فُقد أثر ما لا يقل عن 27 لاجئًا من الروهينغيا بعد غرق مركبهم خلال محاولتهم الهرب من مخيم لإيواء اللاجئين أقيم في جزيرة بنغلادشية.
ويضمّ المخيّم نحو 20 ألفًا من الروهينغيا في جزيرة بهاشان شار في خليج البنغال الذي تضربه الأعاصير كل عام.
وتسعى بنغلادش إلى إيواء مئة ألف من لاجئي الروهينغيا في هذه الجزيرة علمًا بأنها تستقبل نحو مليون منهم، غالبيتهم في مخيمات مكتظة.
ويقول عدد من أبناء هذه الإثنية المسلمة إنهم نُقلوا عنوة إلى الجزيرة.
وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين عن قلقه إزاء معلومات تفيد بتوقيف لاجئين وسجنهم لمحاولتهم مغادرة بهاشان شار.
ووفق الشرطة، فقد غرق مركب الصيد الصغير وعلى متنه 41 من الروهينغيا في بحر هائج في خليج البنغال، قرب الجزيرة، فيما تم إنقاذ 14 شخصًا فيما عمليات البحث عن المفقودين لا تزال مستمرة.
مخيمات لجوء أم سجون للروهينغيا؟
وأفاد المسؤول عن إدارة مخيم بهاشان شار سوجيت كومار تشاندا بأن سفنًا تابعة للبحرية ومروحية تشارك في عمليات البحث لافتًا إلى أن من بين المفقودين نساء وأطفالًا.
وكانت بنغلادش قد باشرت في نقل اللاجئين إلى المخيم المثير للجدل في الجزيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني في خطوة بررّتها باكتظاظ المخيمات في جنوب شرق البلاد.
وقال عبد الرحيم البالغ 27 عامًا والذي هرب من بهاشان شار قبل أشهر إن عدم توافر فرص العمل في الجزيرة هو الذي يدفع اللاجئين إلى الهرب، وتابع بالقول: "الحياة هناك مروعة، يستحيل أن ترى أقرباءك، وكأنهم يضعوننا في سجن من دون إعطائنا أي فرصة".
وللاجئين معاناة أخرى تتمثل بالانقطاع عن عائلاتهم وأقاربهم في ميانمار البلد التي فرّوا منها، وذلك إثر الانقلاب العسكري الذي سلّم مقاليد السلطة لقائد الجيش المتهم بارتكاب مجازر جماعية بحق مسلمي الروهينغيا.
وطالبت منظّمة العفو الدولية بنغلادش بالحرص على أن يكون الانتقال إلى الجزيرة طوعيًا، وعلى تمتّع اللاجئين بالحق في حرية التنقل بين الجزيرة والأراضي القارية حيث تقيم عائلات كثيرين منهم.
وفي يونيو/ حزيران تظاهر الآلاف احتجاجًا على المصاعب الحياتية التي يعانون منها، وفي الأشهر الأخيرة هرب مئات من الروهينغيا من الجزيرة وقد تم توقيفهم في قرى ساحلية في منطقة تشيتاغونغ، وفق الشرطة.