أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها من إمكانية أن تكون كوريا الشمالية قد أعادت تشغيل مفاعل ينتج البلوتونيوم في مجمع يونغبيون النووي.
وقالت الوكالة في تقريرها السنوي: "منذ مطلع يوليو/ تموز ثمة مؤشرات ولا سيما تصريف مياه تبريد، ما يتماشى مع تشغيل المفاعل".
وأوضح التقرير أنه "لم تكن هناك مؤشرات على تشغيل المفاعل في يونغبيون منذ مطلع ديسمبر 2018 إلى بداية يوليو 2021".
وأضاف: "غير أنه منذ مطلع يوليو 2021 ظهرت مؤشرات متسقة مع تشغيل المفاعل، ومنها تصريف مياه التبريد".
وقد تؤشر إعادة العمل بهذا المفاعل البالغة قدرته 5 ميغاوت إلى أن بيونغ يانغ تواصل برنامج التطوير النووي، منتهكة بذلك قرارات مجلس الأمن الدولي.
وتأتي الشبهات عن إعادة تشغيل المفاعل بعد معلومات حديثة مفادها أن بيونغ يانغ تستخدم أيضًا مختبرًا يقع قرب المجمع، لفصل البلوتونيوم من الوقود المستخدم الذي مصدره المفاعل.
وقالت الوكالة: "إن المؤشرات إلى تشغيل المفاعل والمختبر "مثيرة جدًا للقلق"، مضيفة أن هذه النشاطات تشكل "انتهاكًا واضحًا" لقرارات الأمم المتحدة".
North Korea appears to have restarted a nuclear reactor that is widely believed to have produced plutonium for nuclear weapons, the U.N. atomic watchdog said in an annual report https://t.co/gBSeRiJkyv pic.twitter.com/DUQH0fEwPn
— Reuters (@Reuters) August 30, 2021
نقطة الخلاف
وكان مصير هذا المجمع النووي إحدى نقاط الخلاف في القمة الثانية بين الزعيم الكوري الشمالي كين جونغ أون والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التي آلت إلى الفشل عام 2019 في هانوي.
واقترحت كوريا الشمالية سابقًا، تفكيك جزء من مجمع يونغبيون من دون منشآتها النووية الأخرى في مقابل رفع "جزئي" للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، لكن واشنطن رفضت العرض وتوقفت إثر ذلك المفاوضات بين البلدين.
ويخضع النظام الكوري الشمالي لعقوبات دولية عدة بسبب برامجه العسكرية ولا سيما النووية المحظورة منها، وقد شهدت هذه البرامج تطورًا كبيرًا في عهد كيم جونغ أون.
وعام 2009، تم طرد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من كوريا الشمالية، ومنذ ذلك الحين تراقب الوكالة نشاطات كوريا الشمالية من الخارج.
ويقع مجمع يونغبيون النووي على بعد حوالي 100 كيلومتر شمالي بيونغ يانغ، ويضم عشرات الأبنية المرتبطة ببرنامج كوريا الشمالية النووي.
وافتُتح المجمع عام 1986 وبني فيه المفاعل الكوري الشمالي الأول، وهو مصدر البلوتونيوم الوحيد المعروف في كوريا الشمالية، لكنه قد لا يكون منشأة تخصيب اليورانيوم الوحيدة في البلاد وإغلاقه لا يعني نهاية البرنامج النووي في البلاد.
ومطلع أغسطس/ آب الجاري أفاد تقرير سري للأمم المتحدة بمواصلة كوريا الشمالية تطوير برامجها للصواريخ النووية والباليستية خلال النصف الأول من الحالي.