الإثنين 25 مارس / مارس 2024

ضبابية وغموض في تونس.. هل يستجيب قيس سعيّد لضغوط الخارج؟

ضبابية وغموض في تونس.. هل يستجيب قيس سعيّد لضغوط الخارج؟

Changed

لم يكشف الرئيس قيس سعيّد حتى الآن عن خريطة الطريق في تونس بعد الإجراءات الاستثنائية التي مدّد العمل بها إلى أجل غير مسمّى (غيتي)
لم يكشف الرئيس قيس سعيّد حتى الآن عن خريطة الطريق في تونس بعد الإجراءات الاستثنائية التي مدّد العمل بها إلى أجل غير مسمّى (غيتي)
جدّدت حركة النهضة التأكيد على ضرورة إنهاء الإجراءات الاستثنائية ورفع التجميد عن البرلمان وتشكيل حكومة شرعية تعالج أولويات التونسيين.

لا يزال الغموض سيّد الموقف في تونس، في ظلّ ضبابيّة تسيطر على المشهد، مع استمرار الإجراءات الاستثنائية التي مدّد الرئيس قيس سعيّد العمل بها إلى أجل غير مسمّى.

وفي حين لم يكشف سعيّد حتى الآن عن خريطة الطريق التي وعد بها، تتواصل الضغوط الخارجية للعودة إلى الدستور، وتشكيل حكومة تعالج الأزمات المتفاقمة.

في المقابل، تتواصل التحديات الداخلية، التي يواجهها سعيّد بالتحذير من مؤامرات ومخططات، وكان آخرها حديثه عن أطراف تحاول "التسلّل" إلى المنظومة الأمنية.

مجموعة السبع تدعو لحوار شامل

في سياق التحركات الخارجية المستجدّة على خط الأزمة التونسية، حثّ سفراء مجموعة الدول السبع الرئيس التونسي على سرعة العودة إلى نظام دستوري يكون فيه دور بارز لبرلمان منتخب.

وأكد بيان لسفراء المجموعة في تونس على الحاجة إلى تشكيل حكومة قادرة على معالجة الأزمات الراهنة، وبالتالي الوصول إلى حوار شامل حول الإصلاحات الدستورية والانتخابية.

كما دعا السفراء إلى الالتزام العام باحترام الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لجميع التونسيين، وباحترام سيادة القانون.

حركة النهضة "قلقة" على الحريات

في غضون ذلك، حذر المكتب التنفيذي لحركة النهضة التونسية ممّا وصفه بتغوّل البلاد في حالة الغموض والضبابية منذ الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو/ تموز الماضي، والتي تمّ تمديدها إلى أجل غير مسمّى.

وجدّدت الحركة في بيان لمكتبها التنفيذي، التأكيد على ضرورة إنهاء الإجراءات الاستثنائية ورفع التجميد عن البرلمان وتشكيل حكومة شرعية تعالج أولويات التونسيين.

واستنكر البيان ما يتعرض له العديد من التونسيين من اعتداء على حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم بناءً على تعليمات خارجة عن القانون ومخالفة للدستور على حدّ تعبير الحركة.

هل "يكشف" سعيّد الأسماء؟

أما الرئيس التونسي قيس سعيّد، فحذّر مجدّدًا من محاولة أطراف لم يسمّها التسلّل داخل المنظومة الأمنية.

وقال سعيّد في الذكرى 65 لتأسيس الحرس الوطني: إنّه سيكشف هذه الأسماء في الأيام المقبلة.

وثمّن سعيّد خلال لقائه بعدد من القيادات الأمنية، دور الحرس الوطني في حفظ الأمن العام وحراسة الوطن ومكافحة الإرهاب.

كيف يؤثّر الخارج على الوضع في تونس؟

ويرى الكاتب الصحفي كمال بن يونس أنّ أغلب الأحداث الداخلية في تونس منذ أكثر من عشر سنوات لها بعد خارجي.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، من تونس، إلى وجود تأثير مباشر لسفارات الدول السبع أي الولايات المتحدة وأبرز شركاء تونس في الاتحاد الأوروبي زائد اليابان وكندا على الوضع في تونس.

ويقول: "نعلم أنّ هؤلاء اجتمعوا في أزمة 2013 وكان لهم القول الفصل في دعم مسار الحوار السياسي ثم تشكيل حكومة بقيادة مهدي جمعة".

وتعليقًا على بيان سفراء مجموعة السبع، يلاحظ أنّه ينطوي على تأكيد على العديد من المبادئ، وفي مقدّمها التمسك بالخيار الديمقراطي باعتباره ثابتًا من الثوابت.

"تصعيد في اللهجة"

أما على مستوى التحديات الداخلية، فيلاحظ الكاتب الصحفي التونسي وجود "تصعيد في اللهجة" في الأسابيع الأخيرة في تونس، في مواجهة إجراءات الرئيس قيس سعيّد.

ويلفت إلى أنّ هذا التصعيد في اللهجة يصدر عن قيادات نقابية ومنظمات حقوقية وكل الأحزاب بما فيها تلك التي كانت تُحسَب على الحزام السياسي لرئيس الجمهورية.

ويشير إلى دعوة لضرورة تشكيل حكومة مستقرة وقوية بصلاحيات حكومة كاملة وضرورة احترام الدستور والحريات وحقوق الإنسان وأن يقع التفاعل مع الرسائل التي وجهها الغاضبون على الطبقة السياسية.

ويخلص إلى أنّ حركة النهضة تساير، من خلال بيانها الأخير، تصعيد الخطاب الموجود لدى عدّة أحزاب ونقابات وشخصيات سياسية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close