الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

طالبان وهواجس الاعتراف الدولي.. هل يمكن دعم الشعب من دون المرور بالحركة؟

طالبان وهواجس الاعتراف الدولي.. هل يمكن دعم الشعب من دون المرور بالحركة؟

Changed

لا يزال الموقف الدولي من حركة طالبًا متأرجحًا منذ سيطرتها على أفغانستان، بين من يدعو للتعامل معها ومن يحذر من هذا التعامل ويتريث في الاعتراف بالحكومة الجديدة.

منذ سقوط العاصمة الأفغانية كابل في يد حركة طالبان منتصف أغسطس/آب الماضي، وتشكيل الحركة حكومة تصريف أعمال، كان الموقف الدولي متأرجحًا بين الدعوة للتعامل معها كأمر واقع، وبين تحذير غربي من  هذا التعامل.

في المقابل، دعت قطر على لسان وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، جميع الأطراف الدولية للتواصل مع حركة طالبان.

وحذّر آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، من أنّ عزل أفغانستان ليس حلًا، مشدّدًا على وجوب تضافر جميع الجهود لمساعدة الشعب الأفغاني.

"وصول المساعدات بحاجة لتنسيق مع طالبان"

ويرى محمد نعيم المتحدث باسم المكتب السياسي في حركة طالبان، أن مؤتمر المانحين الأممي حول أفغانستان، كان خطوة إيجابية، مردفًا: "نتوقع أن تكون ممهدة لخطوات تساعد الشعب الأفغاني".

ويقول نعيم لـ "العربي" من الدوحة إن ما يهم الحركة اليوم هو الشعب الأفغاني، مضيفًا: "نرحب بكل خطوة تحل مشاكل الشعب المتجذرة منذ 40 سنة من فقر ومخدرات وغيره"، مشددًا على أن "وصول المساعدات بحاجة لوجود تنسيق مع الحركة".

ويضيف أن "طالبان عندما سيطرت على البلاد لم تقم بأي أعمال انتقامية من الحكومة السابقة"، مبينًا أن "الحركة ليس لديها أي مشاكل مع حقوق المرأة أو حقوق الإنسان أو الأقليات بل تريد من العالم أن يعترف بهذا النظام الجديد".

"واشنطن تريد ضمان عدم حدوث عمليات انتقامية"

من جانبه، يقول كيرت فولكر سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى حلف الناتو إن "الإدارة الأميركية تريد تحميل حركة طالبان مسؤولية أفعالها بعد وصولها للسلطة من أجل التأكد من عدم حدوث عمليات انتقامية من الحكومة السابقة أو المواطنين الذين تعاملوا مع الحكومة".

ويشير فولكر لـ"العربي" من واشنطن إلى أن الولايات المتحدة ستأخذ وقتًا قبل الاعتراف بحكومة طالبان، لافتًا إلى أن على الحركة أن تشكل حكومة وحدة وطنية.

ورأى السفير السابق، أن على واشنطن أن تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات التي يمر بها الشعب الأفغاني، بصرف النظر عن وعود حركة طالبان.

تحديات أمام واشنطن

من جانبه اعتبر الدكتور إبراهيم فريحات أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة، أنه يمكن لواشنطن أن تواصل دعمها للشعب الأفغاني دون حركة طالبان، على اعتبار أنها يمكنها التواصل مع المنظمات غير الحكومية وتقديم المساعدات من خلالها.

ويضيف فريحات لـ"العربي" من الدوحة أن "هناك سؤالًا مهمًا في هذا السياق، وهو إلى أي حد يمكن لواشنطن أن تساعد الشعب الأفغاني عبر منظمات المجتمع المدني لتخفيف معاناته؟" وأجاب قائلا: "هذا من الصعب تحقيقه عبر استثناء الحكومة المركزية التي تملك الأمن، ما يعني هناك تحديات كبيرة ستتعرض لها".

وذهب فريحات للقول إن ما يدور الآن، هو أن واشنطن وأوروبا لديهما شروطًا يجب على حركة طالبان تنفيذها قبل أن يتم الاعتراف بحكومة الحركة، معتبرًا أن هذا الأمر "يدخل في باب الابتزاز".

ويرى أن الموقف القطري يلعب دور الوسيط، ويحاول أن يجلب يقرب الأطراف إلى موقف واحد، مردفًا: "موقف الدوحة ينادي بضرورة الفصل بين الموقف السياسي والإنساني وضرورة الدعم الإنساني وعدم ربطه بالموقف السياسي ومن شرعية طالبان في الحكم".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close