الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

ستصبح "دولة منبوذة".. واشنطن تحذر من سيطرة طالبان على أفغانستان

ستصبح "دولة منبوذة".. واشنطن تحذر من سيطرة طالبان على أفغانستان

Changed

حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من ارتكاب طالبان "فظائع ضد شعبها"
حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من ارتكاب طالبان "فظائع ضد شعبها" (غيتي)
اعتبر وزير الخارجية الأميركي أن المعلومات التي تتحدث عن فظائع ارتكبها مسلحو طالبان أثناء هجومهم الشامل في المناطق التي سيطروا عليها، "مقلقة للغاية".

حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء من أن أفغانستان ستصبح "دولة منبوذة" في حال سيطرت طالبان على الحكم بالقوة و"ارتكبت فظائع ضد شعبها"، في الوقت الذي أعلنت فيه الحركة خلال زيارتها للصين أنها لن تسمح باستخدام أفغانستان قاعدة لشنّ هجمات تستهدف أمن دول أخرى.

واعتبر الوزير الأميركي أثناء زيارة إلى الهند، أن المعلومات التي تتحدث عن فظائع ارتكبها مسلحو الحركة أثناء هجومهم الشامل في المناطق التي سيطروا عليها؛ "مقلقة للغاية".

وتثير السيطرة السريعة لحركة طالبان على أراض شاسعة في أفغانستان خلال أقل من ثلاثة أشهر أثناء هجوم شامل، القلق خصوصًا في الدول المجاورة لأفغانستان، في وقت أصبح الانسحاب النهائي للقوات الدولية من البلاد بعد وجود استمرّ عشرين عامًا؛ شبه مكتمل.

وصرّح بلينكن أن "أفغانستان (في حال باتت) لا تحترم حقوق شعبها وترتكب فظائع ضد شعبها، ستصبح دولة منبوذة".

وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهندي: إن مسلحي "طالبان يقولون إنهم يريدون الاعتراف الدولي والدعم الدولي لأفغانستان، يريدون على الأرجح أن يتمكن قادتهم من السفر بحرية في أنحاء العالم ورفع العقوبات وإلخ. إلا أن السيطرة على الحكم بالقوة وانتهاك حقوق شعبهم ليس الطريقة الصحيحة لتحقيق ذلك".

وكان قائد العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان حذّر الأحد، بأن الولايات المتحدة ستواصل غاراتها الجوية دعمًا للقوات الأفغانية، إذا واصلت طالبان هجومها الذي تشنه منذ أوائل مايو/ أيار.

وقال الجنرال الأميركي كينيث ماكينزي قائد القيادة الأميركية الوسطى: "لقد كثفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية لدعم القوات الأفغانية في الأيام الأخيرة، ونحن على استعداد لمواصلة هذا المستوى المتزايد من الدعم في الأيام المقبلة إذا واصلت طالبان هجماتها".

وفد من طالبان في الصين

ويتزامن موقف وزير الخارجية الأميركي، مع الزيارة التي يقوم بها وفد من حركة طالبان إلى بكين لإجراء محادثات مع مسؤولين ودبلوماسيين صينيين.

وخلال الزيارة، طمأن وفد رفيع من قادة طالبان أن الحركة لن تسمح باستخدام أفغانستان كقاعدة لشنّ هجمات تستهدف أمن دول أخرى، في وقت يثير التقدم الميداني للحركة أمام القوات الأفغانية خشية دول مجاورة بينها الصين.

وقال المتحدث باسم الحركة محمّد نعيم: إن وفد طالبان "أكد للصين أن الأراضي الأفغانية لن تُستخدم ضد أمن أي بلد كان".

وعقد الوفد المؤلف من تسعة أعضاء بقيادة المسؤول الثاني في حركة طالبان الملا عبد الغني بارادار "لقاءات منفصلة مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائب وزير الخارجية والممثل الصيني الخاص لشؤون أفغانستان"، بحسب نعيم الذي لم يكشف عن مكان الاجتماعات.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحافيين في بكين: "أشار وزير الخارجية وانغ يي إلى أن حركة طالبان الأفغانية قوة عسكرية وسياسية حاسمة في أفغانستان".

وأضاف "التزمت الصين طوال الوقت بعدم التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية... فأفغانستان هي ملك الشعب الأفغاني"، بما يتناقض مع "فشل السياسة الأميركية تجاه أفغانستان". واعتبر أن لدى الشعب الأفغاني اليوم "فرصة مهمة لتحقيق الاستقرار وتطوير بلده

حكومة قيد الانتظار

وفي الأشهر الاخيرة، تكثّف حركة طالبان جهودها الدبلوماسية، في مسعى لانتزاع اعتراف دولي، مع أملها بتولي مقاليد السلطة مجددًا على وقع تقدمها العسكري السريع.

وتشنّ الحركة منذ مطلع مايو/أيار هجومًا واسع النطاق ضد القوات الأفغانية تمكنت خلاله من السيطرة على مناطق ريفية شاسعة، مغتنمة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان الذي يُستكمل نهاية أغسطس/آب.

وسبق لبكين أن استضافت وفدًا من طالبان عام 2019، لكن جذور علاقتهما تمتد لفترة أبعد من ذلك، عبر باكستان.

وتكره الصين وجود فراغ في السلطة خصوصًا على حدودها، وسيكون إرساء الاستقرار بعد عقود من الحرب لدى جارتها الواقعة غربًا، الاعتبار الأول لبكين. وهي ترى أنّ من شأن إدارة مستقرة ومتعاونة في كابول أن تمهد الطريق أمام توسيع "مبادرة حزام وطريق" في أفغانستان وعبر جمهوريات آسيا الوسطى.

من جانبها، ترى طالبان في الصين مصدرًا بالغ الأهمية للاستثمار والدعم الاقتصادي، إما مباشرة أو من خلال باكستان.

تحذيرات من غزو غير مسبوق

وفي كابول، حضّ الرئيس الأفغاني أشرف غني المجتمع الدولي على "مراجعة رواية طالبان من حيث استعدادها وأنصارها لتبني حل سياسي".

وحذر في كلمة ألقاها الأربعاء من أنه "من حيث الحجم والنطاق والتوقيت، نواجه غزوًا غير مسبوق خلال الثلاثين عاماً الماضية".

وأضاف "هؤلاء ليسوا طالبان القرن العشرين... لكن ترجمة للعلاقة بين الشبكات الإرهابية العابرة للحدود والمنظمات الإجرامية العابرة للحدود".

وتعاني أفغانستان حربًا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

وتصاعد مستوى العنف في أفغانستان، منذ مطلع مايو/ أيار الماضي، مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد، ومن المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب المقبل، وفق الرئيس الأميركي جو بايدن.

المصادر:
العربي، أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close