الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"كوارث" لبنان.. انفجار عكار يكشف عمق "المأساة" ودول تعرض المساعدة

"كوارث" لبنان.. انفجار عكار يكشف عمق "المأساة" ودول تعرض المساعدة

Changed

نقل أحد المصابين بالمروحية إلى بيروت لتلقي العلاج
أُصيب 79 شخصًا في انفجار خزان الوقود في عكار بشمال لبنان (غيتي)
إثر كارثة انفجار خزان للوقود في عكار، الذي أسفر عن سقوط ضحايا، أعلنت دول عدة عن عزمها إرسال مساعدات عاجلة للبنان من بينها العراق ومصر وتركيا والأردن.

أرخت كارثة انفجار خزان للوقود في عكار، شمال لبنان، وما نتج عنها من خسائر في الأرواح، بظلالها على المشهد اللبناني المتأزم مع اشتداد الأزمة الاقتصادية على كاهل المواطنين.

وفيما ارتفعت المناشدات للمساعدة في تقديم الرعاية اللازمة للمصابين مع تراجع القطاع الصحي في لبنان تحت وطأة الانهيار الذي أصاب البلاد، تحوّلت الفجيعة موضوعًا للسجال بين السياسيين.

انفجار التليل

وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت أن ما لا يقل عن 28 شخصًا قُتلوا وأُصيب 79 في انفجار خزان وقود بشمال البلاد، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عسكرية وأمنية أن الجيش اللبناني كان قد صادر خزان وقود أخفاه أشخاص يعملون في السوق السوداء، وكان يوزع الوقود على السكان عندما وقع الانفجار.

ويعاني لبنان نقصًا حادًا في الوقود مما أدى إلى طوابير طويلة في محطات البنزين وانقطاع التيار الكهربائي لفترات ممتدة. ووقعت الكارثة في بلدة التليل في منطقة عكار من أفقر مناطق لبنان.

وقال شهود عيان: إن زهاء 200 شخص كانوا بالموقع وقت وقوع الانفجار.

وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أن حالات الحروق الشديدة ربما تتطلب العلاج السريع بالخارج لإنقاذ الأرواح.

وأشار في تصريح لـ "رويترز"، إلى الحاجة لإجلاء بعض المصابين إلى الخارج، متحدثًا عن حالات تستدعي أقسام عناية خاصة ومتخصصة بالحروق تفوق قدرة المستشفيات اللبنانية على إسعافها.

وذكرت مصادر أن هناك عناصر في الجيش والقوى الأمنية بين المصابين.

روايات متباينة

وفيما انتشرت روايات متباينة عن سبب الانفجار، نقلت "رويترز" عن مصدر أمني أن أعدادًا كبيرة من الناس اندفعت، وأدت الخلافات بينهم إلى إطلاق نار أصاب خزان البنزين مما أدى إلى انفجاره.

كما نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم: إن سبب الاشتعال هو شخص أشعل قداحة.

وكان عبد الرحمن واحدًا من هؤلاء الذين اصطفوا في الطابور للحصول على القليل من البنزين الثمين.

وقال من مستشفى السلام في طرابلس، بينما كانت الضمادات تغطي وجهه وجسده: "كان الناس متجمعين بالمئات، لا يُعدون، كان في ناس على سقف الخزان والله يستر شو صار فيهم".

وأفاد والد مصاب آخر في المستشفى بأنه لا يعلم بعد مكان اثنين آخرين من أبنائه.

من ناحيته، قال الدكتور صلاح إسحق من مستشفى السلام: إن غالبية المصابين في حالة خطيرة. وأضاف: "لا يمكننا استيعابهم، ليس لدينا القدرات. إنه وضع سيئ للغاية".

وكانت مستشفيات عدة في لبنان قد حذرت من أن نقص الوقود قد يجبرها على الإغلاق في الأيام المقبلة، كما شكت من قلة إمدادات الأدوية وغيرها من الضروريات.

إلى ذلك، أقدم محتجون على إضرام النار بممتلكات صاحب خزان الوقود الذي انفجر، فظهرت في عدد من الصور وقد تصاعد منها الدخان.

سجال سياسي

في المواقف، أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في تغريدة على تويتر أن "مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ"، في إشارة إلى انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، داعيًا المسؤولين اللبنانيين بمن فيهم الرئيس ميشال عون إلى تحمل المسؤولية والاستقالة.

بدوره، حذّر عون في اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع، من "تسييس المأساة التي وقعت في التليل واستغلال دماء الشهداء لرفع شعارات وإطلاق دعوات تكشف بوضوح نيات مطلقيها وضلوعهم بمخططات هدفها الإساءة إلى النظام ومؤسساته".

ودعا الى "إظهار أقصى درجات التضامن في هذه الظروف الصعبة، والتعالي على الجراح والانقسامات".

مساعدات عاجلة

من جهة أخرى، أعلنت دول عدة عن عزمها إرسال مساعدات عاجلة للبنان.

وبحسب ما أعلن وزير الصحة حمد حسن، فإنّ "قطر، وبقرار من الأمير، طلبت تحديد حاجات المستشفيات الحكومية والخاصة من المحروقات لتأمينها، بهدف المساعدة بالأزمة التي كانت السبب الأساسي والمباشر للكارثة".

من جهته، أعرب رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن استعداد العراق لتقديم المساعدة في معالجة تداعيات الانفجار في عكار.

كما تبلغت رئاسة مجلس الوزراء من سفير مصر ياسر علوي أن "مصر تستعد لإرسال مساعدة عاجلة إلى لبنان.

وبدورها، سارعت تركيا إلى إبلاغ الحكومة اللبنانية إرسال مساعدات صحية عاجلة.

وأعرب الأردن عن استعداده معالجة جرحى لديه. ودعا الملك الأردني عبد الله الثاني في بيان إلى "استحداث خطة شاملة.. للعبور بلبنان إلى بر الأمان".

أين الخبز؟

وعلى خط موازٍ لتفاقم الأزمة الاقتصادية الحادة التي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، حيث بات 78% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر بحسب الأمم المتحدة، اتسعت معاناة اللبنانيين لتشمل الحصول على رغيف الخبز.

ويعود ذلك إلى توقف بعض المخابز عن العمل لعدم توافر المازوت، الأمر الذي يزيد من تذمر اللبنانيين من نقص الخدمات والمواد الأساسية، ويضاعف مشاهد قطع الطرقات في البلاد.

وتشكو إحدى المحتجّات لكاميرا "العربي" ما بات روتين يومها، فتتحدث عن غياب البنزين والخبز والتيار الكهربائي، وتقول بحسرة: "نشعر وكأننا سنختنق".

وفيما يقول أحد المواطنين إنه بات يبحث عن الخبز في السوق الموازية مع توقف الأفران عن العمل، يؤكد أنه مع ذلك لا يجده.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close