الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

"جدل" حول الوجود الأميركي في العراق.. الكاظمي يزور البيت الأبيض

"جدل" حول الوجود الأميركي في العراق.. الكاظمي يزور البيت الأبيض

Changed

يُنتظَر أن يبحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ملف الوجود الأميركي في بلاده خلال لقائه مع الرئيس جو بايدن (غيتي)
يُنتظَر أن يبحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ملف الوجود الأميركي في بلاده خلال لقائه مع الرئيس جو بايدن (غيتي)
يلعب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بورقة التهديد الذي لا يزال يشكّله تنظيم "الدولة" ليؤكد حاجة بغداد للتعاون العسكري مع واشنطن، بحسب مراسل "العربي".

مثقلًا بالهموم والملفّات، يحلّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ضيفًا على البيت الأبيض الإثنين، حيث يفترض أن يبحث ملف الوجود العسكري الأميركي في بلاده.

ووفقًا لمراسل "العربي"، يلعب الكاظمي بورقة التهديد الذي لا يزال يشكّله تنظيم "الدولة" ليؤكد حاجة بغداد للتعاون العسكري مع واشنطن.

في المقابل، تلعب الجماعات المناهضة لواشنطن بورقة السيادة العراقية لدغدغة مشاعر العراقيين وتأجيج الشارع ضدّ حكومة الكاظمي.

يأتي ذلك بعد أيام من اهتزاز العاصمة العراقية مجدّدًا على وقع تفجير أوقع عشرات القتلى والجرحى تبنّاه التنظيم.

"مقدّمات" لزيارة الكاظمي إلى واشنطن

ويبدو أنّ مقاربة "الحاجة" إلى التعاون العسكري بين بغداد وواشنطن لن تمرّ دون جدل بدأت "بشائره" تظهر في الداخل العراقي عشيّة زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة.

فقد هيّأ وزير الخارجية العراقي الذي استبق وصول الكاظمي إلى واشنطن المقدّمات لإعلان حاجة القوات الأمنية العراقية للبرامج التي تقدّمها الولايات المتحدة والمتعلقة بالتدريب والتسليح.

إلا أنّ هذا التصريح سرعان ما ردّ عليه زعيم جماعة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، الذي رفضه وعدّه "تسويقًا للمسوّغات التي تطرحها الإدارة الأميركية لاستمرار وجودها في العراق".

هل من حلّ على طريقة "رابح – رابح"؟

إزاء ذلك، تبدو عملية مسك العصا من الوسط مهمّة ليست باليسيرة على رئيس وزراء لا يتمتّع بدعم حزبي في بلاد تسود فيها شتّى أنواع المحاصصات.

بهذا المعنى، يريد الكاظمي أن يبقي العراق بمنأى عن الصراعات الإقليمية والدولية، ويتكئ لذلك على عصا التيار الصدري، لكن زعيمه أعلن رفع يده عن دعم الحكومة، تاركًا الكاظمي متأرجحًا في مهبّ رياح الجماعات المسلحة.

وهكذا، تتشابك الملفات العراقية والإيرانية والأميركية، ولا يبدو أنّ حلًا على طريقة "رابح – رابح" قد بلغ مرحلة النضج حاليًا، بانتظار ما ستسفر عنه الانتخابات العراقية المقرّرة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل من نتائج، تتّضح بعدها معالم الطريق الذي ستسلكه بلاد يبدو أنّها تحولت ساحة للصراع الأميركي الإيراني.

الأميركيون "أكثر وضوحًا" من الحكومة العراقية

ويتحدّث أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة إياد العنبر عن "وضوح" أميركي بشأن الوجود العسكري في العراق، مقابل "عدم وضوح" من جانب الحكومة العراقية.

ويشرح أنّ الأميركيين يقولون صراحة إنّ الغاية من وجودهم العسكري في العراق هو محاربة تنظيم الدولة وليس هنالك قواعد عسكرية في العراق وهم بصفة مستشارين، كما أنّ ليس لديهم إشكالية بسحب القوات أو تقليل عددها.

في المقابل، يلفت إلى عدم وضوح من جانب الحكومة العراقية التي لا تتبنى موقفًا واضحًا بالانسحاب، كما لا تتبنى أنها بحاجة للوجود العسكري الأميركي.

ويتحدّث في هذا الإطار عن نوع من التناقض في خطاب الحكومة، مستشهدًا بكلام لوزير الخارجية وصف فيه العمليات التي تستهدف المصالح الأميركية في العراق بأنها إرهابية، مقابل حديث للكاظمي عن نوع من المقاومة في العراق، حتى إنّه اعتبر مقتدى الصدر زعيم هذه المقاومة.

ويخلص إلى أنّ خطاب الحكومة العراقية متناقض ما بين مقاومة وإرهاب، معتبرًا أنّ هذه الحكومة لا تحمل بالتالي في أجندتها رؤية واضحة بخصوص الوجود الأميركي، وهي ستعلن شيئًا وتخفي شيئًا، ولذلك قد يكون الأميركيون أكثر وضوحًا بشأن هذا الموضوع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close