الجمعة 29 مارس / مارس 2024

اتفاق إيران ووكالة الطاقة الذرية.. "ضبط إيقاع" على وقع مفاوضات فيينا

اتفاق إيران ووكالة الطاقة الذرية.. "ضبط إيقاع" على وقع مفاوضات فيينا

Changed

ستتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تغيير بطاقات الذاكرة للكاميرات المثبتة في المواقع النووية الإيرانية (وكالة فارس)
ستتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تغيير بطاقات الذاكرة للكاميرات المثبتة في المواقع النووية الإيرانية (وكالة فارس)
يبدو هذا الاتفاق أشبه بتمديد لاتفاق الوكالة وإيران المؤقت المبرم في فبراير، وهو يزيل بعض العقبات التي يواجهها ملف التعاون المتعثّر بين طهران والوكالة.

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأحد التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن معدات مراقبة موضوعة في منشآت نووية إيرانية، في بيان مشترك صدر على هامش زيارة مديرها العام رافاييل غروسي لطهران.

وقال غروسي إنّ الوكالة حلّت القضية الأكثر إلحاحًا مع إيران بالتوصل إلى اتفاق بالعودة إلى المراقبة الإلكترونية للمنشآت النووية، موضحًا أنّ بدء تشغيل خدمة المراقبة سيكون خلال أيام.

والتقى غروسي الذي حضر إلى العاصمة الإيرانية سعيًا إلى خفض التوتر بين الغربيين وإيران، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، وذلك بعد أيام على توجيه الوكالة انتقادات لطهران لعدم تعاونها.

تعاون "متعثر" بين طهران ووكالة الطاقة الذرية

ويبدو الاتفاق المستجدّ أشبه بتمديد لاتفاق الوكالة وإيران المؤقت المبرم في فبراير/ شباط الماضي الذي علّقت إيران على إثره بعض التزاماتها النووية، ولا سيما ما يخصّ جمع البيانات وتسليمها للوكالة الدولية.

وقد يزيل هذا التمديد بعض العقبات التي يواجهها ملف التعاون المتعثّر بين طهران والوكالة، في ظلّ تأرجح الثقة بين الطرفين، على الرغم من أنّ سقف التوقعات بشأن تصعيد مرتقب من قبل الوكالة إزاء طهران يبقى منخفضًا.

وبحسب مراسل "العربي" يحدّد اتفاق طهران ولو نسبيًا ملامح الإدارة السياسية الإيرانية في الملف النووي، في سياسة تقوم على أساس ضبط إيقاع العلاقة مع الوكالة الدولية تقنيًا، بما لا يؤثّر على مفاوضات فيينا.

وبالنتيجة، تبقي إيران تعاونها مع الوكالة الدولية مرهونًا بنتائج مفاوضات فيينا، فيما تبقي عجلة نشاطها النووي على حاله، وتواصل ربط عودتها عن خطوات تقليص التزاماتها بالتزام الأطراف الأخرى.

علام ينصّ الاتفاق الجديد؟

وكان غروسي وإسلامي أعلنا في بيان مشترك أنه تم "السماح لمفتشي الوكالة بالصيانة الفنية والتقنية لأجهزة المراقبة المحددة، واستبدال بطاقات الذاكرة لهذه الأجهزة التي ستُختَم من قبل الجانبين وتُحفظ في إيران".

وقال غروسي: إن الاتفاق يمكّن الوكالة الذرية من "الاحتفاظ بالمعلومات المطلوبة لضمان مواصلة مراقبة" برنامج إيران النووي.

لكنّ إيران لم تسمح للوكالة بالاطّلاع على تسجيلات الكاميرات وربطت الأمر بالتوصل إلى اتفاق في المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أبرمته الدول الكبرى الست مع طهران عام 2015.

غير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأمل بأن يكون هذا الحل "مؤقتًا" فقط. وشدد غروسي على أن هذا "لا يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى".

"حسن نيّة وتسامح"

ويضع الدبلوماسي السابق هادي أفقهي اتفاق طهران الجديد في إطار إبداء حسن نيّة وتسامح مع الأخطاء المتكرّرة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنها الادعاء بأنّ إيران لن تسمح للوكالة بتفتيش بعض المواقف التي يتمّ فيها النشاط النووي.

ويشير أفقهي في حديث إلى "العربي" من طهران، إلى أنّ الطرفين يحاولان حلّ بعض المشاكل العالقة، على أن يتمّ استئناف النقاش بباقي الأمور العالقة خلال لقاءات ستجري على هامش الجلسة الروتينية في وكالة الطاقة، وذلك في طهران.

ويلفت إلى أنّ ملف تعامل إيران مع وكالة الطاقة الذرية يجب أن يكون مهنيًا بامتياز وحرفيًا بحيث يقتصر فقط على الأمور الفنية، مشدّدًا على وجوب فصله عن موضوع المفاوضات النووية.

ويعتبر أنّ بعض تصريحات وكالة الطاقة الذرية تتعرّض للاستغلال السياسي، منبّهًا من خطورة ما يسمّيه "تسييس" العلاقة بين إيران والوكالة الدولية.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close