الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

المحكمة الخاصة بكوسوفو تبدأ محاكماتها.. ما قصة "الشرطة السرية"؟

المحكمة الخاصة بكوسوفو تبدأ محاكماتها.. ما قصة "الشرطة السرية"؟

Changed

صالح مصطفى قائد سابق للتمرد الانفصالي الألباني هو أول من يحاكم أمام المحكمة الخاصة بكوسوفو و التي دانت أيضًا رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي
صالح مصطفى قائد سابق للتمرد الانفصالي الألباني هو أول من يحاكم أمام المحكمة الخاصة بكوسوفو و التي دانت أيضًا رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي (غيتي)
يواجه القائد السابق لجيش تحرير كوسوفو مصطفى تُهمًا تتعلق بممارسته الاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة والتعذيب والقتل أثناء الحرب مع صربيا بين عامي 1998 و1999.

شبه قائد سابق للتمرد الانفصالي الألباني المحكمة الدولية بالشرطة السرية في ألمانيا النازية لدى افتتاح محاكمته الأربعاء في لاهاي.

وتُوجه إلى القائد السابق لجيش تحرير كوسوفو صالح مصطفى تُهم تتعلق بممارسته الاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة والتعذيب والقتل أثناء الحرب مع صربيا بين عامي 1998 و 1999.

وقال مصطفى البالغ من العمر 49 عامًا عقب افتتاح محاكمته أمام المحكمة الخاصة بكوسوفو: "لست مذنبًا في أي من التهم الموجهة إلي من قبل مكتب الغستابو هذا"، في إشارة إلى هيئة المحكمة.

واعتقل مصطفى العام الماضي بينما كان يعمل مستشارًا في وزارة الدفاع، وهو أول من يحاكم أمام هذه المحكمة الخاصة التي تم إنشاؤها في 2015.

وقال المدّعون إن مصطفى ورجاله "تعاملوا بوحشية وعذبوا" مواطنين ألبانًا من كوسوفو اتُهموا بالتعاون مع الصرب في قرية زلاش شرقي العاصمة بريشتينا.

وقال المدعي العام جاك سميث للمحكمة في كلمته الافتتاحية: "لم يكونوا أعداء كوسوفو ولم يكونوا جواسيس"، وأضاف: "جريمتهم الوحيدة كانت اختلاف وجهات نظرهم السياسية عن وجهات نظر جيش تحرير كوسوفو وكبار قادته".

التعرض للضرب والتعذيب

وقال المدعي العام إن الجلسة "مرحلة مهمة" بالنسبة إلى المحكمة التي استغرقت ست سنوات لمثول متهم أمام القضاء وواجهت مشكلات بسبب ترهيب شهود.

ويُتَّهَم مصطفى بقتل ستة مدنيين على الأقل اعتُقلوا بصورة تعسفية وتعذيبهم وسوء معاملتهم.

ووفقًا للائحة الاتهام قد يكون السجناء احتجزوا في اسطبلات مغلقة وتعرضوا "للضرب بأدوات مختلفة والحرق والصعق بالصدمات الكهربائية وقد يكون تم التبول على بعضهم أمام سجناء آخرين"، وتوفي شاب بعد "تعرضه للضرب والتعذيب مرارًا".

ومصطفى متهم أيضًا بالمسؤولية المشتركة عن جريمة القتل، إما من خلال علمه بارتكاب الجريمة أو بمعرفة أن الضحية كانت ستتعرض للقتل.

وسيتم خلال المحاكمة الاستماع إلى 16 شاهدًا خلال جلسات أخرى ستعقد في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول.

وانتهت الحرب في كوسوفو التي أودت بحياة 13 ألف شخص، في عام 1999 بحملة قصف لحلف شمال الأطلسي أرغمت القوات الصربية على الانسحاب.

وبعد الحروب التي مزقت يوغوسلافيا السابقة في التسعينيات، تمت إدانة مجموعة مجرمي حرب صرب من قبل محاكم دولية أخرى.

والمحكمة الخاصة بكوسوفو مكلفة التحقيق في جرائم الحرب والجرائم التي ارتكبت في كوسوفو بين عامي 1998 و2000 من قبل جيش تحرير كوسوفو ضد الصرب والغجر ومعارضين من كوسوفو للمتمردين.

وأكد المدعي العام سميث أن جرائم الحرب المرتكبة من طرف لا تبرر جرائم الحرب من طرف آخر.

بالنسبة إلى آخرين هم أبطال

وصالح مصطفى هو أول من يحاكم أمام هذه المحكمة التي دانت أيضًا رئيس كوسوفو السابق (2016-2020) هاشم تاجي.

ولا تزال أنشطة المحكمة حساسة في حين لا يزال قادة سابقون في التمرد يسيطرون على المشهد السياسي في كوسوفو ويُعاملون من قبل كثيرين كأبطال.

وقال المتقاعد المتحدر من بريشتينا آدم ادريزي البالغ من العمر 65 عامًا لوكالة فرانس برس: "يمكنهم إدانة مصطفى والآخرين مئة مرة لكن بالنسبة إلي هؤلاء هم الأبطال الذين كانت لديهم الشجاعة للتصدي لصربيا".

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أعلن في سبتمبر/ أيلول خلال قمة لإبرام اتفاق بين كوسوفو وصربيا، عزم كوسوفو وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية. 

وأقامت كوسوفو وإسرائيل علاقات دبلوماسية في فبراير/ شباط الفائت، ما أثار استياء بلغراد البالغ التي لا تزال ترفض الاعتراف باستقلال مقاطعتها السابقة.

ولا يزال التوتر الدولي بشأن كوسوفو مستمرًا اليوم واعترفت الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية باستقلال الإقليم الصربي السابق، وهو ما لم تقبله بلغراد أبدًا.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close