الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

أزمة سد النهضة.. هل تنجح المبادرة الجزائرية؟

أزمة سد النهضة.. هل تنجح المبادرة الجزائرية؟

Changed

رغم التحذيرات المصرية والسودانية، تصرّ إثيوبيا على أن الملء الثاني "لم يضرّ" شريكتيها، مشيرة إلى أن القاهرة والخرطوم ترفضان الاعتراف بنجاح أديس أبابا بالتعبئة.

قدّمت الجزائر مبادرة لحلّ أزمة سد النهضة تفتح آفاقًا جديدة للتفاوض، وتشمل إقامة قمة ثلاثية بين أطراف الأزمة.

وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الذي قام بجولة على البلدان الثلاثة المعنية بالملف (إثيوبيا، والسودان، ومصر): إنه من الضروري التوصّل إلى حلول ترضي كل الأطراف في قضية أزمة سد النهضة.

والسبت، وصل لعمامرة إلى القاهرة بعد زيارة لإثيوبيا والسودان، حيث التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، وبحثا ملفات عديدة من ضمنها ملف سد النهضة.

وبعيدًا عن التصريحات والاجتماعات، سجّلت مياه النيل انخفاضًا يصل إلى أكثر من ملياري متر مكعب مقارنة بالعام الماضي.

وذكرت وزارة الري السودانية أن إيرادات نهر عطبرة، آخر روافد نهر النيل، وصلت إلى 4 مليارات متر مكعّب خلال الشهر الحالي.

وكانت الوزارة حذّرت من فيضان وشيك لنهر النيل، بالتزامن مع تصريح وزارة الري المصرية عن ارتفاع منسوب بحيرة السد العالي، ورفع حالة التأهب والاستنفار لإدارة المنظومة المائية.

ورغم التحذيرات المصرية والسودانية، تصرّ إثيوبيا على أن الملء الثاني "لم يضرّ" شريكتيها، مشيرة إلى أن القاهرة والخرطوم ترفضان الاعتراف بنجاح أديس أبابا بالتعبئة.

وبعد أن وصل الخلاف حول السد إلى مجلس الأمن، واصطدم الحل بعقبات سياسية واعتبارات إقليمية، يطول أمد الأزمة، ولربما تفلح الدبلوماسية الجزائرية بتقريب وجهات النظر وإرساء حلّ طال انتظاره.

مؤشرات ايجابية

في هذا السياق، يرى توفيق بوقاعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، أن قبول الأطراف الثلاثة بالوساطة الجزائرية مؤشر إيجابي أولي يُمكن البناء عليه لتقديم رؤى تضمن حق كل طرف في المياه.

ويعتبر بوقاعدة، في حديث إلى "العربي" من الجزائر، أنّ هناك مؤشرات تدلّ على إمكانية نجاح المبادرة الجزائرية، من بينها انسداد الأفق بين الأطراف عندما كانوا يبحثون عن حلول خارج إطار التفاوض، كما أن الأزمة نضجت لدرجة تُحتّم على الأطراف ضرورة التفاوض.

ويقول: إن الجزائر هي طرف يُمكن التعويل عليه في الوساطة نظرًا لتقاربها مع البلدان الثلاثة.

ويضيف: على الرغم من العراقيل أو العقبات التي قد تواجه المبادرة الجزائرية، إلا أن هناك حسن نيّة لدى الأطراف الثلاثة للخروج من المأزق.

ويربط بوقاعدة توقيت المبادرة بوصول الأزمة إلى مرحلة "خطرة" تُنذر بتعكير الأمن في منطقة القرن الإفريقي، إضافة إلى سعي الجزائر إلى توطين الاستقرار في القارة الإفريقية، وضرورة العمل الجماعي ضمن منظمة الاتحاد الإفريقي من أجل إحلال السلام.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close