الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

أبدى استعداد حزبه لأي تنازلات.. الغنوشي يدعو إلى حوار وطني في تونس

أبدى استعداد حزبه لأي تنازلات.. الغنوشي يدعو إلى حوار وطني في تونس

Changed

قال الغنوشي سندعو الشارع للدفاع عن ديموقراطيته في حال لم يكن هناك اتفاق حول الحكومة القادمة
قال الغنوشي: "سندعو الشارع للدفاع عن ديمقراطيته في حال لم يكن هناك اتفاق حول الحكومة القادمة" (غيتي)
قال الغنوشي: "إن لم يتم الاتفاق على عودة البرلمان وتكوين حكومة وعرضها على البرلمان، فسندعو الشارع التونسي للدفاع عن ديمقراطيته".

دعا رئيس "حركة النهضة" التونسي راشد الغنوشي الخميس إلى حوار وطني في البلاد، مبديًا استعداد حزبه لأي "تنازلات من أجل إعادة الديمقراطية" بعد ثلاثة أيّام على إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد توليه السلطة التنفيذية وتجميد البرلمان.

لكنه نبّه في الوقت نفسه في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إلى أنه إن لم يكن هناك اتفاق حول الحكومة القادمة، "سندعو الشارع للدفاع عن ديمقراطيته".

وأعلن سعيّد الأحد تدابير استثنائية قضت بتجميد أعمال البرلمان لثلاثين يومًا وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه وتولي السلطة التنفيذية بنفسه. وندّد حزب النهضة بالقرارات الرئاسية واصفا إياها بـ"الانقلاب على الثورة والدستور".

وقال الغنوشي: إنه منذ صدور القرارات، "ليس هناك حديث مع السيد رئيس الجمهورية ولا مع أعوانه"، مضيفًا "لكن نرى أنه ينبغي أن يكون هناك حوار وطني من أجل كيف تكون لتونس حكومة".

وأضاف: "مستعدون لأي تنازل، إذا كانت هناك عودة للديمقراطية.. الدستور أهم من تمسكنا بالسلطة".

لكنه قال: "إن لم يتم الاتفاق على عودة البرلمان وتكوين حكومة وعرضها على البرلمان، الشارع التونسي سيتحرك لا شك، وسندعو الشارع التونسي للدفاع عن ديمقراطيته وأن يفرض رفع الأقفال على البرلمان".

لا شرعية

وشدّد على أنّ "لا شرعية لحكومة لا تمر بالبرلمان".

وحصلت مواجهات محدودة الاثنين أمام البرلمان التونسي بين معترضين وقوات من الجيش انتشرت في منطقة باردو بالعاصمة ومنعت أحدًا من دخول المقرّ بمن فيهم الغنوشي الذي يرأس البرلمان والذي أمضى 12 ساعة في المكان احتجاجًا.

وقال الغنوشي الخميس: "كانت هناك خشية من أن يكون هناك صدام مع الجيش وكان عشرات الآلاف يزحفون للعاصمة من أنصار النهضة"، مشيرًا إلى أنه طلب منهم عودة أدراجهم.

وأضاف: "هذا لا يعني أننا سنسكت على الانقلاب. نحن سنقاوم الانقلاب بالوسائل السلمية"، متابعًا: "نحن ماضون في الوسائل السلمية والحوار والتفاوض وضغط الشارع وضغط المنظمات والمفكرين والضغط الداخلي والخارجي من أجل استعادة الديمقراطية". 

وتابع الغنوشي الذي كان معارضًا لنظامي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي لسنوات طويلة، بينما يتمتع حزبه بالنفوذ الأكبر في السلطة منذ عشر سنوات: "قلت من اللحظة الأولى إن هذا انقلاب على الدستور وعلى الثورة والشعب التونسي لأنه مخالف للدستور (..). إنه انقلاب على الدستور بوسائل دستورية متعسفة"، معتبرًا ذلك "خطأ جسيمًا".

وقال: "هناك محاولات لتحميل سلبيات المرحلة للنهضة. لكن خلال السنوات العشر الماضية، كانت هناك عناصر إيجابية، فتونس كانت الاستثناء الذي حافظ على شعلة الحرية في منطقة كلها دكتاتورية وتعرضت تونس للتآمر على ديموقراطيتها من طرف الأنظمة التي تخاف الديموقراطية التونسية".

لكنه أقرّ بأنه "كانت هناك أخطاء في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، والنهضة تتحمل جزءًا من المسؤولية".

"أصبح المحكمة الدستورية" 

وتعتبر تونس، مهد "الربيع العربي"، البلد الوحيد الناجي من التداعيات السلبية للثورات الشعبية التي استحالت في دول أخرى نزاعات دامية أو قمعًا جديدًا. لكن حكامها لم يتمكنوا من إيجاد أي حل للمشاكل التي لعبت دورًا كبيرًا في تفجير ثورة 2011.

وقال الغنوشي: "الانقلاب الذي حصل لم ينه التجربة التونسية ولم ينه الربيع العربي".

وأضاف: "الأحزاب السياسية أخطأت خلال الست سنوات السابقة ولم تنجح في إقامة المحكمة الدستورية لتكون حكمًا بين السلطات"، معتبرًا أن "الرئيس التونسي استغل غياب المحكمة الدستورية ليحتكر تفسير الدستور وليصبح هو المحكمة الدستورية".

ورغم ذلك، قال الغنوشي: "أنا متفائل بمستقبل الديمقراطية في تونس، والانقلاب سيفشل".

المصادر:
العربي، أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close