الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

طالبان تبدأ الانفتاح على الدول.. تطبيع اقتصادي مع الجارة باكستان

طالبان تبدأ الانفتاح على الدول.. تطبيع اقتصادي مع الجارة باكستان

Changed

أعلنت الخطوط الجوّية الباكستانيّة استئناف رحلاتها الجوية التجارية إلى أفغانستان بعد توقف دام نحو شهر بسبب انتقال السلطة إلى طالبان
أعلنت الخطوط الجوّية الباكستانيّة استئناف رحلاتها الجوية التجارية إلى أفغانستان بعد توقف دام نحو شهر بسبب انتقال السلطة إلى طالبان (غيتي)
اتُخذت الخطوة الأولى نحو التطبيع الاقتصادي السبت، بإعلان الخطوط الجوّية الباكستانيّة استئناف رحلاتها التجاريّة الإثنين، من إسلام أباد إلى كابُل.

تُواصل حركة طالبان بسط سلطتها في أفغانستان والتوجّه نحو التطبيع الاقتصادي، مع توقّع استئناف الرحلات التجاريّة إلى مطار كابُل، وذلك بعد عشرين عامًا على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.

وغيّرت هذه الهجمات التي نفّذها تنظيم القاعدة تاريخ أفغانستان، وقرّرت واشنطن بعدها غزو البلاد لإطاحة طالبان من السلطة، بعدما اتّهمتها بإيواء قادة من تنظيم القاعدة.

واستمرّت هذه الحقبة طوال عقدين وانتهت في 15 أغسطس/ آب، مع عودة طالبان إلى السلطة بعد الانسحاب العسكري الأميركي.

وانتشرت شائعات في الأيّام الأخيرة عن احتمال تولّي حكومة طالبان الجديدة مهامها رسميًا السبت، إلا أن ذلك لم يحصل.

وقال محمد الزواد الموظّف في مصرف: "إنّه يوم لأميركا وليس أفغانستان، اعتداءات 11 سبتمبر لا علاقة لها بأفغانستان، لكنّها جعلتنا نُعاني".

واتُخذت خطوة نحو التطبيع الاقتصادي السبت، بإعلان الخطوط الجوّية الباكستانيّة استئناف رحلاتها التجاريّة الإثنين، من إسلام أباد إلى كابُل، إثر توقّفها بعد 15 أغسطس.

وقال متحدّث باسم الشركة الباكستانيّة: "في هذه المرحلة، تلقّينا 73 طلبًا من ركّاب مهتمّين وهذا أمر مشجّع للغاية". 

وأضاف أنه تلقّى طلبات كثيرة من منظّمات إنسانيّة غير حكوميّة وصحافيّين راغبين في التوجّه إلى كابُل.

الإجلاء وأحداث المطار

وكانت رحلة دوليّة أولى غير تجاريّة لإجلاء الركّاب من كابُل إلى قطر أقلعت الخميس الفائت، تلتها الجمعة أخرى على متنها 158 راكبًا بينهم أميركيون وألمان وكنديون وفرنسيون وهولنديون وبلجيكيون ومن جزر موريشيوس.

في نهاية أغسطس، كان مطار كابُل مسرحًا لمشاهد فوضى، مع وجود آلاف الأفغان الخائفين من عودة طالبان أو الباحثين عن حياة أفضل في الخارج، محاولين بأيّ ثمن الصعود إلى إحدى رحلات الجسر الجوّي الذي نظّمته الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأجلي أكثر من 123 ألف شخص معظمهم أفغان، في إطار هذه العمليّة التي تخلّلها في 26 أغسطس اعتداء أسفر عن أكثر من 100 قتيل تبنّاه الفرع المحلّي لتنظيم "الدولة".

بايدن: "لا يمكننا غزو كل بلد فيه تنظيم قاعدة"

ودافع الرئيس الأميركي جو بايدن السبت على هامش المراسم التي أقيمت في الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر، مجدّدًا عن قراره سحب قوّات بلاده من أفغانستان، قائلًا إنّ الولايات المتحدة لا يمكنها "غزو" كل بلد توجد فيه "القاعدة". 

