الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

منهيًا حربًا استمرت 20 عامًا.. الجيش الأميركي خارج أفغانستان

منهيًا حربًا استمرت 20 عامًا.. الجيش الأميركي خارج أفغانستان

Changed

مقاتلون من طالبان يتفقدون طائرات وعتاد تركها الأميركيون وراءهم في مطار كابل
مقاتلون من طالبان يتفقدون طائرات وعتاد تركها الأميركيون وراءهم في مطار كابل (غيتي)
أتمت الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان منهية حربًا دامت 20 عامًا قتل خلالها 2500 جندي أميركي وكلفت واشنطن أكثر من ألفي مليار دولار.

أعلن البنتاغون خروج آخر جندي أميركي من أفغانستان ليل أمس الإثنين، لتطوى بذلك صفحة حرب استمرّت 20 سنة.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه سيلقي الثلاثاء خطابًا إلى الأمّة بشأن الانسحاب من أفغانستان، فيما كان مقاتلو حركة طالبان يطلقون النار في الهواء احتفالاً بسيطرتهم على مطار العاصمة بعد إقلاع آخر طائرة عسكرية أميركية منه.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي خلال مؤتمر صحافي: "أنا هنا لأعلن أننا أنجزنا انسحابنا من أفغانستان".

وأضاف ماكنزي الذي تتبع أفغانستان لنطاق عمليات قيادته أنّ "آخر طائرة سي-17 أقلعت من مطار كابل في 30 أغسطس/ آب" في الساعة 19:29 بتوقيت غرينيتش".

وأوضح أنّ آخر أميركيَين غادرا كابل هما روس ويلسون سفير الولايات المتّحدة في كابل والجنرال كريس دوناهو القائد الميداني للقوات الأميركية في أفغانستان.

واشنطن ستستمر بمتابعة الراغبين بالرحيل

لكنّ الجنرال ماكنزي لفت إلى أنّه "إذا كانت عمليات الإجلاء العسكرية قد انتهت فإن المهمة الدبلوماسية الرامية للتحقّق ممّا إذا كان هناك مزيد من المواطنين الأميركيين أو الأفغان المؤهلين الراغبين بالرحيل تتواصل".

وأوضح أنّه منذ 14 أغسطس/ آب وحتى ليل الإثنين، أي خلال الـ18 يومًا الماضية، أجلت طائرات الولايات المتّحدة وحلفائها أكثر من 123 ألف مدني من مطار حامد كرزاي. بيد أنّ القائد العسكري الأميركي أقرّ في الوقت عينه بأنّ عدد الذين تمكّن من إجلائهم من كابل قبل إنجاز الانسحاب هو أقلّ ممّا كان يأمل.

وقال: "لم نتمكّن من إجلاء كلّ من كنّا نريد إجلاؤهم"، مشيرًا إلى أنّ عمليات الإجلاء انتهت قبل "حوالى 12 ساعة" من موعد مغادرة آخر عسكري أميركي أفغانستان، لكنّ القوات الأميركية ظلّت "حتى اللحظة الأخيرة" في مطار كابل جاهزة لإجلاء كلّ من استطاع الوصول إلى المطار.

وبذلك تكون الولايات المتّحدة قد انسحبت من أفغانستان قبل 24 ساعة من المهلة النهائية التي حدّدها بايدن لهذا الاستحقاق.

واشنطن ستعمل مع طالبان إذا وفت بتعهداتها

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ليل أمس الإثنين بعيد إنجاز قوات بلاده انسحابها من أفغانستان أنّ الولايات المتّحدة "ستعمل" مع حركة طالبان إذا "وفت بتعهّداتها".

وقال بلينكن للصحافيين: "إنّ كلّ خطوة سنتّخذها لن تستند إلى ما تقوله حكومة طالبان وإنمّا إلى ما تفعله للوفاء بتعهّداتها"، مشدّدًا على أنّ ما تطلبه الحركة من المجتمع الدولي من اعتراف ودعم يجب أن "تكتسبه" عن جدارة واستحقاق. واعتبر أنّ أيّ شرعية وأيّ دعم يجب أن يُكتسبا.

