أرسل رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، اليوم السبت، رسالة شديدة اللهجة إلى الأمين العام لـ"المشروع العربي في العراق" خميس الخنجر، مؤكدًا فيها عدم السماح له بما أسماه "التنازل عن الأراضي".
وتأتي الرسالة غير المسبوقة في لهجتها على خلفية استمرار أزمة ناحية جرف الصخر التي أخليت من سكانها بعد إحكام سيطرة فصائل موالية لإيران بعد المعارك مع تنظيم "داعش".
ورفضت هذه الفصائل، وعلى رأسها "كتائب حزب الله"، عودة الأهالي إلى منازلهم وأراضيهم بعد أن تمت استعادتها من التنظيم أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2014.
"لن نسمح بالتنازل عن الأراضي"
وجاء في نص رسالة الحلبوسي: "لن نسمح لك بالتنازل عن الأراضي، وحاولت مرارًا وتكرارًا أن أغلّب المصلحة الوطنية وقضية أهلنا السنة عن الخلافات وصغائر الأمور التي لا تجدي نفعًا".
وكان خميس الخنجر وعد قبل عدة أسابيع بإعادة نازحي منطقة "جرف الصخر" شمال محافظة بابل، من دون أن يحقق ذلك، في وقت يتصاعد فيه التنافس على كسب صوت الشارع السني في العراق، قبل الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.
وفي وقت لم تستقر فيه التحالفات السياسية بعد، تفيد تقارير عدة عن استعداد الحلبوسي لخوض الانتخابات المقبلة على رأس تحالف "تقدم"، فيما يترأس خميس خنجر تحالف "العزم".
"مغامرات ومؤامرات"
وتضمنت رسالة الحلبوسي تنديدًا بما أسماه "مغامرات" الخنجر و"مؤمراته الرخيصة"، متعهدًا بـ"إعادته إلى حجمه الذي يستحقه"، مهما امتلك من أموال.
وتأتي رسالة الحلبوسي في أعقاب نشر الخنجر، أمس الجمعة، سلسلة من التغريدات على "تويتر"، أعلن فيها "عن انطلاق خطة منضبطة وبتخطيط محكم لترتيب عودة نازحي أهالي جرف الصخر".
وأكد الخنجر على ضرورة "الجلوس مع الأصدقاء والشركاء الصادقين لطي صفحة مظلمة تسببت في كل مآسي العراق".
وكشف الحنجر عن دخول "فريق من الأعيان والوجهاء" إلى جرف الصخر، تمهيدًا لعودة الأهالي إلى منازلهم. وتابع: "تعسًا لكل الأبواق والصغار الذين حاولوا عبثًا عرقلة هذه الخطوة التاريخية لحسابات انتخابية مريضة".
وقال الحلبوسي في رسالته الموجهة إلى زعيم تحالف "العزم": "حاولت أن أصدقك أكثر من مرة وأغض النظر عن (..) مغامراتك بأهلنا، عسى أن ينصلح حالك، وقررت ولست مترددًا أن أتصدى لك ولمؤامراتك الرخيصة، ولن أسمح لك ببيع ما لا تملك".
أهمية استراتيجية لجرف الصخر
وتكتسب جرف الصخر العراقية أهمية استراتيجية بالغة، نظرًا لطبيعتها الجغرافية وموقعها المهم الذي يربط بين المحافظات الغربية والوسطى والجنوبية.
ومنذ استعادتها من تنظيم "داعش"، ترفض الفصائل التي تسيطر على المنطقة عودة السكان الذين ينتمون في غالبيتهم إلى عشيرة "الجنابيين".
ويعيش أهالي جرف الصخر في مخيمات نزوح في مناطق مختلفة حول بغداد، في ظروف إنسانية صعبة. وأفادت تقارير إخبارية عدة عن محاولات من قبل الفصائل الموالية لإيران، مدعومة من أطراف سياسية، لإعادة توطينهم في منطقة الأنبار، في وقت حولت فيه الفصائل المنطقة إلى مقرات عسكرية تتضمن مخازن أسلحة ومراكز تحقيق وسجونًا سرية تتبع لها مباشرة.