الجمعة 29 مارس / مارس 2024

تونس.. تحرّكات دبلوماسية وغموض في مسار الحياة السياسية

تونس.. تحرّكات دبلوماسية وغموض في مسار الحياة السياسية

Changed

دعت أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية الرئيس التونسي إلى الإعلان عن خارطة طريق للإجراءات في المرحلة المقبلة (غيتي)
دعت أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية الرئيس التونسي إلى الإعلان عن خارطة طريق للإجراءات في المرحلة المقبلة (غيتي)
على وقع التحركات الدبلوماسية، تعيش تونس حالة ترقّب للقرارات الحكومية المستقبلية للرئيس التونسي، تزامنًا مع محاولات الخروج من الأزمة الاقتصادية في البلاد.

على وقع التحركات الدبلوماسية التي تشهدها تونس، أعلن الرئيس قيس سعيّد إجراء اتصالات دولية لخفض العجز المالي، في وقت خرج فيه رئيس البرلمان التونسي ورئيس حزب النهضة الإسلامي راشد الغنوشي من المستشفى بعد أزمة صحية.

فقد التقى وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، مساء الأحد، الرئيس التونسي، قيس سعيد، وأبلغه رسالة شفوية من رئيس بلاده عبد المجيد تبون، وذلك بعد أسبوع من قرارات اتخذها سعيد وأثارت انقسامًا حادًا في البلاد.

وبدأ لعمامرة، مساء الأحد، زيارة لتونس قادمًا من مصر، ضمن جولة إفريقية قادته أيضًا إلى إثيوبيا والسودان.

وقال لعمامرة، عبر "تويتر": "بتكليف من رئيس الجمهورية، حللت مساء الأحد بتونس الشقيقة، وحظيت بشرف لقاء الرئيس قيس سعيد".

وأضاف: "أبلغت سعيد "رسالة شفوية" من الرئيس تبون"؛ من دون أن يكشف تفاصيل عن محتواها.

وتابع لعمامرة: "كما اغتنمت هذه الفرصة لعرض نتائج المشاورات التي أجريتها مؤخرًا بخصوص القمة العربية المزمع عقدها بالجزائر، وحول الشراكة العربية الإفريقية".

وفي وقت سابق الأحد، أعلنت القاهرة، وجود "توافق" بين مصر والجزائر "نحو الدعم الكامل" للرئيس سعيد، و"لكل ما من شأنه صون الاستقرار" في تونس، حسب بيان للرئاسة عقب لقاء جمع رئيس مصر ووزير خارجية الجزائر.

الموقف الأميركي

وأعرب جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن، خلال اتّصال استمرّ ساعة مع الرئيس التونسي، عن دعمه "الديمقراطيّة التونسيّة القائمة على الحقوق الأساسيّة، والمؤسّسات القويّة والالتزام بسيادة القانون"، حسب بيان أصدره البيت الأبيض.

وأشار البيان إلى أنّ الاتّصال "ركّز على الحاجّة الماسّة للقادة التونسيّين لرسم الخطوط العريضة لعودة سريعة إلى المسار الديمقراطي لتونس".

وأضاف بيان البيت الأبيض أنّ "هذا يتطلّب سرعة تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس وزراء مؤهّل، من أجل تحقيق استقرار الاقتصاد التونسي والتعامل مع جائحة كوفيد-19".

وكان سعيّد أعلن تدابير استثنائيّة قضت بتجميد أعمال البرلمان ثلاثين يومًا وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهمّاته، وتولّيه السلطة التنفيذيّة بنفسه. وندّد حزب النهضة بالقرارات الرئاسيّة، واصفًا إيّاها بـ"الانقلاب على الثورة والدستور".

ردة فعل واشنطن

في هذا السياق، يعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز إدوارد جوزيف أن "واشنطن تتعاطى بحذر مع أحداث تونس، دون أن توجّه أي انتقاد لاذع أو إدانة قوية لقرارات رئيس الجمهورية".

ويوضح جوزيف، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن "الولايات المتحدة تريد السير في خطى حذرة، وسط مرحلة شديدة الحساسية تعيشها البلاد".

ويقول: "أميركا تنتظر إجراءات الرئيس التونسي، وكيفية تعاطيه مع الصلاحيات التي بات يتمتّع بها، من أجل اتخاذ قرارها تجاه الأحداث".

خارطة طريق

في السياق نفسه، دعت أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية، الرئيس سعيّد إلى الإعلان عن خارطة طريق للإجراءات في المرحلة المقبلة.

وبعد مرور أسبوع على إعلان سعيّد تدابير استثنائية، يترقّب الجميع في تونس مسار الأمور والشخصية التي ستخلف هشام المشيشي في رئاسة الحكومة.

من هنا، يرى عضو حركة الشعب أسامة عويدات، أن الجميع متيقّن من أن سعيد سيشكّل حكومة، لكن السؤال يتمحور حول الملفات التي ستناقشها هذه الحكومة.

ويضيف، في حديث إلى "العربي": يجب على الرئيس التونسي أن يبحث خطط الحكومة المقبلة مع جميع القوى السياسية، وأن تكون الأزمة المالية والفساد ضمن أولويات القرارات المستقبلية".

العجز المالي

من جهة أخرى، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، في مقطع مصور نشره مكتبه أمس الأحد: توجد اتصالات مع "بلدان صديقة" لخفض العجز المالي للبلاد.

وارتفع العجز المالي والدين العام في تونس بشكل حاد في العام الماضي نتيجة الوباء، وتجري الحكومة مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض.

الحالة الصحية للغنوشي

وعلى صعيد منفصل، قال مستشاران لراشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي ورئيس حزب النهضة الإسلامي: إن الغنوشي غادر مستشفى، كان قد دخله في وقت سابق أمس الأحد.

وقاد الغنوشي، الذي يملك دورًا مؤثرًا في البلاد منذ عقد، معارضة الإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد الأسبوع الماضي بالسيطرة على السلطات الحاكمة، وإقالة رئيس الوزراء وتجميد عمل البرلمان، وسارع بوصفها بأنها انقلاب.

ولم يوضح المستشاران، في حديث لوكالة رويترز، المشكلة الصحية التي يعاني منها الغنوشي البالغ من العمر 80 عامًا.

وقال أحد المستشارين: "بعد ساعات في المستشفى العسكري، عاد الغنوشي إلى بيته وهو بخير الآن".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close