها طاجكستان وأفغانستان، معلنة عزمها إقامة مناورات عسكرية بداية أغسطس/آب، في رسالة مفادها أن جيشها جاهز للتدخل إذا ما لزم الأمر، وأن الاقتراب من حدود النفوذ الروسي ممنوع.

وغير بعيد عن الحدود، وساحات القتال، تواصل القوات الأميركية انسحابها بهدوء، وتعتزم تسليم دفة الدفاع عن المصالح الديبلوماسية إلى تركيا التي وصلتها رسالة من طالبان بالانسحاب أو المواجهة في مؤشر قد يجعل أفغانستان بعيدة كل البعد عن السلام المرتقب.

ما هي خيارات طالبان للرد على واشنطن

ويوضح مراسل "العربي"، صابر أيوب من كابل، أن هناك عدة خيارات لدى طالبان للرد على غارات الولايات المتحدة من خلال مواصلة سيطرتها على العديد من المناطق.

ويضيف أن من ضمن الخيارات التي تملكها طالبان، هي السيطرة الميدانية على مطار كابُل التي تريده الولايات المتحدة أن يكون تحت حماية عسكرية تركية.

وتتصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن الأفغانية وحركة "طالبان"، مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد، ومن المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب المقبل، وفق الرئيس الأميركي.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close