الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

العثماني يؤكد لـ"العربي" انفتاح المغرب على الجزائر.. هل يلتقي لابيد؟

العثماني يؤكد لـ"العربي" انفتاح المغرب على الجزائر.. هل يلتقي لابيد؟

Changed

في حديث إلى العربي"، تحدث العثماني عن الانتخابات النيابية، والعلاقات مع الجزائر وإسبانيا، إلى جانب التطبيع مع إسرائيل، إضافة إلى قضايا أخرى.

يؤكد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، أن بلاده تبحث عن التقارب مع الجزائر وتمد اليد باستمرار، ومنفتحة بدون شروط لأن يكون هناك حوار حقيقي لتنقية الجو.

ويوضح في حديث إلى "العربي" استعرض عددًا من الملفات، أن هناك تبادلًا غير مباشر للرسائل مع إسبانيا، وليس هناك مفاوضات أو وسطاء. كما يؤكد أن المغرب سيستمر في مواقفه وسيدعّم الشعب الفلسطيني بكل ما يستطيع.

وفي الشأن الداخلي، يكشف أنّ الاستعدادات جارية لإجراء الانتخابات النيابية، وأن قرار تأجيلها يتم بالتوافق التام.

"تأجيل الانتخابات النيابية قرار توافقي"

يقول العثماني: نحن نريد إجراء الانتخابات في موعدها، لافتًا إلى أن الاستعدادات جارية.

ويضيف: "صحيح أن تطورات الجائحة غير متوقعة حاليًا ومستقبلًا، وليس عندنا أي ضمانات بأن الحالات، لا سيما الخطيرة منها، والوفيات، ستنخفض، أو أن اتساع انتشار الجائحة لن يتزايد في الأسابيع المقبلة. لكن اتُخذ عدد من الإجراءات التي تروم الحد من انتشار الجائحة".

ويشير إلى أن المغرب ماضٍ بطريقة جيدة في عملية التلقيح، واستطاع الحصول، بفضل دبلوماسيته النشيطة والجهود التي قام بها، على قدر معقول ومنطقي من اللقاحات، مقارنة مع دول مماثلة كثيرة.

وفيما يلفت إلى أنه يتم يوميًا تلقيح نحو 300 ألف مواطن مغربي، يقول: "إن استطعنا أن نحصل على كميات أكبر من اللقاحات يمكن أن نرفع الوتيرة".

وإذ يشير العثماني إلى أن قرار تأجيل الانتخابات هو قرار توافقي لجميع الأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة، ولا يقرّره حزب أو تتخذه الحكومة منفردة، يشدد على أن التأجيل سيتم إذا ما تقرر بالتوافق التام، لكن الأمر غير مطروح حاليًا. 

ويعتبر أن طرحه من قبل بعض الأطراف أو مطالبتها بذلك حق لها. 

"نبحث عن التقارب مع الجزائر"

تعليقًا على خطاب عيد العرش والمبادرة تجاه الجزائر، يشدد العثماني على أن "هذا التوجه مبدئي بالنسبة للمغرب، وهي المرة الثالثة التي ينادي فيها جلالة الملك بأن نفتح الحوار بدون شروط بين البلدين إيمانًا من المغرب بأن بناء الاتحاد المغاربي تزداد ضرورته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية مع مرور الوقت، وبأن المنطقة بحاجة إلى حدوث انفراج سياسي وتصالح بين البلدين".

ويؤكد أن هذا الخيار لا مناص منه، آملًا أن "يستجيب الأخوة في الجزائر مرة أخرى لهذا النداء".

وفيما يوضح أن الدعوة المغربية للجزائر من أجل حل الخلافات البينية ليست ظرفية، بل مبنية على رؤية استراتيجية، يشير إلى أن المغرب رسميًا وعلنيًا يبحث عن التقارب مع الجزائر ويمد اليد باستمرار، ومنفتح بدون شروط لأن يكون هناك حوار حقيقي لتنقية الجو.

