الخميس 28 مارس / مارس 2024

عكار تشيع "ضحايا البنزين".. أزمة المحروقات لا تنتهي في لبنان

عكار تشيع "ضحايا البنزين".. أزمة المحروقات لا تنتهي في لبنان

Changed

أسفر انفجار خزان للوقود عن إصابة نحو 80 شخصًا غالبيتهم بحروق بليغة، وقتل 28 شخصًا، وذلك بعد أن تجمّعوا حوله للحصول على البنزين في بلدة التليل العكارية شمالي لبنان
أسفر انفجار خزان وقود في عكار شمال لبنان عن مقتل 28 شخصًا وإصابة نحو 80 آخرين غالبيتهم بحروق بليغة (غيتي)
على وقع الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عامين، والذي صنفه البنك الدولي الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس على كل القطاعات.

شيع لبنانيون، اليوم الأربعاء، 15 ضحية من ضحايا انفجار خزان الوقود الذي أدى إلى مقتل 28 شخصًا على الأقل كانوا يحاولون الحصول على القليل من البنزين، وسط أزمة محروقات حادّة يشهدها لبنان.

وأسفر الانفجار، فجر الأحد الفائت، عن إصابة نحو 80 شخصًا غالبيتهم بحروق بليغة، وذلك بعد أن تجمّعوا حول خزان الوقود في بلدة التليل في منطقة عكار شمالي البلاد.

وكان الجيش قد صادر الخزان في إطار حملة أطلقها لمصادرة البضائع المخزنة وتوزيعها على المواطنين، الذين يخشون ارتفاعًا هائلًا في الأسعار بعد قرار للمصرف المركزي قضى برفع الدعم عن المحروقات.

ويتزامن التشييع مع تفاقم أزمة الوقود في لبنان في الأيام الماضية، رغم التصريحات الرسمية بشأن الاتفاق على استيرادها من العراق وإيران. 

إهمال الدولة سبب الكارثة

وقال معين شريتح، والد ضحيتين في الـ16 والـ20 من العمر، لفرانس برس: إن ولديه ماتا من أجل البنزين، مؤكدًا أن البنزين لو توفر لما ذهبا للحصول عليه بهدف تعبئة دراجتهما النارية.

وطلب من المسؤولين والزعماء أن يضعوا أنفسهم مكانه، سائلًا إياهم ماذا كانوا سيفعلون لو رأوا أولادهم متفحمين.

وأكد شقيق الضحيتين الأخريين فواز شريتح، أن ما حصل سببه الحرمان من المحروقات والدواء والخبز، مشددًا على أن عكار منطقة محرومة.

وتعد منطقة عكار الأكثر فقرًا في لبنان، وطالما اشتكى أهلها من إهمال مؤسسات الدولة كافة وغياب الخدمات عنها.

الانهيار الأسوأ منذ عام 1850

وفاقم الانهيار الاقتصادي الوضع المعيشي سوءًا في المنطقة، التي شهدت الثلاثاء انقطاعًا في الاتصالات والإنترنت والكهرباء لعدم توفر مادة المازوت.

وعلى وقع الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عامين، والذي صنفه البنك الدولي الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة؛ تنعكس بشكل كبير على القطاعات المختلفة من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.

وقد تراجعت تدريجيًا خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية للمناطق كافة، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميًا.

ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها إلى التقنين أيضًا ورفع سعر التعرفة.

وينتظر اللبنانيون يوميًا في طوابير طويلة أمام محطات الوقود للحصول على البنزين، بينما أقفلت بعض المحطات أبوابها، فيما يلجأ كثيرون إلى شراء المحروقات من السوق السوداء.

وتفاقمت الأزمة أكثر مع إعلان مصرف لبنان الأسبوع الماضي رفع الدعم عن المحروقات، ما أحدث هلعًا بين الناس، إذ يعني رفع الدعم عن الوقود ارتفاع أسعار المواد كافة بشكل كبير.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close