الجمعة 29 مارس / مارس 2024

الحاكمة العامة لكندا تستقيل وسط اتهامات بإساءة معاملة موظفين

الحاكمة العامة لكندا تستقيل وسط اتهامات بإساءة معاملة موظفين

Changed

العلم الكندي
منذ 2014 فرضت كندا عقوبات على أكثر من 440 مسؤولًا وكيانًا مرتبطين بقضية شبه جزيرة القرم (غيتي)
يُعين الحاكم العام في كندا بموافقة الملكة إليزابيث لخمس سنوات، وتشكل استقالته -ولا سيما في مثل هذه الظروف- خطوة غير مسبوقة في تاريخ كندا.

استقالت الحاكمة العامة لكندا جولي باييت، ممثلة الملكة إليزابيث الثانية في هذا البلد أمس الخميس، قبيل نشر تقرير يرجّح أنه سيكون قاسيًا حول مضايقات ارتُكبت في مكتبها على ما يبدو، في سابقة هي الأولى في تاريخ كندا.

وكانت الحكومة طلبت إجراء مراجعة مستقلة في يوليو/ تموز الماضي عقب انتشار أنباء عن بيئة "غير صحية" في المقر الرسمي للحاكم العام.

وذكرت وسائل إعلام كندية نقلًا عن مصادر مطلعة على التقرير لم تسمها، أن نتائج المراجعة دامغة.

واعتذرت باييت في بيان الاستقالة عمّا وصفته بـ"توتر" في المقر العام في الأشهر الماضية. 

وأكّدت أن الجميع يملكون الحق في بيئة عمل صحية وآمنة في كل الأوقات وتحت كل الظروف، وأردفت: "يبدو أن الأمر لم يكن كذلك دائمًا؛ ولذا أنا آسفة".

وقالت: "احترامًا لنزاهة منصبي ومن أجل مصلحة بلدنا والمؤسسات الديمقراطية، توصلت إلى وجوب تعيين حاكم عام جديد". 

وأضافت: "لذلك قدمت استقالتي، وأبلغت رئيس الحكومة الكندية بقراري".

"تنمر وصراخ"

ويقول موظفون حاليون وسابقون في مكتب الحاكمة العامة: إن باييت "تنمرت" وصرخت على موظفين وأهانتهم علنًا، وغادر البعض منهم مكتبها باكيًا.

وردت بايييت التي كانت رابع سيدة تشغل هذا المنصب في كندا آنذاك، بالقول إنها تأخذ الاتهامات بغاية الجدية.

ويُعين الحاكم العام في كندا بموافقة الملكة إليزابيث لخمس سنوات، وتشكل استقالته -ولا سيما في مثل هذه الظروف- خطوةً غير مسبوقة في تاريخ كندا.

وإضافة إلى المضايقات المفترضة، تواجه باييت انتقادات شعبية لإصرارها على إجراء أعمال تجديد مكلفة في المقر الرسمي، المعروف بتسمية: "ريدو هول" ثم رفض الانتقال إليه.

وبحسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، كثيرًا ما اختلفت باييت مع الشرطة الخيالة الكندية بسبب شدة التدابير الأمنية، ومن ضمنها تجنب المرافقة الأمنية خلال خروجها لممارسة الرياضة.

كذلك اتُهمت صديقة باييت المقربة أسونتا دي لورينزو، التي عينتها سكرتيرًا للحاكم العام في خطوة أثارت جدلًا، بإساءة معاملة موظفين واستقالت بدورها.

وعُينت باييت رائدة الفضاء السابقة، البالغة من العُمر 57 عامًا، في المنصب الفخري من جانب رئيس الوزراء جاستن ترودو عام 2017 لتمثيل الملكة إليزابيث الثانية في الدولة العضو في منظمة الكومنولث.

"فرصة جديد لقيادة جديدة"

وأشار ترودو إلى أن استقالتها "تمثّل فرصة لقيادة جديدة في ريدو هول، وهي تردّ على الهواجس المتعلقة بمكان العمل، التي أثارها الموظفون خلال المراجعة".

والشخصية التي ستحل مكان باييت "ستُبلّغ للملكة إليزابيث الثانية وسيُعلن عنها في الوقت المناسب". وبموجب تقاليد البلاد يُفترض أن تُعين شخصية ناطقة بالإنكليزية خلفًا لباييت الناطقة بالفرنسية.

وسيتولى، بموجب البروتوكل، رئيس قضاة كندا ريتشارد واغنر، مهام الحاكم العام ومن ضمنها إعطاء موافقات ملكية، أو تحويل المشاريع التي يصادق عليها البرلمان إلى قوانين، حتى تعيين حاكم جديد.

ورأى حزب "الكتلة الكيبيكية" المناهض للملكية في البرلمان أن الفرصة تسمح الآن لإعادة دراسة "جدوى" المنصب، الذي اعتبره الحزب "وظيفة عفاها الزمن، وليس لها مكان في نظام ديمقراطي".

ولم تلمّح حكومة ترودو الليبرالية إلى احتمال أو موعد نشر المراجعة التي جاءت في 200 صفحة، للمشكلات المتعلقة ببيئة العمل في ريدو هول؛ حيث أُجريت مقابلات مع عشرات الموظفين الحاليين والسابقين، بحسب تقارير.

وقالت صحيفة "ناشونال بوست" إنها يمكن أن تنشر ملخصًا للتقرير، وليس التقرير بكامله.

المصادر:
فرانس برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close