الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

"تحليل تداعياتها".. شراكة واشنطن ولندن وكانبيرا "تزعج" الأوروبيين

"تحليل تداعياتها".. شراكة واشنطن ولندن وكانبيرا "تزعج" الأوروبيين

Changed

جوزيب بوريل خلال عرض لاستراتيجيّة الاتحاد الأوروبي للتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ (غيتي)
جوزيب بوريل خلال عرض لاستراتيجيّة الاتحاد الأوروبي للتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ (غيتي)
أعرب مسؤول السياسة الخارجية في التكتل الأوروبي جوزيب بوريل عن "أسفه" لعدم إبلاغ التكتل بشأن الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.

أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة عن "أسفه" لعدم إبلاغه أو التشاور معه بشأن الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأكد مسؤول السياسة الخارجية في التكتل الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتفاق الذي أخذ وقتًا لإعداده لم يتم استشارة أو إبلاغ دول الاتحاد بشأنه، مشيرًا إلى أن التكتل سيعمل على "تحليل تداعياته".

من جهته قال المتحدث باسم بوريل، بيتر ستانو: "سيتمّ إجراء تحليل للوضع ولتداعيات هذا التحالف". وأكد أن الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في لوكسمبورغ "سيشكّل فرصة لمناقشة هذا التحالف".

أزمة مفتوحة بين باريس وواشنطن

ودخلت العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة في أزمة مفتوحة أمس الخميس، بعد إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بأخرى أميركية عاملة بالدفع النووي، ما دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه "طعنة في الظهر" وقرار "على طريقة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب".

ومساء الأربعاء أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن إطلاق شراكة استراتيجية مع المملكة المتحدة وأستراليا، تتضمن تزويد كانبيرا غوّاصات أميركيّة تعمل بالدفع النووي، ما أخرج عمليًا الفرنسيّين من اللعبة.

وقال بوريل: "أتفهّم خيبة أمل الفرنسيّين". وأضاف: "هذا الاتّفاق يُجبرنا مرّة أخرى على التفكير في الحاجة إلى تطوير الاستقلال الاستراتيجي للاتّحاد الأوروبي".

وشدد المسؤول الأوروبي على أنّه "سيكون من المؤسف التقليل من أهمّية استراتيجيّة تعاون الاتّحاد الأوروبي مع منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

الحاجة إلى استراتيجية أوروبية جديدة

من جانبه، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ الشراكة الأمنيّة الجديدة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا "تُظهر مرّة جديدة الحاجة إلى نهج مشترك للاتّحاد الأوروبي في منطقة ذات أهمّية استراتيجيّة".

وقال ميشال: "إنّ استراتيجيّة أوروبّية قويّة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ أصبحت ضروريّة أكثر من أيّ وقت مضى".

وأوضح مسؤول السياسة الخارجية في التكتل الأوروبي جوزيب بوريل أنّ "الاتّحاد الأوروبي يريد نسج روابط مع دول المنطقة وليس خلق تبعيّات".

وذكّر بأنّ "هذه المنطقة هي المستقبل. الاتّحاد الأوروبي هو أكبر مستثمر بـ 12 تريليونًا (12.000 مليار) يورو".

وأردف: "40% من التجارة مع الاتّحاد الأوروبي تمرّ عبر بحر الصين، والاتّحاد الأوروبّي لديه مصلحة في الحفاظ على حرّية الحركة للملاحة في هذه المنطقة".

أولويات أوروبية في المنطقة

وقد حدّد الأوروبّيون لأنفسهم أولويّات عدّة من بينها تحقيق خفض في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من دول المنطقة والتي تُعدّ مستهلكًا كبيرًا للطاقة، ووضع معايير للثورة الرقميّة مع هذه البلدان، وتهدئة التوترات وتجنّبها.

وقال بوريل: "لن يكون الأمر سهلاً، لكن يجب أن ننخرط". ولفت إلى أنّه "ليس لكلّ الدول الأعضاء الالتزام نفسه في المنطقة. فهذا يعتمد على المصالح والموارد الاقتصادية".

وشدّد على أنّ الاتّحاد الأوروبي سيحتاج إلى التعاون مع المملكة المتحدة. وقال: "لا توجد حماسة كبيرة من جانب القادة البريطانيّين، لكن إذا ما رغبوا في ذلك، فنحن مستعدّون".

وفي وقت سابق قال متحدّث باسم التكتّل الأوروبي: إنّ الاتّحاد لم يتبلّغ مسبقًا بالشراكة العسكرية الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، ما يثير مخاوف في أوروبا من نهج إقصائي لدى واشنطن.

والأربعاء أعلن قادة الدول الثلاث تحالفهم الجديد، في خطوة ترمي إلى التصدي لتوسع النفوذ الصيني.

استياء أوروبي من الحليف الأميركي

وأثار اتفاق بشأن تزويد أستراليا غواصات تعمل بالدفع النووي استياء فرنسا خصوصا بسبب إلغاء كانبيرا صفقة شراء غواصات من باريس كان قد تم الاتفاق بشأنها في وقت سابق.

والأربعاء أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسا الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأسترالي سكوت موريسون التحالف الجديد، في تطور جاء عشية مناقشة الاتحاد الأوروبي تفاصيل استراتيجيته لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويسعى التكتل إلى ترسيخ علاقاته في المنطقة التي يعتبرها "ذات أهمية استراتيجية كبرى لمصالح الاتحاد الأوروبي".

وأبدى كثر في أوروبا استياءهم إزاء الطريقة التي انسحبت فيها الولايات المتحدة من أفغانستان، وقد اتّهم معارضو هذه الخطوة بايدن بأنه همّش حلفاءه في قراره هذا.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close