ويلفت إلى أن الجزائر بلد شقيق وجار وتربطنا به علاقات متعددة، والحاجة إلى التعاون موجودة دائمًا.

ويشرح أن أفق التعاون أوسع من مجرد حاجة اقتصادية؛ فهو حاجة اقتصادية للمنطقة كلها.

ويسأل: "لمَ يتفاوض كل بلد من بلداننا: المغرب من جهة، وتونس من جهة، والجزائر من جهة، وموريتانيا من جهة، مع الاتحاد الأوروبي على ملفات متعددة، ولا يكون التفاوض معه بوصفنا اتحادًا مغاربيًا؟".

ويردف: بوصفنا "كتلة سيكون موقفنا التفاوضي أقوى، وقدرتنا على أن يكون هناك توازن مع الاتحاد الأوروبي أحسن".

ويخلص إلى أن هناك أفقًا استراتيجيًا أوسع من مجرد حاجات اقتصادية على أهميتها.

وينفي علمه بوصول أي رد من جانب الجزائر، قائلًا: "سيبقى عندنا دائمًا الأمل بتجاوب إيجابي من قبل الأشقاء في الجزائر".

"لا أدلة على تجسس المغرب على جزائريين"

ردًا على سؤال عن احتمال أن تكون تقارير تتهم المغرب بالتجسس على قادة وشخصيات جزائريين عاملًا يعرقل أي نية كان يمكن للجزائر أن تحملها للتجاوب مع المبادرة، يقول: "ليس هناك أي تقارير ذات مصداقية في هذا الاتجاه حتى الساعة، وكل ما أثير هو اتهامات غير مسنودة وأكاذيب.

ويوضح أن القضية لا تخص الجزائر فقط، بل وزراء في دول أوروبية، ورؤساء في دول أوروبية وإفريقية، وموظفين أو مسؤولين في الأمم المتحدة ومنظمات دولية وإقليمية.

ويضيف: "أنا أسمي ذلك فيلمًا هوليوديًا"، مؤكدًا أن ما من دليل على تجسس المغرب.

ويلفت إلى أن عددًا من التقارير بيّنت أن كل ما يتمسك به الذين يدعون بأن هناك تجسّسًا مغربيًا على هذه الشخصيات الجزائرية، هو نوع من اتهامات حدسية.

ويشير إلى أن المغرب، ولأنه واثق من نفسه ومن أن كل ذلك أكاذيب، ذهب إلى القضاء الدولي ويطالب الذين ينشرون هذه الاتهامات بأن يأتوا بالأدلة.

وإذ يتوقف عند سلوك الرباط المسار القضائي، يشدد على أن المغرب يعتبر هذه الاتهامات خطيرة، وتدخل في إطار حملة ممنهجة عليه.

إلى ذلك، وفي معرض تعليقه على تقارير حقوقية تتحدث عن تضييق على عمل الصحافيين في المغرب، يلفت إلى أن واقع الإعلام يشهد عليه تنوع هذا الإعلام.

ويردف: "هذا الإعلام نفسه ينتقد الدولة وأجهزتها باستمرار، نحن لا ندعي بأن المغرب جنة حقوقية كاملة، ولكن هناك حرية في الإعلام معروفة ومحترمة".

ويضيف: "قد تكون عندنا بعض الاختلالات، نحتاج إلى معالجتها".

"رسائل غير مباشرة مع إسبانيا ولا مفاوضات"

ويتوقف العثماني عند موضوع العلاقة مع إسبانيا، مؤكدًا أن المغرب يعرف ويعتز بكونه شريكًا مهمًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وبشريًا بالنسبة لها. 

ويتحدث عن محاولات لحلحلة الوضع، متداركًا بالقول: إنها غير كافية.

وفيما يلفت إلى علاقات قوية جدًا بين الجارين، وكذلك تحديات مشتركة، يوضح أن هذا الواقع يفرض علينا الوضوح في العلاقة الثنائية.

