أعلن وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن أول رحلة دولية تجارية منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان أقلعت من مطار كابل اليوم الخميس.
وقال الوزير في إسلام اباد: "جرى اختبار المطار وتشغيله في الأيام القليلة الماضية". وأضاف: "تمكنا من تسيير أول رحلة ركاب قبل ساعة فحسب"، ووجه الشكر لحركة طالبان على المساعدة في معاودة فتح المطار.
واضطلعت قطر بدور الوسيط الرئيسي بين طالبان والمجتمع الدولي في السنوات القليلة الماضية، ونقلت العديد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة سفاراتها من كابل إلى الدوحة في أعقاب استيلاء طالبان على العاصمة الأفغانية.
أول رحلة إجلاء منذ استكمال الانسحاب الأميركي
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، غادر 200 أجنبي بينهم أميركيون العاصمة الأفغانية كابل عبر مطارها الدولي الخميس، في أول رحلة إجلاء منذ استكمال الانسحاب الأميركي في 30 أغسطس/آب.
وبعد ظهر الخميس أقلت طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية على متنها 200 شخص من مطار كابل، في أول رحلة من نوعها منذ عملية الإجلاء الضخمة والتي اتسمت بالفوضى، وهمّت أكثر من 120 ألف شخص مع استكمال الانسحاب الأميركي.
وفر معظم الأفغان الذين تم إجلاؤهم في الفترة السابقة، خشية انتقام طالبان منهم لعملهم مع قوات أجنبية خلال الغزو بقيادة الولايات المتحدة والذي استمر 20 عامًا.
وأكدت الولايات المتحدة مرارًا تعهدها السعي لإجلاء المواطنين الأميركيين المتبقين في أفغانستان بعد انتهاء عملية الإجلاء الشهر الماضي.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن قرابة 100 أميركي فقط لا يزالون في أفغانستان.
وصرحت لمحطة إم إس إن بي سي: "حاليًا هناك 100 تقريبا، ونبذل المساعي للوصول إلى المواطنين الأميركيين الراغبين في المغادرة، وكذلك إلى مقيمين دائمين وشركاء رئيسيين آخرين".
قطر تدعو طالبان لترجمة أقوالها
في غضون ذلك، شجّع وزير الخارجية القطري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي، حركة طالبان على تجميع كل الأفغان تحت سلطة واحدة.
وأمل أن تترجم حركة طالبان كلّ ما وعدت به إلى أفعال، متوجّهًا إليها بالشكر على مساعدتها في تشغيل مطار كابل.
من جهته، أكد وزير الخارجية الباكستاني أنّ الدوحة لعبت دورًا مهمًا في مفاوضات السلام الأفغاني.
وقال: "علينا التأكد من أن أفغانستان لن تكون منطلقًا للإرهاب"، مشدّدًا على وجوب أن لا تكون المساعدات الإنسانية لأفغانستان "مشروطة".
بوتين يلقي باللوم على واشنطن في أزمة أفغانستان
من جانبه، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، باللوم على الولايات المتحدة الأميركية في الأزمة الحاصلة في أفغانستان، وذلك عبر "فرض قيمها الخاصة" في ذلك البلد.
جاء ذلك خلال مشاركته افتراضيًا، الخميس، في القمة السنوية الثالثة عشرة لمجموعة دول "بريكس" التي تضم أكبر الاقتصادات الناشئة عالميًا، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وقال بوتين: إن "الاستقرار العالمي تضرر في الآونة الأخيرة، وإن النظام الذي يخلق الاستقرار الاستراتيجي تدهور بشكل واضح، وإن الصراعات الإقليمية القديمة لا تنتهي بل تلتهب مجددًا وبقوة".
ولفت إلى أن أفغانستان شهدت أزمة جديدة مع انسحاب الولايات المتحدة منها، وأن سبب هذه الأزمة هو المحاولات غير المسؤولة للإدارة الأميركية لفرض قيمها الخاصة.
وتابع: "من غير الواضح كيف ستؤثر الأزمة التي تشكلت بعد انسحاب الولايات المتحدة (من أفغانستان) على أمن المنطقة والعالم".
وأكد الرئيس الروسي في القمة التي تستضيفها الهند، على ضرورة تطوير وتعزيز التعددية القطبية في النظام العالمي.