الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

أزمة الغواصات.. وزير فرنسي: لم يعد بإمكان أوروبا الاعتماد على واشنطن

أزمة الغواصات.. وزير فرنسي: لم يعد بإمكان أوروبا الاعتماد على واشنطن

Changed

ماكرون وبايدن خلال حديث جانبي في مقر "الناتو" في بروكسل.
ماكرون وبايدن خلال حديث جانبي في مقر "الناتو" في بروكسل. (غيتي- ارشيفية)
يتمحور التوجّه الجديد-القديم لفرنسا حول الدفع باتجاه استقلالية القرار الأوروبي، وبناء نظام دفاعي أوروبي مستقلّ.

اعتبر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، الخميس، أن أزمة الغواصات الأسترالية أظهرت أن الاتحاد الأوروبي "لم يعد بإمكانه الاعتماد" على الولايات المتحدة لضمان حمايته، داعيًا الأوروبيين إلى "اليقظة".

بدوره، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال أن فرنسا "ليست قلقة" بشأن صناعتها الدفاعية، بعدما فسخت أستراليا عقدًا ضخمًا لشراء غواصات فرنسية بعد دخولها في شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

ويتكثّف التواصل الأميركي-الفرنسي من أجل حلّ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، حيث يعقد وزيرا خارجية الولايات المتّحدة أنتوني بلينكن وفرنسا جان-إيف لودريان، اليوم الخميس، اجتماعًا ثنائيًا في الأمم المتّحدة، غداة البيان المشترك الذي أصدره الرئيسان جو بايدن وإيمانويل ماكرون، بعد مكالمة هاتفية بينهما لإنهاء الأزمة.

"أوروبا يجب أن تكون مستقلّة"

ويتمحور التوجّه الجديد-القديم لفرنسا حول الدفع باتجاه استقلالية القرار الأوروبي، وبناء نظام دفاعي أوروبي مستقلّ.

وقال لومير لشبكة "فرانس انفو": "الدرس الأول الذي نتعلّمه، هو أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبني استقلاله الاستراتيجي. الحلقة الأفغانية وحلقة الغواصات، تُظهران أنه لم يعد بإمكاننا الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية لضمان حمايتنا الاستراتيجية".

وأضاف: "لدى الولايات المتحدة اهتمام استراتيجي واحد فقط، الصين، واحتواء صعود قوتها".

وأشار إلى أن الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن "يعتقدان أن حلفاءهما (...) يجب أن يكونا طيعين. نحن نعتقد أننا يجب أن نكون مستقلين"، داعيًا "شركاءنا الأوروبيين أن يفتحوا أعينهم".

ومنتقدًا دعم الدنمارك للولايات المتحدة والذي يتعارض مع الانتقادات التي وجهتها السلطات الأوروبية، أشار لومير إلى أن "التفكير مثل رئيسة الوزراء الدنماركية أن الولايات المتحدة ستستمر في حمايتنا والدفاع عنا، مهما حدث، خطأ. لم يعد بإمكاننا الاعتماد إلا على أنفسنا".

والأربعاء، أعلنت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن أن بلادها، إحدى أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، "لا تفهم على الإطلاق" الانتقادات الفرنسية والأوروبية الموجّهة إلى واشنطن في أزمة الغواصات، مدافعة عن الرئيس الأميركي "المخلص جدًا" جو بايدن.

فرنسا غير قلقة على صناعتها الدفاعية

وكانت كانبيرا قد فسخت عقدها مع باريس، والذي تبلغ قيمته 50 مليار دولار أسترالي (31 مليار يورو) وقت التوقيع. وكان هذا أضخم عقد حول معدات دفاعية توقّعه أستراليا وكذلك مجموعة صناعية فرنسية.

لكنّ المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال أكد لإذاعة "فرانس إنتر" أن الأزمة الدبلوماسية بين باريس وواشنطن "ليست أزمة تجارية وصناعية بقدر ما هي أزمة سياسية واستراتيجية".

وعند سؤاله عما إذا كان بإمكان الهند شراء الغواصات التي لن تسلّم لكانبيرا، أكد أتال ببساطة أنه ليس "قلقًا حيال صناعة الدفاع" في فرنسا.

وقال: "منذ بداية عهد ماكرون، بعنا 88 طائرة من طراز رافال وتلقينا طلبيات إضافية بقيمة 30 مليارًا، وسلّمنا معدات بقيمة 30 مليارًا، وغواصاتنا هي سفن رائدة معترف بها دوليًا، ستحصل عليها عدد من الدول وقد تشتريها دول أخرى".

ونشبت الأزمة بين باريس وواشنطن في 15 سبتمبر/ أيلول إثر إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن ولادة تحالف دفاعي جديد بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا.

وكانت من أولى ثمار هذا التحالف الإطاحة بصفقة ضخمة أبرمتها كانبيرا مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع، واستبدالها بأخرى أميركية تعمل بالدفع النووي.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة