الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن.. ما هي فرص نجاحه في حل النزاع؟

المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن.. ما هي فرص نجاحه في حل النزاع؟

Changed

يستلم المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مهامه في ظل انسداد سياسي وتصعيد ميداني وفتور في المجتمع الدولي المنشغل بالملف الأفغاني.

تبرز فرصة جديدة للسلام في اليمن، مع تسلم الديبلوماسي السويدي هانز غروندبرغ مهامه مبعوثا أمميا خلفًا للبريطاني مارتين غريفيت الذي أعلن في مايو/أيار الماضي، فشل مفاوضات مسقط مع الحوثيين.

ويمتلك المبعوث الأممي أوراقًا تدفع به لهذه المهمة، فقد كان منذ 2019 سفيرًا للاتحاد الأوروبي لليمن، وترأس قسم الشؤون الخليجية في الخارجية السويدية في الفترة التي رعت فيها بلاده محادثات يمنية انتهت بتوقيع "اتفاق ستوكهولم" أواخر عام 2018.

ويُنتظر من المبعوث الأممي الجديد استئناف عملية انتقال سياسي، يقول غروندبرغ إنها لن تكون سهلة.

ويبدو أن خطة غروندبرغ تعتمد على استعادة نسق الجهود الديبلوماسية ودفع الفاعلين الإقليميين للانخراط فيها، والواضح أن قرار جولته في المنطقة يأتي في هذا السياق؛ خاصة الرياض وطهران الطرفان المعنيان بالحرب في اليمن وبأطراف النزاع فيها.

ويتحمل المبعوث الأممي الجديد مسؤولية إنعاش عملية السلام في اليمن، في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك على الأرض بين الحوثيين والقوات الحكومية في محافظة مأرب، بالتوازي مع غارات جوية يشنها التحالف الذي تقوده السعودية، وتوسع القتال إلى محافظتي تعز والحديدة.

ويرتبط نجاح مهمة غروندبرغ أيضًا بإرادة دولية قادرة على حسم ملف اليمن سياسيًا وميدانيًا، في مقدمتها واشنطن التي تقف في مفترق طرق بين الحليف السعودي وملف إيران النووي ومستجدات الملف الأفغاني.

تحديات كبيرة

وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر بكيل الزنداني، أن ما يميز المبعوث الأممي الجديد عن أسلافه أن لديه خبرة في المنطقة، ولديه معرفة بالواقع اليمني، كما أنه يريد أن يتجاوز القرار الذي ينص على تسليم الأسلحة والمدن التي احتلت بالقوة، معتبرًا أن هذا الأمر لن ترضى به أطراف الصراع في اليمن.

ويضيف في حديث لـ "العربي" من الدوحة، أن المبعوث الأممي سيواجه تحديات كبيرة، وحتى لو توافرت الإرادة الداخلية والإقليمية لحل الملف اليمني اليوم؛ فلن يكون حله غدًا بسهولة بسبب التطورات في المنطقة.

ويوضح الزنداني أن المبعوث الأممي ليس هو صاحب القرار، بل هو يقدم تصورات، ويعرضها على مجلس الأمن لاتخاذ قرارات بناء على التصورات.

ويلفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الأكثر قدرة على تحريك الملفات في المنطقة، مشددًا على وجوب أن تلعب دول التحالف العسكري في اليمن دورًا أكثر فاعلية وجدية في هذا الملف، معتبرًا أنها تستطيع أن تدفع به إلى الأمام وأن تشرك بقية الدول التي قد تساعد في حل المشكلة.

القرار بيد أميركا

من جانبه، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أن مبعوثي الأمم المتحدة لديهم مصالح مع الدول المهيمنة، مشيرًا إلى أن أول مبعوثين كانا ينتميان للمنطقة العربية، ما أعطى انطباعًا أنه سيكون لديهما قلق واهتمام إزاء الوضع في اليمن، لكنهم كانوا يعبرون عن مصالحهم المرتبطة بالدول المهيمنة.

ولفت  في حديث إلى "العربي" من هولندا، إلى أن المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيت جزّأ الحل اليمني، بحيث أن القرار 2216 لم يعد هو الحل بل بات هناك اتفاق ستوكهولم واتفاق الرياض 1، أما الممثل الرابع فهو من السويد وجاء ليعطي انطباعًا بأنه محايد بينما الملف بيد الولايات المتحدة الأميركية.

ويشير شمسان إلى أن الملف اليمني لم يعد شأنًا يمنيًا ولا خليجيًا ولا حتى عربيًا، لافتًا إلى أن المنطقة أمام إعادة ترتيب، والمبعوثين الأمميين مجرد موظفين لدى الدول المهيمنة.

ويرى أن اللاعب الرئيسي في الملف اليمني هو مبعوث الولايات المتحدة الأميركية.

وعن أهداف جولة المبعوث الأممي في المنطقة، يعتبر شمسان أن الزيارة تأتي في ظل صمت دولي وتحول في مراكز القوى، ووجود معادلات جديدة يحاول من خلالها المبعوث التفاوض والبحث عن نقاط مشتركة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close