توالت ردود الفعل المرحّبة بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، حيث وصفها الرئيس اللبناني ميشال عون بأنّها "أفضل ما تمّ التوصّل إليه"، فيما أبدى رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري دعمه لها.
بدوره، رحّب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي كان لوّح بعقوبات على السياسيين المسؤولين عن المراوحة الحكومية، بتشكيل الحكومة بوصفها "المفتاح لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحالية، وتنفيذ إصلاحات طال انتظارها والتحضير لانتخابات العام 2022".
ومنذ أكثر من عام، ربط المجتمع الدولي تقديمه أي دعم مالي بتشكيل حكومة من اختصاصيين تنكبّ على إجراء إصلاحات جذرية، واكتفى في الانتظار بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، من دون المرور بالمؤسسات الرسمية.
انخفاض سريع لسعر الصرف
وفي مؤشّر لافِت، انخفض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية، فور تشكيل حكومة ميقاتي، بعد تعثر دام أكثر من عام في لبنان.
وارتفع سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار، بنسبة 13% في السوق السوداء، حيث سجّل الدولار الواحد 15600 ليرة للبيع و15700 ليرة للشراء، بعدما تراوح صباحًا ما بين 18000 للبيع و18100 للشراء.
انتعاش آمال اللبنانيين بتحسّن الوضع المعيشي بعد إعلان تشكيل الحكومة برئاسة #نجيب_ميقاتي pic.twitter.com/vcJn0cNfGX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 10, 2021
وفي يوليو/تموز الماضي، سجل الدولار رقمًا قياسيًا حيث تجاوز حاجز 23 ألف ليرة، إثر اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة بعد 9 أشهر من تكليفه.
وتنتظر مهمات صعبة حكومة ميقاتي، التي لن تكون قادرة على تأمين حلول "سحرية" تضع حدًا لمعاناة اللبنانيين اليومية جراء تداعيات انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.
"أفضل ما تمّ التوصل إليه"
في غضون ذلك، وصف الرئيس اللبناني، تشكيلة الحكومة الجديدة بأنها "أفضل ما تم التوصل إليه"، ودعا للعمل من أجل خروج لبنان مما سماها "المهوار" وهي أسفل حفرة صخرية، في توصيف للحالة التي وصلت لها البلاد.
وأضاف عون: "سنبدأ بحل المشاكل الأساسية كالبنزين والمازوت والخبز، إضافة إلى مصائب الفقر والديون والاضرابات وفيروس كورونا وانفجار مرفأ بيروت".
ومضى قائلًا: "إنني لم آخذ الثلث المعطل (الأكثرية في الحكومة) وكان الأمر حربًا سياسية، وما كان يجب أن نأخذه أخذناه والمهم أن نتوافق في العمل".
الرئيس عون في دردشة مع الصحافيين: الحكومة أفضل ما يمكن التوصل اليه، وهي قادرة على العمل، وهمومنا تكمن في أولوية حل مشاكل الناس الحالية، وعلينا مسؤوليات كبيرة، وعلينا ان نعمل للخروج من الأزمة الحالية
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) September 10, 2021
ووقع عون، مرسومًا بتشكيل الحكومة الجديدة، بحضور رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وعقب ذلك، أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني، محمود مكية، من قصر بعبدا، مرسوم تشكيل الحكومة المؤلفة من 24 وزيرًا.
الحريري وباسيل يعلّقان
وفي سياق متصل، وصف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، مهمة رئيس الحكومة الجديد بـ"الحيوية لوقف الانهيار وإطلاق الإصلاحات"،
وكتب الحريري عبر تويتر: "أخيرًا، وبعد 12 شهرًا من الفراغ، بات لبلدنا حكومة".
اخيرا، وبعد ١٢ شهرا من الفراغ، بات لبلدنا حكومة. كل الدعم لدولة الرئيس ميقاتي في المهمة الحيوية لوقف الانهيار واطلاق الاصلاحات.
— Saad Hariri (@saadhariri) September 10, 2021
أما رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، فتمنى أن "نكون تعلّمنا احترام الدستور، وأنّه لا يجوز الرهان على كسر أحد"، داعيًا الحكومة الجديدة إلى عدم التأخّر في الإصلاح.
سنة تأخير للأسف كانت وفّرت على اللبنانيين كتير من الألم.منتأمل نكون تعلّمنا احترام الدستور، وانو ما بيجوز الرهان على كسر حدا؛ منتمنى من الحكومة الجديدة ما تتأخّر بالإصلاح؛ تأخّرنا كفاية… لظهرت الحقيقة اليوم🙏🏻GB
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) September 10, 2021
ومنذ نحو عامين يرزح لبنان تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، أدت إلى انهيار مالي، وتراجع في النقد الأجنبي المخصص للاستيراد، ما انعكس شحًا في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى.
وحدد مجلس الوزراء اللبناني، في بيان، يوم الإثنين القادم، موعدًا لانعقاد أول جلسة وزارية للحكومة الجديدة.
وكان عون كلف ميقاتي بتشكيل الحكومة، في 26 يوليو/ تموز الماضي بعد اعتذار كل من سعد الحريري ومصطفى أديب عن عدم إكمال المهمة، جراء خلافات بين القوى السياسية.
وستخلف حكومة ميقاتي حكومة تصريف الأعمال التي استقالت عقب 6 أيام على انفجار كارثي وقع بمرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، ما أسفر عن مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح، ودمّر أحياء من العاصمة، مفاقمًا معاناة اللبنانيين الذين بات 78% منهم يعيشون تحت خط الفقر.
ومنذ أكثر من عام تحول الخلافات السياسية دون تشكيل حكومة تضع حدًا للانهيار الاقتصادي.