الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

واشنطن تخطط لعقوبات جديدة على إيران.. ماذا تستهدف هذه المرّة؟

واشنطن تخطط لعقوبات جديدة على إيران.. ماذا تستهدف هذه المرّة؟

Changed

يرى مسؤولون أمنيون غربيون أن قدرات إيران تمثل خطرًا مباشرًا على استقرار الشرق الأوسط (غيتي)
يرى مسؤولون أمنيون غربيون أن قدرات إيران تمثل خطرًا مباشرًا على استقرار الشرق الأوسط (غيتي)
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مسؤولين أميركيين أنّ واشنطن تخطط لعقوبات على إيران تستهدف مسيراتها وصواريخها الموجهة.

تخطط الولايات المتحدة لشن حملة عقوبات جديدة ضد قدرات إيران المتطورة لشن ضربات دقيقة باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ موجهة، وسط مخاوف من التهديد الذي تمثله هذه الأسلحة على مصالح أميركا وحلفائها، وذلك بحسب ما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مسؤولين أميركيين.

وبحسب الصحيفة، تأتي هذه الجهود في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون أمنيون غربيون: "إنهم يرون أن هذه القدرات تمثل خطرًا مباشرًا على استقرار الشرق الأوسط أكثر من برامج التخصيب النووي والصواريخ الباليستية الإيرانية".

استهداف شبكات المشتريات الإيرانية

وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بعض برامج الصواريخ الإيرانية في السنوات الماضية، لكن المسؤولين قالوا: "إن استهداف شبكات المشتريات الإيرانية، مثل مزودي الأجزاء المستخدمة في بناء الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة بدقة، يمكن أن يعطل هذه الأنشطة بشكل أكثر فاعلية".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله: "هذا جزء من نهج شامل، ولذلك نحن نتعامل مع جميع جوانب التهديد الإيراني".

ويلفت كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين إلى أنهم شهدوا زيادة كبيرة في استخدام الصواريخ الموجهة والطائرات بدون طيار ضد القوات الأميركية وحلفائها.

المسيرات تشكل تهديدًا متزايدًا

وقال مسؤول أميركي آخر: "الطائرات بدون طيار الإيرانية أصبحت تشكل تهديدًا متزايدًا لحلفائنا في المنطقة"، فيما لم يرد ممثلو إيران في الأمم المتحدة بنيويورك على طلب للتعليق، بحسب الصحيفة.

وتأتي الحملة المخطط لها في الوقت الذي تدرس فيه إدارة بايدن تشديد تطبيق العقوبات النفطية للضغط على طهران لتخفيف موقفها في المفاوضات المتوقفة بشأن الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015. لكن المسؤولين قالوا: "إن إجراءات الطائرات بدون طيار والصواريخ هي جزء منفصل من سياسة واشنطن تجاه إيران".

من جهتها، عرضت إدارة بايدن رفع مجموعة من العقوبات مقابل عودة طهران إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015، لكن الحكومة الإيرانية ردّت بأنها لن تمتثل إلا إذا ألغت الولايات المتحدة جميع العقوبات، بما في ذلك تلك التي تستهدف برامجها الصاروخية والتصنيفات الإرهابية ضد الحرس الثوري الإسلامي وفيلق القدس المتخصص التابع للحرس الثوري الإيراني.

مواصلة الضغط الأميركي

وتقول إدارة بايدن: "إن العديد من هذه العقوبات خارج نطاق الاتفاق النووي وإنها تخطط لمواصلة حملة الضغط الأميركية ضد دعم إيران للصراعات الإقليمية وبرنامج الصواريخ الباليستية المحظور من قبل الولايات المتحدة ودوليًا".

ونظرًا لأن الولايات المتحدة تنظر إلى العديد من العقوبات الحالية المتعلقة بالصواريخ والإرهاب على أنها منفصلة عن الاتفاق النووي، فلا ينبغي تفسير توسيع العقوبات الأميركية ضد برامج الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة بدقة؛ على أنها محاولة لحث طهران على المحادثات النووية المتوقفة، يقول المسؤول الكبير.

ومن بين الدلائل المبكرة على برنامج العقوبات الموسع، سلسلة من العقوبات الأخيرة التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على مسؤولي الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن وأنصارهم، والتي تشير إلى استخدام المقاتلين للطائرات بدون طيار وللصواريخ.

