الإثنين 25 مارس / مارس 2024

محاولة الانقلاب "الفاشلة" في السودان.. الجيش يعلن اعتقال 21 ضابطًا

محاولة الانقلاب "الفاشلة" في السودان.. الجيش يعلن اعتقال 21 ضابطًا

Changed

زار رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان برفقة نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" سلاح المدرعات في الخرطوم (غيتي)
زار رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان برفقة نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" سلاح المدرعات في الخرطوم (غيتي)
أعلنت القوات المسلحة السودانية اعتقال عشرات الضباط والجنود الذين شاركوا في محاولة الانقلاب على السلطة بهدف الاستيلاء عليها في البلاد.

لا تزال محاولة الانقلاب "الفاشلة" التي كشف عنها الجيش السوداني صباح اليوم الثلاثاء تتفاعل داخليًا وخارجيًا، في وقت أعلنت القوات المسلحة اعتقال 21 ضابطًا وعدد من الجنود على خلفية ما حصل، مشيرًا إلى أن البحث جار للقبض على بقية الضالعين فيها.

وقال العميد الطاهر أبو هاجه المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش في البيان إن القوات المسلحة استعادت السيطرة على كل المواقع التي استولى عليها مدبرو الانقلاب.

وأكدت القوات المسلحة السودانية اعتقال 21 ضابطًا وعدد من الجنود المشاركين في المحاولة وكشفت في بيان عن محاولة بعض الضباط والرتب الأخرى في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء القيام بمحاولة للاستيلاء على السلطة في البلاد.

وأكد البيان استعادة كل المواقع التي سيطر عليها "الانقلابيون"، مشيرًا إلى أن البحث والتحري من قبل الأجهزة الأمنية ما زالا جاريين للقبض على بقية المتورطين.

تحركات رافضة للانقلاب

في غضون ذلك، زار رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان برفقة نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" سلاح المدرعات في الخرطوم حيث التقى بالقادة والضباط والجنود، بحسب ما جاء في تدوينة للمجلس على صفحته على "فيسبوك".

وتزامنًا خرجت تظاهرات في عدد من المدن السودانية احتجاجًا على الانقلاب.

وقال محمد حسن وهو من سكان مدينة بورتسودان شرقي البلاد: "الساعة الواحدة ظهرًا خرج عشرات من الشباب والشابات في وسط مدينة بورتسودان يرفعون أعلام السودان ويهتفون: لا لحكم العسكر، مدنية مدنية، لا للانقلاب".

وفي القضارف شرقي السودان، قالت أمال حسين: "تجمع تلاميذ مدارس ومواطنون حملوا أوراقًا كُتب عليها لا لحكم العسكر".

كما تظاهر العشرات في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ضد الانقلاب.

ودان حزب الأمة القومي أكبر الأحزاب السودانية المحاولة الانقلابية، كما أبدت لجان مقاومة الأحياء السكنية التي كانت تنظم الاحتجاجات ضد البشير، استعدادها للخروج الى الشارع ومقاومة أي انقلاب عسكري.

تصريح حمدوك

واعتبر رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك أن المحاولة الانقلابية كانت "تستهدف الثورة وكل ما حققته من إنجازات"، مضيفًا أنه كان انقلابًا مدبرًا من جهات داخل القوات المسلحة وخارجها.

 واتهم حمدوك فلول النظام البائد بمحاولات إجهاض الانتقال المدني الديموقراطي.

ورأى حمدوك أن المحاولة الانقلابية كشفت ضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية، موضحًا أن تحضيرات واسعة سبقت الانقلاب، وتمثلت في الانفلات الأمني بإغلاق مناطق إنتاج النفط وإغلاق الطرق التي تربط الميناء ببقية البلاد.

ووعد حمدوك باتخاذ إجراءات فورية لتحصين الانتقال ومواصلة تفكيك نظام البشير الذي لا يزال يشكل خطرًا على الانتقال.

وكان حمدوك قد أشار في يونيو/ حزيران إلى وجود حالة من "التشظي" داخل المؤسسة العسكرية، واصفًا الأمر بالمقلق جدًا.

وأعلنت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية سامنثا باور خلال زيارة إلى الخرطوم في أغسطس تأكيد الولايات المتحدة ضرورة أن يكون لدى السودان جيش واحد وتحت قيادة واحدة.

وأضافت أنها ستدعم جهود المدنيين لإصلاح المنظومة الأمنية ودمج قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة للمعارضين السابقين.

الوضع تحت السيطرة

وأعلنت الحكومة السودانية إحباط "محاولة انقلابية" متهمة ضباطًا قالت إنهم من فلول "النظام البائد" بتنفيذها، في إشارة الى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير المعتقل منذ أكثر من سنتين بعد أن أطاح به الجيش تحت ضغط حركة شعبية احتجاجية عارمة. 

وأعلن المتحدث باسم الحكومة السودانية حمزة بلول في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون السوداني عن السيطرة على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة من فلول النظام العائد لبشير.

وطمأن أن الأوضاع تحت السيطرة التامة بعد القبض على قادة محاولة الانقلاب من العسكريين والمدنيين وبداية التحقيق معهم.

وبدت حركة المواطنين والسيارات الثلاثاء عادية في وسط العاصمة حيث مقر قيادة الجيش، وفق مراسل لوكالة فرانس برس.

وأغلق الجيش جسرًا يربط الخرطوم بمدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل حيث مقرّ الإذاعة والتلفزيون الرسميين.

شكل الحكم الحالي في السودان

بعد أن حكم عمر البشير السودان بقبضة من حديد لمدة ثلاثين عامًا أطاح الجيش به واعتقله في 11 أبريل/ نيسان 2019، بعد أربعة أشهر على بدء احتجاجات شعبية عارمة وغير مسبوقة في البلاد ضدّه، فتسلّم العسكريون السلطة.

وفي أغسطس 2019، وقع المجلس العسكري الانتقالي وقادة الحركة الاحتجاجية المدنيون اتفاقًا لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقًا حتى نهاية 2023 بعد أن أبرمت الحكومة السودانية اتفاقات سلام مع عدد من حركات التمرد المسلحة في البلاد.

وتتألف السلطة الحالية من مجلس السيادة برئاسة عبد الفتاح البرهان، وحكومة برئاسة حمدوك، ومهمتها الإعداد لانتخابات عامة تنتهي بتسليم الحكم الى مدنيين.

تاريخ الانقلابات

وللسودان تاريخ مع الانقلابات العسكرية منذ استقلاله عام 1956، فقد حكمه الفريق عبود من عام 1958 الى 1964، ثم المشير جعفر نميري من 1969 الى 1985، والبشير من عام 1989 الى 2019.

وأطيح بكل الحكومات العسكرية بانتفاضات شعبية في أعوام 1964 و1985 وأخيرًا 2019.

والبشير موجود حاليًا في سجن كوبر في العاصمة السودانية.

وأعلنت الحكومة السودانية استعدادَها لتسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت في 2009 مذكرة توقيف في حقه بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع المسلح في دارفور.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close