الجمعة 29 مارس / مارس 2024

"إيران دولة جارة".. السعودية تدعو لشرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل

"إيران دولة جارة".. السعودية تدعو لشرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل

Changed

الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يلقي كلمة السعودية في الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة (غيتي)
الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يلقي كلمة السعودية في الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة (غيتي)
أشار العاهل السعودي إلى "دعم المملكة الجهود الدولية الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي"، وعبّر عن قلق بلاده من "الخطوات الإيرانية المناقضة لالتزاماتها".

أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود التزام السعودية الدائم بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة الوطنية لجميع الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك في كلمة ألقاها اليوم عبر الاتصال المرئي، أمام أعمال الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.

وقال: "إن المملكة العربية السعودية ملتزمة منذ توقيعها على ميثاق سان فرنسيسكو بمقاصدها ومبادئها، التي تهدف لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وحل النزاعات سلميًا، واحترام السيادة والاستقلال، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

مواجهة آثار كوفيد

وجدّد حرص بلاده على تعافي الاقتصاد العالمي، وهو ما يتجلى في الجهود الريادية التي بذلتها، بالتعاون مع شركائها في تحالف "أوبك بلس"، وفي إطار مجموعة العشرين، لمواجهة الآثار الحادة التي نجمت عن جائحة كورونا، وذلك لتعزيز استقرار أسواق النفط العالمية وتوازنها وإمداداتها، على نحو يحفظ مصالح المنتجين والمستهلكين.

واعتبر العاهل السعودي أن ما يواجه المجتمع الدولي اليوم من تحديات يتطلب تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف. وقال: "أثبتت جائحة كورونا أن الطريق للتعافي المستدام يعتمد على تعاوننا جميعًا في إطار جماعي".

وأشار إلى دعم المملكة الجهود العالمية لمواجهة جائحة  كوفيد بمبلغ 500 مليون دولار أميركي، إضافة إلى تقديمها 300 مليون دولار لمساعدة جهود الدول في التصدي للجائحة.

وأكّد استمرار المملكة الالتزام بدورها الإنساني والتنموي في مساعدة الدول الأكثر احتياجًا وتلك المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.

وأضاف: "إن جوهر رؤية 2030 التي تبنتها المملكة هو تحقيق الازدهار وصناعة مستقبل أفضل، ليكون اقتصادنا رائدًا، ومجتمعنا متفاعلًا مع جميع العالم، ولقد قطعنا أشواطًا كبيرة، خلال السنوات الخمس منذ إطلاق هذه الرؤية الطموحة، في دعم الصناعات المحلية، وتطوير البنية التحتية، وتقنيات الاتصالات، وحلول الطاقة، والاستثمار في قطاعات عدة، بالإضافة إلى تمكين المرأة والشباب، وتحسين جودة الحياة للجميع". 

السياسة الخارجية للمملكة

كما لحظ أن السياسة الخارجية للمملكة تولي أهمية قصوى لتوطيد الأمن والاستقرار، ودعم الحوار والحلول السلمية، وتوفير الظروف الداعمة للتنمية والمحققة لتطلعات الشعوب نحو غد أفضل، في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع. 

وقال: "يتجلى ذلك في جهود المملكة لرعاية اتفاق بين أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج، ومساهمتنا الفاعلة في مجموعة أصدقاء السودان، ودعمنا للعراق في جهوده الرامية لاستعادة عافيته ومكانته".

وبحسب العاهل السعودي، فإن المملكة تدعم بقوة الجهود الرامية لحل سلمي ملزم لمشكلة سد النهضة بما يحفظ حقوق مصر والسودان المائية، والحلول السلمية برعاية الأمم المتحدة لأزمات ليبيا وسوريا، وجميع الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، وتطلعات الشعب الأفغاني وضمان حقوقه بجميع أطيافه.

قيام الدولة الفلسطينية وأزمة اليمن

كما أكّد الملك سلمان أن السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، عبر حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال: "إن مبادرة السلام في اليمن، التي قدمتها المملكة في مارس الماضي، كفيلة بإنهاء الصراع وحقن الدماء ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني الشقيق" آسفًا لرفض جماعة الحوثي "الحلول السلمية"، ومراهنتها على "الخيار العسكري للسيطرة على المزيد من الأراضي في اليمن" واعتدائها "على الأعيان المدنية في داخل المملكة، وتهديد الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة الدولية".

واعتبر أن جماعة الحوثي "تستخدم معاناة الشعب اليمني، وحاجته الملحة للمساعدة الإنسانية، والمخاطر الناتجة عن تهالك الناقلة صافر، أوراقاً للمساومة والابتزاز".

وأضاف: "إن المملكة تحتفظ بحقها الشرعي في الدفاع عن نفسها في مواجهة ما تتعرض له من هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة، وترفض بشكل قاطع أية محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية".

إيران دولة جارة

كما اعتبر العاهل السعودي أن إيران دولة جارة. وأمل "أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقفها جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة".

وأشار إلى "دعم المملكة الجهود الدولية الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي"، وعبّر عن قلق بلاده من "الخطوات الإيرانية المناقضة لالتزاماتها والمتعارضة مع ما تعلنه إيران دوماً من أن برنامجها النووي سلمي".

وختم العاهل السعودي مؤكدًا استمرار المملكة في "التصدي للفكر المتطرف القائم على الكراهية والإقصاء، ولممارسات الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي تدمر الإنسان والأوطان". وشدّد على أهمية وقوف المجتمع الدولي بحزم "أمام كل من يدعم ويرعى ويمول ويؤوي الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية أو يستخدمها وسيلة لنشر الفوضى والدمار وبسط الهيمنة والنفوذ".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close