أكّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ76 على مواصلة العمل من أجل عالم منصف للجميع.
واعتبر "أن البشرية استنفذت موارد الأرض بحثًا عن التنمية وفي نهاية المطاف حصدنا الكثير من المشاكل منها تغيّر المناخ وتلوث الهواء وتهديد الأمن الغذائي وشح المياه وفقدان التنوع الإحيائي وقد وصل إلى نقطة تحيد بنا عن الصواب".
وشدّد أردوغان على أنّ "الإرهاب عدو مشترك للبشرية ويجب علينا مواجهته"، كما دعا إلى العمل على إيجاد حل سياسي في كل من ليبيا وسوريا.
وتوقع تدفق اللاجئين مع استمرار الأزمة في أفغانستان، محذّرًا من أنّ "تبعاتها ستكون كبيرة على دول الجوار".
تغيّر المناخ سيدفع بموجات من الهجرة
وشدّد على أن تغيّر المناخ يحظى بأهمية خاصة. وقال: "علينا أن نركّز عليه لأنه ليس مشكلة بيئية بل ستترتب عليه مغبة لا يمكن إصلاحها". ولحظ الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم كالفيضانات والجفاف وغيرها من الظواهر التي اجتاحت الكثير من الدول والتي تدفع نحو التفكير بالهجرة.
وقال أردوغان: "إن العالم لم يتوصل لحل لمشكلة اللاجئين التي تسببت بها الأزمات والنزاعات مثلما هو الحال في سوريا وأفغانستان". وأضاف: "نحن الآن في حيرة من أمرنا، لا نعرف كيف لنا أن نتصدى لموجات من الهجرة تطال مئات الملايين من البشر"، مشيرًا إلى أن موجات الهجرة التي سيولدها تغيّر المناخ سيظهر تأثيرها جليًا على المدن الكبرى مثل نيويورك التي عانت من الأعاصير والدمار.
الحاجة لبنية تحتية عالمية
وأكّد أردوغان الحاجة لبنية تحتية عالمية لمواجهة الكوارث التي تترتب على تغيّر المناخ. وأشار إلى ضرورة العمل على حماية الغابات والانتباه إلى تأثير انبعاثات الغازات الدفيئة على ارتفاع مستويات مياه البحار وبالتالي تغمر اليابسة ما سيتسبب بموجات جديدة من الهجرة.
"العالم أكبر من خمس دول"
وحث أردوغان الدول على العمل لمنع ارتفاع درجات الحرارة الذي أكّد عليه اتفاق المناخ في عام 2015. وقال: "على الدول المسؤولة تاريخيًا عن ما يحصل أن تتحمل مسؤوليتها". وأضاف: "العالم أكبر من مجرد خمس دول، فالدول التي تسببت بتدمير المناخ والطبيعة والمياه والتربة والأرض التي استغلت موارد الطبيعة أسوأ إستغلال هم من ينبغي أن يسهم في تجنب مهلكة تجنّب المناخ".
وأشار إلى أن تغيّر المناخ لن يفرّق بين الدول على اختلاف مقدراتها وقدراتها. وقال: "يجب أن نتخذ كل التدابير اللازمة للتصدي لهذا التهديد ولكي نتشاطر هذا العبء ولكي نؤدي واجباتنا فورًا". وأضاف: "إن تركيا من أوائل الدول التي وقّعت على اتفاق باريس للمناخ، لكننا لم ندخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ بسبب المظالم المرتبطة بتقاسم المسؤولية".
خطط تركيا
وأعلن عن خطط تركيا لتقديم اتفاق باريس للمناخ لكي يعتمده البرلمان التركي الشهر القادم في إطار الإرادة الوطنية لإتخاذ تدابير إيجابية في هذا الاتجاه على أن يتم التصديق على اتفاق تحييد الكربون قبل مؤتمر المناخ في غلاسكو.
كما أشار إلى إعداد بلاده خطة العمل اللازم للتنسيق مع الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي التي دخلت حيّز التنفيذ الشهر الفائت. ولحظ بدء مشروع "صفر نفايات" الذي تحاول تركيا من خلاله زيادة المساحات الحرجية.
وقال أردوغان :"نتخّذ كل الخطوات اللازمة لإعادة هيكلة الصناعة بما يتفق مع أنشطة الإنتاج النظيف من أجل مستقبل أفضل. كما عقد العزم على عدم ادخار اي جهد من اجل توفير كل المساعدات اللازمة".
وشدد على إيمانه أن إيجاد عالمًا أكثر إنصافًا أصبح ممكنًا على الرغم من الصعوبات. ورأى ان الأمم المتحدة هي منبر فريد لحل المشاكل التي تواجهها البشرية، مبديًا استعداده للتعاون مع كل البلدان من اجل عالم أكثر إنصافًا ملؤه السلام والأمن والرخاء والسعادة للجميع.