ورفضت متحدثة باسم وزارة الخزانة، التي تدير سياسة العقوبات الأميركية، التعليق.

قدرات الضربات الإيرانية

وتم تسليط الضوء على قدرات الضربات الدقيقة الإيرانية في عام 2019، عندما أدى هجوم بطائرة بدون طيار إلى توقف نصف إنتاج النفط الخام في المملكة العربية السعودية - أكبر مصدر للنفط في العالم - وألقت الولايات المتحدة باللوم على طهران.

وبعد بضعة أشهر، قال مسؤولون أميركيون: "إن واشنطن فكرت في قصف مصنع للطائرات بدون طيار بالقرب من مدينة أصفهان وسط إيران، وسط تصاعد التوترات بعد مقتل القائد الإيراني قاسم سليماني". وقال مسؤولون: "إن المملكة العربية السعودية، خصم إيران منذ فترة طويلة ومنافستها الأساسية باعتبارها المهيمن الإقليمي، تعرضت للهجوم أكثر من 100 مرة في الأشهر الأخيرة بصواريخ باليستية وأنظمة جوية بدون طيار وطائرات صغيرة بدون طيار وصواريخ كروز أطلقها وكلاء إيرانيون في اليمن".

وزعم مسؤولون إسرائيليون ومحللون أمنيون أن تقنيات الطائرات بدون طيار الإيرانية استخدمت أيضًا من قبل حركة حماس الفلسطينية ضد إسرائيل خلال الحرب التي شنتها الأخيرة على قطاع غزة في مايو/ أيار.

تعطيل سلسلة التوريد الدفاعي لإيران

وكان المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره واشنطن قد كشف في تقييم في وقت سابق من هذا العام لقدرات إيران الصاروخية والطائرات المسيرة، أن إيران طورت قاعدة إنتاج محلية لطائراتها الجوية غير المأهولة في مواجهة حملات العقوبات الأميركية المتتالية.

ومع ذلك، كشف مركز الأبحاث أن الأنظمة الفرعية والمكونات لطائراتها بدون طيار، ولا سيما المحركات والإلكترونيات الدقيقة، لا يزال يتم استيرادها عبر قنوات غير مشروعة.

وبحسب الصحيفة، فيمكن أن تستهدف العقوبات الأميركية تلك القنوات والشركات المتورطة فيها، وهي خطوة قال محللون: "إنها قد تكون معوقة مثل حظر الأسلحة الدولي الذي انتهى العام الماضي".

من جهته، قال الأستاذ المساعد المتخصص في شؤون إيران بجامعة لودز البولندية، روبرت تشولدا: "إن ذلك سيعطل بشكل ملحوظ سلسلة التوريد الدفاعي لإيران" ، لا سيما الواردات من أي مزود في روسيا والصين.

ويقول مسؤولون إن استخدام الإكراه المالي يمنح الولايات المتحدة بديلًا دبلوماسيًا لتنفيذ ضربات عسكرية على مصانع الصواريخ والطائرات بدون طيار، حيث تسعى إدارة بايدن إلى تجنب المواجهات مع إيران ووكلائها في اليمن وسوريا والعراق.

ما حقيقة مزاعم إيران العسكرية؟

وتمثل قدرة إيران المتطورة على شن ضربات دقيقة تهديدًا متزايدًا جزئيًا بسبب تركيز الأصول الغربية الاستراتيجية في المنطقة، ولأن الأسلحة تمثل خيارًا منخفض التكلفة ومنخفض المخاطر مع تأثير محتمل كبير، بحسب الصحيفة. ويمكن وضع المصانع السرية بالقرب من الأهداف، مما يؤدي إلى تجنب قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على تعطيل شحنات الأسلحة على طول خطوط الإمداد.

وبحسب الصحيفة، يمكن أيضًا إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة من بعيد. وتقول إيران: "إن بعض طائراتها بدون طيار لديها الآن مدى ضربات يصل إلى 4400 ميل". ويعتبر المسؤولون الأميركيون والغربيون أن العديد من المزاعم العسكرية الإيرانية مبالغ فيها، لكنهم لم يدحضوا التأكيد الإيراني على وجه التحديد.

المصادر:
وول ستريت جورنال

شارك القصة

تابع القراءة
Close