دعت مصر، الأحد، التونسيين إلى ضرورة تجنب التصعيد والامتناع عن العنف ضد مؤسسات بلادهم.
جاء ذلك وفق بيان وزارة الخارجية المصرية، عقب اتخاذ الرئيس التونسي قيس سعيد إجراءات استثنائية في بلاده اعتبرتها العديد من الأطراف استئثارًا بالسلطة.
وذكر البيان أن "مصر تتابع باهتمام تطورات الأحداث في تونس، وتعرب عن تضامنها الكامل مع الشعب التونسي الشقيق وتطلعاته المشروعة".
وأكد البيان على "ضرورة تجنب التصعيد والامتناع عن العنف ضد مؤسسات الدولة، بما يحفظ مصالح الشعب التونسي الشقيق وأمنه ومقدراته".
وأضاف أن مصر "تثق في حكمة وقدرة الرئاسة التونسية على العبور بالبلاد من هذه الأزمة في أقرب وقت، وتشيد بدور المؤسسات الوطنية التونسية في حفظ أمن واستقرار البلاد".
كما أعربت القاهرة عن "تطلعها لتجاوز الأشقاء التونسيين كافة التحديات والانطلاق نحو بناء مستقبل أفضل"، حسب البيان ذاته.
وفي 25 يوليو/ تموز الماضي، أعلن الرئيس قيس سعيّد، إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها، وتجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يومًا، ورفع الحصانة عن النواب.
وقال سعيّد آنذاك إنه اتخذ هذه القرارات الاستثنائية لـ"إنقاذ الدولة"، لكن غالبية الأحزاب رفضتها، واعتبرتها "انقلابًا وخروجًا على الدستور"، بينما أيدتها أخرى وعدّتها "تصحيحًا للمسار".
واشنطن تدعو للعودة إلى المسار الديمقراطي
والسبت، أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض السبت أنّه يتعيّن على تونس العودة سريعًا إلى "مسارها الديمقراطي".
وأعرب جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن، خلال اتّصال استمرّ ساعة مع الرئيس التونسي، عن دعمه "الديمقراطيّة التونسيّة القائمة على الحقوق الأساسيّة، والمؤسّسات القويّة والالتزام بسيادة القانون"، حسب بيان أصدره البيت الأبيض.
وأشار البيان إلى أنّ الاتّصال "ركّز على الحاجّة الماسّة للقادة التونسيّين لرسم الخطوط العريضة لعودة سريعة إلى المسار الديمقراطي لتونس".
وأضاف بيان البيت الأبيض أنّ "هذا يتطلّب سرعة تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس وزراء مؤهّل، من أجل تحقيق استقرار الاقتصاد التونسي والتعامل مع جائحة كوفيد-19".
هل تكون الإجراءات لفترة محدودة؟
مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان يرى أن هناك انقسامًا شديدًا في تونس ظهر في الأيام الماضية بعد قرارات الرئيس سعيّد.
ويقول لـ"العربي" من الدوحة: "كل الآمال اليوم هو أن تكون هذه الإجراءات لفترة محدودة، وأن تعود تونس إلى ممارسة حياتها الديمقراطية والدستورية من خلال عودة البرلمان إلى العمل وعودة الحياة السياسية من خلال حوار وطني بين جميع القوى".
وحول تصريحات رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، يشير قبلان إلى أنه يبدي كل الاستعداد لتقديم التنازلات الممكنة لعودة البلاد إلى حياتها الدستورية والعودة إلى اللعبة الديمقراطية.