وشدّد الوزير الأميركي على وجوب أن تفي طالبان بالتزاماتها لجهة ضمان حرية السفر واحترام حقوق المرأة والأقليّات وعدم السماح "بتحوّل أفغانستان مجدّدًا قاعدة للإرهاب".

كما أعلن رئيس الدبلوماسية الأميركية أنّ الولايات المتّحدة علّقت وجودها الدبلوماسي في أفغانستان ونقلت عمليات سفارتها من كابول إلى العاصمة القطرية الدوحة، مشيرًا إلى "المناخ الأمني الضبابي والوضع السياسي" في البلد الذي استعادت حركة طالبان السيطرة عليه، مشيراً إلى أنّه سيتمّ إخطار الكونغرس بهذا القرار.

وأضاف أنّ "قواتنا غادرت أفغانستان (...) لقد بدأ فصل جديد من التزام أميركا في أفغانستان"، مشيرًا إلى أنّه في هذا الفصل الجديد "سنقود بدبلوماسيتنا. لقد انتهت المهمة العسكرية، وبدأت مهمة دبلوماسية جديدة".  وإذ شدّد الوزير على أنّ الولايات المتّحدة ستواصل مساعدة كلّ أميركي يرغب بمغادرة أفغانستان، لفت إلى أنّ عددًا ضئيلاً من رعايا بلاده، أي ما بين 100 و200 أميركي، لا يزالون في هذا البلد.

 طالبان تحتفل 

في المقابل، سارعت الحركة التي سيطرت بسرعة خاطفة على البلاد منذ دنا موعد الانسحاب، إلى الاحتفال برحيل القوات الأميركية و"انتهاء الاحتلال".

وكتب المسؤول الكبير في الحركة أنس حقّاني في تغريدة على تويتر: "لقد صنعنا التاريخ مرة أخرى. هذه الليلة انتهى احتلال الولايات المتّحدة وحلف شمال الأطلسي لأفغانستان الذي استمرّ 20 سنة. أنا سعيد جدًا لأنّني بعد 20 سنة من الجهاد والتضحيات والمشقّات، أشهد بكل اعتزاز هذه اللحظات التاريخية".

وأرفق حقّاني تغريدته بمقطع فيديو ظهر فيه مقاتلون من الحركة وهم يكبرّون ويهتفون ويطلقون النار في الهواء احتفالًا بانسحاب آخر جندي أميركي.

ومع إقلاع آخر طائرة عسكرية من مطار كابل دوّى أزيز الرصاص في سائر أنحاء العاصمة احتفالًا بسيطرة طالبان عليه.

توتر أمني رافق عمليات الإجلاء

وكان التوتر المحيط بالمرحلة الأخيرة من عمليات الإجلاء بلغ ذروته الخميس الماضي حين وقع تفجير انتحاري عند مدخل المطار تبنّاه تنظيم الدولة -ولاية خراسان وأوقع أكثر من مئة قتل بينهم 13 عسكريًا أميركيًا.

والإثنين تبنى تنظيم "الدولة الاسلامية-ولاية خراسان "إطلاق ستة صواريخ على المطار، لكنها لم تؤثر على عمليات الاجلاء التي استمرت "بدون توقف" بحسب البيت الأبيض. وقال مسؤول من طالبان في المكان: "إنّ الصواريخ اعترضها نظام الدفاع الجوي في المطار".

و استقبل بايدن الذي يواجه انتقادات شديدة بسبب إدارته لهذه الأزمة، الأحد في قاعدة دوفر جثامين العسكريين الذين قتلوا في كابل الخميس.

وقتل 2500 أميركي في أفغانستان وأنفقت الولايات المتحدة أكثر من ألفي مليار دولار في 20 عامًا. وهي تخرج الآن من هذه الحرب، الأطول في تاريخها، وقد لطّخت صورتها بسبب عجزها عن توقّع سرعة انتصار طالبان وطريقة إدارتها عمليات الإجلاء.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close