ردّت إيران رسميًا اليوم الأحد على تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الذي اعتبر إرسال الوقود إلى لبنان "انتهاكًا للسيادة".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أنّ إرسال الوقود الإيراني إلى لبنان جاء "وفق عملية شراء عادية". وأشار إلى أنّ إيران ستلبّي "على الفور" أيّ طلب من الحكومة اللبنانية لشراء الوقود.
في المقابل، كان لافتًا أنّ المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية عمّم معلومات نسبها إلى "مصادر" الأخير، تنفي أن تكون الحكومة طلبت أيّ شحنة وقود من إيران.
ماذا لو طلبت الحكومة اللبنانية الوقود من إيران؟
وفي التفاصيل، اعتبر المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أنّ إرسال الوقود الإيراني إلى لبنان جاء "وفق عملية شراء عادية وطبيعية تمامًا من قبل التجار اللبنانيين".
وأكد أنّه "لو أرادت الحكومة اللبنانية أيضًا شراء الوقود من إيران، فإنّ طهران ستضعه تحت تصرفها على الفور".
وأضاف: "يمكنني أن أطمئنكم بأنّه لو أرادت الحكومة اللبنانية غدًا شراء الوقود منا لمعالجة مشاكل شعبها، فإننا سنضعه تحت تصرفها".
إيران "ملتزمة بدعم أصدقائها"
ونقلت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية عن خطيب زادة قوله ردًا على ميقاتي: إن "الجمهورية الإسلامية ملتزمة دومًا دعم أصدقائها والحكومات الصديقة لها".
وفيما أكّد خطيب زادة أنّه "لا يبدي" الرأي حول قضايا لبنان الداخلية، شدّد على أنّ السلام والأمن والاستقرار في لبنان أمور مهمة لإيران "أكثر من أي شيء آخر".
وشدّد على أنّ "طهران جاهزة لمساعدة الحكومة اللبنانية لتحقيق النجاح في هذا المسار".
"انتهاك لسيادة لبنان"
وفي أول تعليق رسمي، اعتبر ميقاتي أن شحنات الوقود الإيرانية التي أدخلها حزب الله إلى البلاد "انتهاك لسيادة لبنان"، وذلك وفق تصريحات نشرها مكتبه على تويتر.
ونقل المكتب عن رئيس الوزراء قوله في مقابلة مع محطة (سي. إن. إن) التلفزيونية: "أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان".
لكنه أضاف: "ليس لدي خوف من العقوبات، لأن العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية".
وبدأ حزب الله الخميس بجلب شاحنات تحمل الوقود من إيران، في خطوة يعتبر أنها "ستخفف من حدة أزمة الطاقة الطاحنة في البلاد".
وكان إعلان الحزب عزمه استقدام الوقود من طهران، أثار انتقادات سياسية من خصومه الذين يتهمونه بأنه يرهن لبنان لإيران.
ويعاني لبنان منذ أشهر شحًا كبيرًا في المحروقات، ما انعكس سلبًا على قطاعات حيوية عدة من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية وتقنين للكهرباء، وسط أزمة اقتصادية صعبة بدأت منذ نحو عامين.