وقال لصحافيّين في شانكسفيل في بنسلفانيا، حيث تحطّمت إحدى الطائرات الأربع التي خطفها "جهاديّو" القاعدة قبل 20 عامًا، "هل يمكن أن تعود القاعدة؟ نعم، لكنّني سأقول ذلك لكُم، لقد عادوا بالفعل في أماكن أخرى".

وأضاف بايدن: "ما هي الاستراتيجيّة؟ هل يجب أن نغزو كلّ الأماكن التي توجد فيها القاعدة ونترك قوّاتنا هناك؟ فلنكُن جادّين"!

وكرّر الرئيس الأميركي الذي تعرّض لانتقادات شديدة بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان في 31 أغسطس، أنّ محاولة توحيد الأفغان كانت خطأ.

ويعتبر بايدن أنّ الأميركيّين أنجزوا مهمّتهم عبر قتل أسامة بن لادن مؤسّس القاعدة وتحييد الشبكة التابعة لها في قاعدتها الأفغانيّة. 

وانتقد الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب من جهته خليفته الديموقراطي بشدّة السبت، خارقًا بذلك جوّ الوحدة الوطنيّة الذي ساد فعاليّات الذكرى العشرين للهجمات.

واستنكر ترامب "عدم كفاءة" بايدن، مندّدًا بالانسحاب "الرهيب" من أفغانستان.

مسيرات نسائية معارضة وأخرى داعمة

بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على عودتها إلى السلطة، بدأت طالبان هذا الأسبوع كشف النقاب عن خططها، ولا سيّما تقديم الحكومة الجديدة بقيادة عدد من كوادر الحركة الذين كانوا في السلطة في عهدها الأوّل (1996-2001).

وتتكوّن الحكومة حصرًا من أعضاء الحركة في غياب العنصر النسائي.

ومقارنة بتسعينيات القرن المنصرم، اتّخذت الحركة خطوات إلى الأمام، مثل السماح للنساء بالدراسة في الجامعة، لكنّها وضعت قواعد صارمة لذلك، وبالتالي سيُفرض عليهنّ "ارتداء الحجاب والنقاب وكذلك حضور دروس في فصول غير مختلطة".

كما أشار النظام الجديد إلى أنّه لن يُسمح للنساء بممارسة الكريكت والرياضة عمومًا.

وأثارت هذه الإجراءات قلق جزء من المجتمع الدولي والسكّان الذين يتذكّرون وحشيّة نظام طالبان في التسعينيات.

ونُظّمت تظاهرات نسائية عدّة للمطالبة خصوصًا بالحقّ في العمل بالخارج، وكذلك لمعارضي النظام في الأيّام الأخيرة في كابُل وفي مدن رئيسة أخرى في البلاد حيث فرّقت طالبان المحتجّين، "بقوة" في بعض الأحيان.

في المقابل، تجمّعت بضع مئات من الأفغانيّات المنقّبات في مدرج بجامعة كابُل السبت، تعبيرًا عن دعمهنّ نظام طالبان الجديد.

ولوّحت النساء اللواتي بلغ عددهن 300 امرأة، معظمهنّ بالنقاب الأسود، بأعلام طالبان وهن يستمعن إلى متحدّثات قدِمن للدفاع عن إجراءات النظام الجديد.

وانتقدت النساء كلّ اللواتي نزلن إلى الشارع في الأيام الماضية للمطالبة باحترام حقوقهنّ.

وقالت طالبة تدعى شبانة عمري إنّها تؤيّد سياسة طالبان بأن ترتدي جميع النساء الحجاب، واعتبرت أنّ "اللواتي لا يضعن الحجاب يُسئن إلينا جميعًا".

ورأت سمية من جهتها أنّ الوضع تحسّن منذ عودة طالبان، وقالت: "ستكون النساء بأمان نحن ندعم حكومتنا بكل قوتنا".

من جهتها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الجمعة أنّ أفغانستان تواجه خطر حدوث انتكاسة لمسار عقدين من المكاسب التعليمية للأطفال، خصوصًا الفتيات.

وأفادت الوكالة الأممية في بيان عن توقع ارتفاع عدد النازحين في الداخل، ما يزيد خطر حدوث خسائر في التعليم في أوساط الأطفال ما يعني كارثة أجيال ستؤثّر سلبًا على التنمية المستدامة للبلاد لسنوات".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close