ويشرح أن عمق المشكلة هي في استقبال إبراهيم غالي باسم غير صحيح وهوية مزورة من وراء المغرب، مؤكدًا أن عدم الوضوح في هذه الخطوة ومستويات أخرى، فرض على المغرب أن يقوم بوقفة لنبني علاقاتنا على أسس صحيحة.

والعثماني الذي يقول: إن هناك تبادل للرسائل غير مباشر مع إسبانيا، يشير إلى أن ليس هناك مفاوضات أو وسطاء. ويوضح أن تبادل الرسائل لا يعني مفاوضات، لأن المغرب يصرّ على أن يكون هناك بناء جديد للثقة في العلاقة بين البلدين.

ويردف: "لا يمكن أن نقبل في المستقبل من شركاء أساسيين أن يقوموا من وراء ظهرنا بأمور تسيء إلى القضايا الحيوية للمغرب، مشددًا على أن قضية الصحراء بالنسبة للمغرب ليست قضية جزئية بل قضية سيادة ووحدة وطنية. 

"قرار مؤلم لكن المصلحة الوطنية أعلى بكثير "

إلى ذلك، يصف العثماني اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالسيادة على الصحراء بـ"النقلة النوعية بالنسبة لهذا الملف الذي دام النزاع المفتعل فيه منذ 1975، إذا ما بدأ العد من الفترة التي انسحبت فيها إسبانيا من الصحراء المغربية ودخل المغاربة سلميين في إطار المسيرة الخضراء".

ويردف بأن هذا الاعتراف نقلة غير مسبوقة، ولذلك كثير من الأطراف كانت لديها ردود فعل متشنجة ترفض ولا تقبل نهائيًا به"، مشيرًا إلى أنه يقلب الصراع في قضية الصحراء رأسًا على عقب ويجعل له أفقًا استراتيجيًا جديدًا.

وإذ يلفت إلى هذه الخطوة المغربية جاءت مع إعادة فتح العلاقات مع إسرائيل، يقول: "بالنسبة لهذه المسألة بالذات، هذا قرار مؤلم وصعب لكن المصلحة الوطنية أعلى بكثير".

ويرى أن "المهم هو أن الملك وفي اتصال مع الرئيس الفلسطيني، مباشرة بعد اتصاله مع الرئيس الأميركي آنذاك، أكد أن المغرب في مواقفه من القضية الفلسطينية ومن كفاح الشعب الفلسطيني لم يتغير".

ويشرح أن موقف المغرب رسميًا وشعبيًا على جميع المستويات؛ من تهويد القدس وتغيير معالمها ووضع المسجد الأقصى والقضايا الأخرى التي تهم الشعب الفلسطيني والتي يكافح من أجلها، مبدئي وواضح جدًا.

ويؤكد أن المغرب سيستمر في مواقفه وسيدعّم الشعب الفلسطيني بكل ما يستطيع؛ في حدود استطاعته بطبيعة الحال"، متحدثًا عن دعم سياسي ودبلوماسي وميداني.

ويشير إلى أن الدعم سيستمر للمقدسيين للثبات والاستقرار، ودعمهم في أرضهم في بيت المقدس على جميع المستويات؛ ماليًا وعمرانيًا وفي التعليم وكذلك في جهود الصحة.. ويذكر بأنه كانت للرباط مواقف واضحة من العدوان الإسرائيلي على غزة.

بشأن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد المرتقبة إلى المغرب، يوضح أنه ليس في برنامج الزيارة أن يلتقيه، متحدثًا عن موقفه الذي عبّر عنه مرارًا من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وتنديده بها، لا سيما تلك التي وقعت أخيرًا في المسجد الأقصى والقدس وحي الشيخ جرّاح.

ويختم بالقول: "سنبقى داعمين لصمود الشعب الفلسطيني في هذه الربوع، في القدس وأكناف بيت المقدس".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close