الخميس 28 مارس / مارس 2024

المشهد التونسي.. "تذبذب" في مواقف الأحزاب والنهضة تدعم جهود الحلّ

المشهد التونسي.. "تذبذب" في مواقف الأحزاب والنهضة تدعم جهود الحلّ

Changed

لا يزال الترقب سيد الموقف في تونس بعد الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد (غيتي)
لا يزال الترقب سيد الموقف في تونس بعد الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد (غيتي)
أعرب حزب التيار الديمقراطي عن "تفهّمه" للإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد بعد أيام فقط من إعلان اختلافه مع تأويل الرئيس للدستور.

لا يزال المشهد التونسي يتفاعل على وقع التدابير الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد، والتي وُصِفت بأنّها "محاولة انقلابية"، من خلال تجميد عمل البرلمان وإقالة الحكومة، وما أعقب ذلك من خطوات.

وفي جديد المواقف، قال نائب رئيس حركة النهضة علي العريض إنّ كلّ جهد أو مبادرة للحل جديرة بالدعم ما دامت تحفظ الحرية والديمقراطية والفصل بين السلطات.

وأكد العريض في تدوينة له على فيسبوك، انّ الحركة تلقّت الرسائل التي عبّر عنها الشعب، ومطالبه المشروعة، وهي بصدد استخلاص الدروس والعبر من كل تلك الأحداث.

وأضاف أنّ ما أقدم عليه الرئيس قيس سعيّد كان ضربًا لمبدأ الفصل بين السلطات، وتجميعًا للسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية بين يديه، واصفًا ذلك بأنه خرق جسيم للدستور.

حزب التيار الديمقراطي يتراجع عن موقفه "المبدئي"

وفي ردود الفعل الأخرى، أعرب حزب التيار الديمقراطي عن "تفهّمه" للإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد بعد أيام فقط من إعلان التيار الاختلاف مع تأويل الرئيس قيس سعيّد للفصل 80 من الدستور ورفضه للإجراءات التي اتخذها.

وفي بيان صدر اليوم، حمّل التيار المسؤولية الكاملة فيما آلت إليه الأوضاع من تدهور للمنظومة المهيمنة وعلى رأسها حركة النهضة، كما ورد في البيان.

وطالب التيار الرئيس قيس سعيّد بتقديم خريطة طريق تضمن العودة إلى الوضعية الدستورية الاعتيادية بما يشمل اختيار رئيس جديد للحكومة.

ويمثّل هذا الموقف تراجعًا واضحًا عن الموقف "المبدئي" الذي اتّخذه حزب التيار الدمقراطي بعيد إجراءات سعيّد، والذي أعلن رفضه لها بشكل مطلق.

"تذبذب" في مواقف الأحزاب التونسية

وبحسب مراسل "العربي" في تونس، فإنّ الحراك الذي تشهده تونس هذه الأيام جعل مواقف بعض الأحزاب تتغيّر مقارنة بالمواقف التي صدرت بعيد قرارات الرئيس قيس سعيّد.

ويشير إلى أنّ أبرز التغيرات رُصِدت في مواقف حزبين هما حزب قلب تونس الذي يُعَدّ أركان التحالف الحكومي الداعم لحكومة هشام المشيشي، وكذلك حزب التيار الديمقراطي، حيث بدأ الحزبان يصدران مواقف مؤيدة لإجراءات الرئيس سعيّد خلافًا لما أعلناه سابقًا.

ويلفت إلى أنّ هذا "التذبذب" في مواقف الأحزاب يرسم المشهد الآن، مشيرًا إلى أنّ موقف حركة النهضة يميل من جهته إلى تجنب التصعيد والدعوة إلى الحوار، علمًا أنّ الحركة تربط دائمًا أيّ تراجع تقوم به باستئناف أعمال مجلس النواب المعلَّقة حاليًا بموجب التدابير الاستثنائية.

حركة النهضة في حالة "صدمة"

من جهته، يرى الباحث السياسي صلاح الدين الجورشي أنّ حركة النهضة تمرّ بصدمة قوية، متحدّثًا عن مراجعات تتمّ بشكل تدريجي، وأصوات من داخل الحركة تدعو لضرورة القيام بنقد ذاتي وبتحمل مسؤوليتها في الأخطاء ارتكبتها منذ 10 سنوات.

ويشير الجورشي، في حديث إلى "العربي"، من تونس، إلى أنّ هذه الأصوات تعكس حالة القلق التي تسود الحركة، وكأنّ ما كان يسمى عندها بالرؤية الاستراتيجية قد أًصابها الكثير من الاهتزاز التي وصلت إليها البلاد ووصلت إليها كذلك حركة النهضة.

ويلفت إلى أنّ حركة النهضة لا تزال تحت وقع الصدمة، وهي الآن تنتقل من الموقف القائم على الهجوم والتأكيد بأنّ ما حصل انقلاب، إلى البحث عن وساطات أو دعم كلّ الأطراف التي يمكن أن تساهم في التوصل إلى حل مع رئيس الدولة، لأنّها تخشى أن تكون الخسائر جسيمة.

مرحلة ما بعد 25 يوليو

ويشير الجورشي إلى أنّ الرئيس قيس سعيّد استطاع أن يؤسّس لواقع سياسي جديد، وهو أنّ جزءًا هامًا من المعطيات التي توفرت في الفترة الأخيرة تؤكد أنّ هناك تطبيعًا مع هذه الحالة، حيث يتحدّث الجميع عن مرحلة ما بعد 25 يوليو/تموز.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ حزب التيار الديمقراطي عدّل بموقفه انطلاقًا من ذلك، وهو يقرّ بأنّ هناك وضعًا جديدًا عليه التعاون معه بشكل جديد، وكذلك حزب قلب تونس الذي يبدو أنّ توجّهه الآن هو الانتقال إلى موقع الفاعل والمستعد للحوار.

ويتحدّث عن تغييرات واضحة لدى الأحزاب في تونس من أجل التكيف مع المرحلة القادمة والتأثير في قرارات الرئيس التونسي غدًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close