الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

أفغانستان.. واشنطن تؤكد مواصلة ضرباتها الجوية إذا استمر هجوم طالبان

أفغانستان.. واشنطن تؤكد مواصلة ضرباتها الجوية إذا استمر هجوم طالبان

Changed

عائلة نازحة في أفغانستان
يتخوّف السكان في قندهار من اشتداد المعارك في الأيام المقبلة (أرشيف - غيتي)
منذ مطلع مايو، تزايدت أعمال العنف في ولايات أفغانية عدة بينها قندهار بعدما أطلقت حركة طالبان هجومًا واسع النطاق، وسيطرت الحركة على عشرات الأقاليم والمعابر.

حذر قائد العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان الأحد بأن الولايات المتحدة ستواصل غاراتها الجوية دعمًا للقوات الأفغانية إذا واصلت طالبان هجومها الذي تشنه منذ أوائل أيار/مايو. 

وقال الجنرال الأميركي كينيث ماكينزي قائد القيادة الأميركية الوسطى: "لقد كثفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية لدعم القوات الأفغانية في الأيام الأخيرة، ونحن على استعداد لمواصلة هذا المستوى العالي من الدعم في الأيام المقبلة إذا واصلت طالبان هجماتها".

وأكد الجنرال ماكينزي "أود أن أكون واضحًا، ستخضع حكومة أفغانستان لاختبار قاس في الأيام المقبلة، وتحاول حركة طالبان إضفاء الطابع الحتمي لحملتها. إنهم مخطئون إن انتصار طالبان ليس حتميًا".

هجوم مسلح في كابُل

واليوم الأحد، قُتل 5 أشخاص، في هجوم مسلح نفذه مجهولون بالعاصمة الأفغانية.

وأوضح المتحدث باسم شرطة كابُل فردوس فارامارز في تصريح صحافي، أن الهجوم وقع في مديرية "غل دره".

وأعلن فارامارز أن الهجوم أسفر عن مقتل 5 أشخاص بينهم رجلا أمن.

إلى ذلك، فرّت أكثر من 22 ألف أسرة أفغانية هربًا من المعارك في قندهار، المعقل السابق لطالبان، وفق ما أعلن اليوم الأحد مسؤولون، في حين أوقفت السلطات أربعة أشخاص يُشتبه بأنهم عناصر من الحركة ضالعون في هجوم صاروخي استهدف كابُل هذا الأسبوع.

"نزحوا من مناطق مضطربة"

ومنذ مطلع مايو/ أيار، تزايدت أعمال العنف في ولايات أفغانية عدة بينها قندهار، بعدما أطلقت حركة طالبان هجومًا واسع النطاق بعد أيام قليلة على بدء القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة انسحابها النهائي من البلاد.

وسيطرت الحركة على عشرات الأقاليم والمعابر الحدودية، وحاصر مقاتلوها عواصم محافظات عدة.

وقال رئيس إدارة شؤون اللاجئين في قندهار دوست محمد درياب: "دفعت المعارك 22 ألف أسرة إلى النزوح من قندهار خلال الشهر الماضي".

وتابع: "لقد نزحوا جميعًا من مناطق مضطربة في المدينة إلى مناطق أكثر أمانًا".

واليوم الأحد تواصلت المعارك عند تخوم مدينة قندهار.

وأكد نائب حاكم ولاية قندهار لالاي داستاغيري أن "الإهمال الذي تعاني منه بعض القوى الأمنية، ولا سيما الشرطة، أفسح في المجال أمام اقتراب طالبان إلى هذا الحد".

وتابع "حاليًا، نحن نحاول تنظيم صفوف قواتنا الأمنية".

وكانت السلطات المحلية قد أقامت أربعة مخيمات لاستقبال النازحين، الذين يقدّر عددهم بنحو 154 ألف شخص.

وقال حافظ محمد أكبر المقيم في قندهار: إن حركة طالبان استولت على منزله بعد فراره.

وتابع: "لقد أجبرونا على المغادرة.. أنا أقيم حاليًا مع عائلتي المؤلفة من 20 فردًا في مجمّع لا مراحيض فيه".

مخاوف من اشتداد المعارك 

ويتخوّف السكان من اشتداد المعارك في الأيام المقبلة. 

وقال خان محمد، الذي انتقل مع عائلته للإقامة في مخيم للاجئين: "إذا أرادوا حقًا القتال، فعليهم أن يذهبوا إلى الصحراء والقتال هناك، لا أن يدمروا المدينة".

وأضاف: "إذا انتصروا، لا يمكنهم أن يحكموا مدينة أشباح".

وقندهار البالغ عدد سكانها 650 ألف نسمة، هي ثاني أكبر مدينة في أفغانستان بعد كابُل. وكانت الولاية الجنوبية معقلًا لطالبان عندما حكمت الحركة البلاد بين عامي 1996 و2001. وأطاحتها من الحكم عام 2001 الولايات المتحدة ردًا على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.

وفي هجومها الأخير الذي أطلقته مطلع مايو/ أيار، سيطرت طالبان على نحو نصف أقاليم البلاد البالغ عددها الإجمالي نحو 400.

"طالبان اكتسبت زخمًا استراتيجيًا"

وهذا الأسبوع، أشار رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي إلى أن حركة طالبان اكتسبت "زخمًا استراتيجيًا" في هجماتها في أنحاء أفغانستان.

لكن منظمة هيومن رايتس ووتش اتّهمت الحركة بتهجير السكان وبنهب ممتلكاتهم وإحراق البيوت، بما في ذلك في منطقة سبين بولداك المحاذية للحدود مع باكستان، والتي سيطروا عليها هذا الشهر.

وأوضحت باتريشا غروسمان، مديرة قسم آسيا في المنظمة، أن "قادة طالبان ينفون مسؤوليتهم عن أي انتهاكات، لكن الأدلة المتزايدة على الطرد والتوقيفات العشوائية والقتل في مناطق خاضعة لسيطرتهم تثير مخاوف السكان".

في تلك الأثناء، أعلنت السلطات أنها أوقفت أربعة رجال قالت إنهم ينتمون لطالبان، واتّهمتهم بالضلوع في هجوم صاروخي استهدف كابُل هذا الأسبوع.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية ميرويس ستانكزاي في بيان صحافي، بأن "القيادي في طالبان المدعو مؤمن هو من المخططين الرئيسيين للهجوم الصاروخي" مضيفًا: "أُوقف مع ثلاثة من رجاله، وجميعهم عناصر في طالبان".

وسقطت ثلاثة صواريخ على الأقل في نطاق كيلومتر واحد من القصر الرئاسي، فيما كان عدد من المسؤولين يؤدون الصلاة في حديقته مع الرئيس أشرف غني قبل دقائق من إلقائه خطابًا بمناسبة عيد الأضحى.

إلا أن الهجوم تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close