الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

حالة استثنائية فريدة.. هل "انحاز" الجيش التونسي إلى الرئاسة؟

حالة استثنائية فريدة.. هل "انحاز" الجيش التونسي إلى الرئاسة؟

Changed

لا يزيد تعداد الجيش التونسي عن 40 ألف عسكري ولم يُختبَر كثيرًا في ساحات الحروب منذ الاستقلال (غيتي)
لا يزيد تعداد الجيش التونسي عن 40 ألف عسكري ولم يُختبَر كثيرًا في ساحات الحروب منذ الاستقلال (غيتي)
سواء صحّت فرضية أنّ الجيش "انحاز" إلى الرئاسة مؤخّرًا، أم أنّه نفذ التعليمات وفقًا للقانون والدستور، يبقى مؤسسة لا يختلف التونسيون على احترامها والثقة بها.

بخلاف غيره من اللاعبين، وحده الجيش حين يصمت في المواقف الكبرى، يكون لصمته صوت عالٍ.

قد تنطبق هذه المقولة على الجيش التونسي اليوم، في أعقاب التدابير الاستثنائية التي أعلنها الرئيس قيس سعيّد، ووُصِفت في بعض الأوساط بـ"المحاولة الانقلابية".

إزاء هذه التدابير، وجد الجيش التونسي نفسه أمام اختبار حاد، فحتى اللحظة لا يريد التونسيون من أي طرف كان أن يقحم المؤسسة العسكرية في أتون المعارك السياسية.

الجيش التونسي "محايد حيادًا تامًا"

يرى البعض أنّ الجيش "انحاز ضمنًا" إلى الرئاسة مؤخّرًا، ويشير البعض الآخر إلى أنّه نفذ التعليمات وفقًا للقانون والدستور.

لكن في كلتا الحالتين، يبقى مؤسسة لا يختلف التونسيون على احترامها والثقة بها.

ويوضح الناطق السابق باسم وزارة الدفاع الوطني مختار بن ناصر أنّ "الجيش التونسي وفق الدستور هو جيش جمهوري يخضع للمؤسسة السياسية وللمراقبة الديمقراطية ويقوم بواجبه بكل حرفية وهو محايد حيادًا تامًا".

حالة فريدة بين الجيوش العربية

ويمثّل الجيش التونسي حالة استثنائية فريدة بين الجيوش العربية، حيث يُعرَف بأنه زهد بالسياسة والتجارة، كما أنّه قضى معظم تاريخه بعيدًا عن مغانم السلطة.

ويسير الجيش وفق معادلة معقدة بين تنفيذ أوامر قائده الأعلى في قرطاج وبين حركة الشارع خارج أسواره. ويرى كثيرون أنّه اليوم نتاج عقود طويلة قبل الثورة، لم ينزل خلالها العسكر كثيرًا إلى الخنادق ولم يصعدوا إلى المكاتب.

جيش متواضع لم يُختبَر كثيرًا في ساحات الحروب

أما في العدّة والعتاد، فهو جيش متواضع لا يزيد تعداده عن 40 ألف عسكري. لم يُختبَر كثيرًا في ساحات الحروب منذ الاستقلال، وتمّ تحييده عن السياسة وكُفّت يده عن الاقتصاد في عهدي بورقيبة وبوعلي.

شاهد بورقيبة الجيوش تزيح الحكام عبر انقلابات، فحرص على إفقاد الجيش القدرة على أي انقلاب عليه، ولذلك كان ينفق الكثير من المال على التعليم والصحة والقليل على الجيش.

تهميش العسكر في حكم بن علي

عام 1987 جاء بن علي إلى السلطة بانقلاب أمني ناعم. صعد عسكريون في بداية هذا الحكم إلى تولي المناصب الوزارية، لكن سرعان ما تمّت الإطاحة بهم خشية انتعاش طموحات بعض الضباط في تدبير محاولة انقلابية.

وشهدت السنوات اللاحقة من حكم بن علي سياسة تهميش للعسكر وإغداق الأموال على وزارة الداخلية، لتتحول تونس إلى دولة بوليسية بامتياز.

شعر الجيش بالاستياء وتراكم الإحساس بالحرمان بين العسكر حتى جاءت ثورة الياسمين. عندها، لم يتصدّ الجيش للمتظاهرين، إلى أن سقط بن علي وبردت صدور الجيش والشعب معًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close