الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

التجربة الديمقراطية "على المحك" في تونس ورسالة جزائرية إلى سعيّد

التجربة الديمقراطية "على المحك" في تونس ورسالة جزائرية إلى سعيّد

Changed

عززت القوات الأمنية تواجدها في محيط البرلمان التونسي
عززت القوات الأمنية تواجدها في محيط البرلمان التونسي (غيتي)
تسيطر حالة من الهدوء في محيط مجلس النواب التونسي، كما الشارع التونسي الذي يترقّب ما ستؤول إليه الأمور في البلاد بعد استئثار سعيّد بالسلطة.

تسيطر حالة من الهدوء في محيط مجلس النواب التونسي حيث نُصبت حواجز الأمن وانتشرت القوات العسكرية تجنبًا لوقوع أي صدامات مع المتظاهرين، بحسب مراسل "العربي".

كما أكد أن الهدوء الحذر يشمل المشهد السياسي بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في الفترة المقبلة، وسط دعوات على المستوى السياسي إلى الرئيس قيس سعيّد للتراجع عن إجراءات الاستئثار بالسلطة التي اتخذها ومن ضمنها إيقاف العمل في المؤسسات الإدارية لمدة يومين، وتمديد حظر التجول الليلي ابتداءً من الساعة السابعة مساء بدلاً من الساعة الثامنة، وتعطيل البرلمان وإقالة الحكومة.

وأوضح مراسل "العربي" أن هناك رغبة في الشارع التونسي بالتريث وترقب الأمور، بالتوازي مع وجود مخاوف من تأثير هذه التطورات على مكتسبات الثورة خلال الفترة الماضية، وخصوصًا في ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير وبمؤسسات الدولة الديمقراطية.

في السياق نفسه، حذرت منظمات المجتمع المدني الرئيسية، ومنها الاتحاد العام للشغل، سعيد من تمديد الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها يوم الأحد لأكثر من شهر.

ودعت المنظمات، ومنها نقابتا الصحافيين والمحامين والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، الرئيس في بيان إلى وضع "خارطة طريق تشاركية" للخروج من الأزمة.

وكانت حركة النهضة، دعت في بيان عقب اجتماع طارئ لمكتبها التنفيذي، الأطراف السياسية والمدنية إلى تكثيف المشاورات بشأن المستجدات الأخيرة، "حفاظًا على المكتسبات الديمقراطية".

وشددت الحركة على ضرورة استئناف مجلس النواب عمله "بوصفه سلطة أصلية منتخبة ديمقراطيًا".

كما طالبت الرئيس سعيّد بالتراجع عن قراراته ومعالجة الصعوبات التي تعاني منها البلاد ضمن الإطار الدستوري.

"التجربة الديمقراطية باتت على المحك"

في غضون ذلك، اعتبر النائب عن حركة النهضة، بلقاسم حسن، أن بيان الحركة الذي دعت فيه إلى الحوار بين مختلف الأطراف كان خطوة طبيعية، لا سيما وأن التجربة الديمقراطية في تونس باتت "على المحك"، بعدما "خرق" سعيّد الدستور بقراراته الجديدة مؤخرًا.

ولفت حسن في حديثه مع "العربي" من تونس، إلى أن حركة النهضة تأمل وتطالب سعيّد بالتراجع عن الإجراءات المتخذة مثل معظم القوى السياسية والدولية، إضافة إلى تغليب مصلحة البلاد والعمل على الخروج من الأزمتين الصحية والاقتصادية.

رسالة جزائرية إلى سعيّد

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصل بسعيد في وقت متأخر أمس الإثنين، وحثه على "الالتزام بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان".

ومساء اليوم، التقى سعيّد في قصر قرطاج، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري رمطان لعمامرة، حاملًا رسالة شفهية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون بحسب ما أفادت الرئاسة التونسية.

يأتي ذلك، بعدما قال مصدر سياسي تونسي لوكالة "رويترز" إن الجزائر حثت سعيّد ومعارضيه على الامتناع عن أي مواجهات للحيلولة دون المزيد من زعزعة الاستقرار أو تدخل قوى خارجية.

والاثنين، أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس تبون، بحث في اتصال هاتفي مع سعيّد، آخر مستجدات الأوضاع في تونس، دون مزيد من التفاصيل.

الأمم المتحدة: لحل الخلافات عبر الحوار

في غضون ذلك، دعت الأمم المتحدة القادة السياسيين في تونس، إلى "التعجيل بإيجاد حل لخلافاتهم عبر الحوار والتصرف بمسؤولية".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مقر المنظمة الدولية بنيويورك.

وقال حق: "تواصل الأمم المتحدة تشجيع القادة السياسيين وأصحاب المصلحة في تونس على التعجيل بحل الخلافات من خلال الحوار والحلول الوسط".

وأضاف: "كما تواصل الأمم المتحدة حث هؤلاء القادة وأصحاب المصلحة على التصرف بمسؤولية للحفاظ على الهدوء".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close