الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

وفد من طالبان في الصين.. روسيا: مقاتلو “داعش” يتوجهون إلى أفغانستان

وفد من طالبان في الصين.. روسيا: مقاتلو “داعش” يتوجهون إلى أفغانستان

Changed

أوقفت السلطات الأفغانية 4 صحافيين بتهمة الترويج لحركة طالبان (غيتي)
أوقفت السلطات الأفغانية 4 صحافيين بتهمة الترويج لحركة طالبان (غيتي)
بينما تقول روسيا: إن عناصر تنظيم "الدولة" انتقلوا إلى أفغانستان، أعلن متحدث باسم طالبان أن وفدًا رفيع المستوى من مفاوضي الحركة يزور الصين لإجراء محادثات.

على وقع استمرار المعارك، تعمل الدول المحيطة بأفغانستان على البحث عن حلول لحماية أراضيها من أي تمدد لحركة طالبان؛ حيث أعلنت روسيا استعدادها لمساعدة طاجيكستان في التصدي لتهديدات الحركة.

وفيما تتابع طالبان مسارها الدبلوماسي بعد زيارة إلى الصين، اعتقلت القوات الأمنية 4 صحافيين بتهمة الدعاية للحركة.

تهديدات أمنية

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم الأربعاء: إن مقاتلي تنظيم "الدولة" ينتقلون من سوريا وليبيا وعدد من الدول الأخرى إلى أفغانستان.

ونسبت الوكالة إليه القول: إن روسيا ستقدم مساعدات عسكرية لحليفتها طاجيكستان من قاعدتها هناك، إذا ما برزت أي تهديدات أمنية بسبب أفغانستان.

وفي معرض تعليقه على الأوضاع في أفغانستان، شدد الوزير الروسي على ضرورة العمل المشترك من أجل إيقاف التهديدات القادمة من أفغانستان.

وأضاف: "لقد أدى الانسحاب المتسرع للقوات الأجنبية من أفغانستان إلى تدهور سريع للوضع، وزيادة النشاط الإرهابي وتصاعده، هذا الوضع يتطلب اتخاذ التدابير المناسبة، هذا العمل جار بالفعل".

وكان شويغو قد بحث مع نظيره الطاجيكي شير علي ميرزا، السبت الماضي، اتخاذ إجراءات مشتركة للتصدي لتهديدات حركة طالبان في منطقة الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان.

وتعهدت روسيا بمساعدة حليفتها طاجيكستان في إقامة موقع جديد على الحدود وسط تفاقم الصراع في أفغانستان مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة بعد 20 عامًا من التدخل. ومن المقرر أن يجري البلدان مناورات كبرى الشهر المقبل.

وكان مئات الجنود الأفغان قد عبروا الحدود إلى طاجيكستان في وقت سابق من الشهر الحالي، إثر تراجعهم أمام هجوم مقاتلي طالبان الذين انتهزوا فرصة انسحاب القوات الأجنبية وسيطروا على العديد من المقاطعات والمواقع الحدودية.

توقيف صحافيين

من جهة أخرى، أوقفت السلطات الأفغانية 4 صحافيين بتهمة الترويج لحركة طالبان في ولاية قندهار جنوبي البلاد.

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية ميرويس ستانيكزي، اليوم الأربعاء، أن استجواب الصحافيين الموقوفين ما زال مستمرًا.

وأوضح أن "الترويج لصالح العدو والإرهابيين جريمة وعمل ضد المصالح الوطنية".

من جانبها، طالبت لجنة حماية الصحافيين الأفغان بالإفراج الفوري عن الصحافيين الأربعة، وهم بسم الله وطن دوست، وقدرت سلطاني، ومهيب عبيدي، وسناء الله صيام.

وأُوقف الصحافيون الأربعة من قبل قوات الأمن أثناء عودتهم إلى قندهار قادمين من قضاء "سبين بولداك" الخاضع لسيطرة "طالبان"، التي ذهبوا إليها لإجراء مقابلة صحافية مع أحد مسؤوليها.

ولطالما كانت أفغانستان من الدول الأكثر خطورة بالنسبة للصحافيين. ففي مايو/ أيار صنّفت منظمة مراسلون بلا حدود أفغانستان في الترتيب 122 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة في العالم.

ومنذ أن وقّعت طالبان والولايات المتحدة في فبراير/ شباط 2020 اتفاقًا مهّد الطريق أمام انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، قُتل عدد من الصحافيين في هجمات استهدفتهم شخصيًا.

ويأتي توقيف الصحافيين الأربعة بعد أسبوعين من مقتل مصوّر يعمل لصالح وكالة رويترز خلال تغطيته المعارك في سبين بولداك.

وفد من طالبان إلى الصين

وفي سياق الأحداث في أفغانستان، أعلن متحدث باسم طالبان، اليوم الأربعاء، أن وفدًا رفيع المستوى من مفاوضي الحركة يزور الصين لإجراء محادثات، في وقت يواصل المتمردون هجومهم الشامل في أنحاء أفغانستان، بما في ذلك على الحدود المشتركة بين البلدين.

وقال المتحدث محمد نعيم وهو أحد أعضاء الوفد: إن قادة الحركة التقوا وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مستهلّ زيارتهم التي تستمرّ يومين.

وأضاف: إن "الوفد الذي يضم 9 مسؤولين في الحركة بحث مع وزير الخارجية الصيني الوضع الحالي في أفغانستان وتطورات عملية السلام الأفغانية".

بدورها نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصينية عن مصادر مطلعة على الزيارة لم تسمها قولها: إن "الوفد التقى الأربعاء، مع وانغ في مدينة تيانجين شمالي الصين".

وأضافت: "هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها عضو بارز في الحركة الصين، منذ سيطرة طالبان على عدة مناطق رئيسية في مقاطعتي بدخشان (شمال شرق) وقندهار (جنوب) الأفغانيتين".

ومنتصف الشهر الجاري ترأس رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبدالله عبدالله، وفدا رفيع المستوى إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مفاوضات مع قادة "طالبان"، وانتهت بوعود باستمرار المحادثات، إضافة إلى اهتمام أكبر بحماية المدنيين والبنية التحتية.

وتعاني أفغانستان حربًا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

وتصاعد مستوى العنف في أفغانستان، منذ مطلع مايو/ أيار الماضي، مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد، ومن المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب المقبل، وفق الرئيس الأميركي جو بايدن.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close