الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

بعد يوم طويل من الاستشارات.. ميقاتي يعد بتشكيل حكومة جديدة في لبنان "بأسرع وقت"

بعد يوم طويل من الاستشارات.. ميقاتي يعد بتشكيل حكومة جديدة في لبنان "بأسرع وقت"

Changed

رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون
رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون (وكالة الأنباء اللبنانية)
بعد انتهاء استشارات التأليف، أكد رئيس الحكومة المكلف أنه يرغب في تكثيف اجتماعاته مع رئيس الجمهورية للوصول إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن.

وعد رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي الثلاثاء بتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت، وذلك في ختام يوم طويل من الاستشارات مع الكتل النيابية.

وبعد عام فشلت فيه محاولتان لتأليف حكومة جراء الخلافات السياسية الحادة، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون الإثنين ميقاتي (65 عامًا) بتشكيل الحكومة، في مهمة وصفها الرئيس المكلف بـ"الصعبة". 

وعادة ما يتم طرح اسم ميقاتي، رجل الأعمال الثري الذي ترأس حكومتين في السابق، كمرشح توافقي للخروج من الجمود الناتج عن الخلافات السياسية في البلاد. وبات اليوم الشخصية الثالثة التي يكلفها عون بتشكيل حكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب، إثر انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020، والذي أدى إلى مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح.

ولم تنجح الضغوط الدولية على الطبقة السياسية منذ الانفجار؛ في تسريع ولادة حكومة يشترط المجتمع الدولي أن تضم اختصاصيين وتقبل على إصلاحات جذرية مقابل تقديم الدعم المالي للبنان. 

تكثيف الاجتماعات

وفي ختام يوم الاستشارات، أكد ميقاتي أنه يرغب في تكثيف اجتماعاته مع رئيس الجمهورية للوصول "إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن".

وأضاف "كان هناك إجماع من قبل كل الكتل والنواب على ضرورة الإسراع في عملية تشكيل الحكومة الجديدة (...) بخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تحولت فيها الحقوق البديهية أولوية مطالب المواطن وهي العيش الكريم والحصول على الكهرباء والمحروقات والدواء ورغيف الخبز".

ومنتصف الشهر الحالي، أعلن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة بعد تسعة أشهر على تكليفه، بعدما حالت الخلافات السياسية الحادة مع رئيس الجمهورية دون إتمامه المهمة. وقد أمضى الحريري وعون الأشهر الماضية يتبادلان الاتهامات بالتعطيل جراء الخلاف على الحصص وتسمية الوزراء وشكل الحكومة.

وقبل الحريري، اعتذر السفير مصطفى أديب الذي كلف بتأليف الحكومة نهاية آب/أغسطس، عن إتمام المهمة جراء الخلافات بين القوى السياسية.

"لا عصا سحرية"

وخلال الاستشارات، قال رئيس كتلة حزب الله النيابية والتي سمت ميقاتي، محّمد رعد إن "المطلوب الإسراع في التأليف وتعاون الجميع في هذا الاتجاه"، فيما أعلن جبران باسيل رئيس كتلة التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون، أن حزبه لن يشارك في الحكومة أو في عملية التأليف.

وشكل توزيع الحصص والشروط التي وضعها عون عقبة رئيسية اصطدمت بها جهود الحريري خلال الأشهر الماضية. وقد أمضى المسؤولان الأشهر الماضية يتبادلان الاتهامات حول تأخر تشكيل الحكومة.

وإثر تكليفه الإثنين، قال ميقاتي "أعرف أنها خطوة صعبة.. لكني أدرس الموضوع منذ فترة ولو لم يكن لدي الضمانات الخارجية المطلوبة، كما أنه حان الوقت ليكون أحدهم في طليعة هذا الموضوع للحد من النار، لما كنت أقدمت على هذا الأمر".

وأضاف "لا أملك عصا سحرية لوحدي ولا أستطيع أن أقوم بالعجائب، فنحن بحالة صعبة"، مضيفا "لكن المهمة ممكن أن تنجح إذا تضافرت جهودنا (...) من دون مناكفات أو مهاترات أو اتهامات.. من لديه حل فليقدمه".

وأوضح نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، خلال استشارات الثلاثاء، أن "مبدأ ومواصفات الحكومة ستكون من اختصاصيين".

أزمة اقتصادية

وتشهد البلاد، التي بات أكثر من سكانها تحت خط الفقر، منذ أسابيع أزمة وقود وشحًا في الدواء وتقنينًا شديدًا في الكهرباء يصل إلى 22 ساعة. وترفع القطاعات والمرافق العامة والخاصة تدريجيا أصواتها مطالبة بدعمها لتقوى على تقديم الخدمات.

وبعد تكليفه، كررت فرنسا، التي لوحت مع الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المسؤولين عن المماطلة السياسية، دعوتها للإسراع في تشكيل حكومة "ذات كفاءة وقادرة على تنفيذ إصلاحات". 

ويقع على عاتق الحكومة المقبلة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية، التي صنفها البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close