الإثنين 25 مارس / مارس 2024

حرب أفغانستان على مدى 20 عامًا.. تكلفة بشرية ومادية ضخمة

حرب أفغانستان على مدى 20 عامًا.. تكلفة بشرية ومادية ضخمة

Changed

جنود بريطانيون خلال دورية أمنية في هلمند الأفغانية.
جنود بريطانيون خلال دورية أمنية في هلمند الأفغانية (غيتي ـ أرشيف)
لا تزال المعلومات تتكشف عن نتائج حرب أفغانستان التي أدت إلى تكلفة بشرية ومادية هائلة، في وقت تحاول طالبان لملمة فوضى ما بعد الانسحاب الغربي.

بعد انتهاء أطول حروب أميركا في العالم، لا تزال الأسرار تتكشّف حول مسؤولية القوات الغربية عن مقتل المدنيين في الحرب على أفغانستان التي امتدّت عشرين عامًا، وانتهت بانسحاب للقوات الغربية مع سيطرة طالبان السريعة على البلاد.

ولا تزال دول العالم تبحث في شكل العلاقات التي ستربطها بالحركة التي تسعى للحصول على الشرعية من المجتمع الدولي، ووعودها بتغيير سلوكها المتشدّد السابق.

أصغر ضحية مدني

وكشفت منظمة "العمل من أجل مكافحة العنف المسلّح" (AOAV) أن القوات البريطانية مسؤولة عن مقتل حوالي 289 مدنيًا أفغانيًا، بينهم 86 طفلًا و43 أنثى، وأكثر من 200 مدني بالغ خلال فترة معينة من الحرب على أفغانستان.

وأظهرت سجلات رسمية تابعة لوزارة الدفاع، حصلت عليها المنظمة بالتزامن مع انسحاب القوات الغربية من أفغانستان الشهر الماضي، أن بريطانيا دفعت 688 ألف جنيه إسترليني عن حوادث شملت 289 حالة قتل بين عامي 2006 و2013، وهو العام الأخير من العمليات القتالية البريطانية في أفغانستان، أي 2380 جنيهًا استرلينيًا (3266 دولارًا أميركيًا) عن كل قتيل.

ووفقًا للبيانات، فإن أصغر ضحية مدني مسجّل، هو طفل يبلغ من العمر 3 سنوات. وتمثّلت "إحدى أخطر الحوادث" المدرجة في البيانات، بمنح نحو 4 آلاف جنيه إسترليني (حوالي 5800 دولار أميركي)، تعويضًا لعائلة بعد مقتل أربعة من أطفالها بالرصاص "عن طريق الخطأ" في حادث وقع في ديسمبر/ كانون الأول 2009.

وفي بعض الأحيان، بلغت قيمة التعويضات أقل من بضع مئات من الجنيهات، كما كانت التعويضات المتعلّقة بالأضرار في الممتلكات، أكبر من تلك المتعلّقة بالخسائر في الأرواح.

وغالبًا ما تُدرج بعض التعويضات تحت خانة "دفعات حسن النية"، لكن لم يتم احتساب مثل هذه المدفوعات ضمن العدد الـ 289 المذكور في السجلات.

وفي فبراير/ شباط 2008، تلقّت عائلة واحدة 104.17 جنيهًا إسترلينيًا (142 دولارًا أميركيًا) بعد "حالة قتل مؤكدة وأضرار لحقت بإحدى الممتلكات" في مقاطعة هلمند، بينما تمّ تعويض عائلة أخرى بمبلغ 586.42 جنيهًا إسترلينيًا (حوالي 803 دولارات أميركية) عن مقتل ابنها البالغ من العمر 10 سنوات في ديسمبر 2009.

وذكرت السجلات أن الحرب في أفغانستان أسفرت عن مقتل 457 جنديًا بريطانيًا، وكلّفت ما لا يقل عن 22.7 مليار جنيه إسترليني. ولكن عندما يتعلّق الأمر بالمدنيين الأفغان، لا تسجل الحكومة البريطانية تقديرات الضرر العام أو الوفيات المرتبطة بالنشاط البريطاني، بحسب المنظمة.

وفقًا للمنظمة، قتلت القوات الدولية والأفغانية وجرحت ما لا يقلّ عن 20390 مدنيًا في الفترة بين عامي 2007 و2020، أي حوالي ثلث الضحايا الذي استهدفتهم طالبان وغيرها من القوات المناهضة للحكومة.

القتلى المدنيون نتيجة مباشرة للصراع

ويُقدّر مشروع تكاليف الحرب في جامعة براون أن حوالي 47245 مدنيًا في أفغانستان لقوا حتفهم نتيجة مباشرة للصراع بين عامي 2001-2019.

وتحدّثت منظمة "إيروورز" (Airwars) الخيرية، ومقرها في بريطانيا، عن مقتل ما لا يقلّ عن 4815 مدنيًا في الغارات الجوية الأميركية.

ووفقًا لمنظمة "المدنيين في الصراع" (CIVIC) الخيرية في واشنطن، دفعت واشنطن بين أكتوبر/ تشرين الأول 2005 وسبتمبر/ أيلول 2014، 1630 تعويضًا، شملت الوفاة والإصابة والأضرار بالممتلكات.

ودفع الجيش الأميركي ما لا يقلّ عن 38 مليون دولار على شكل تعويضات للمواطنين الأفغان بين عامي 2003 و2019.

ومن بين 6800 دفعة تعويض بين أبريل/ نيسان 2006 ومايو/ أيار 2014، كان هناك 417 دفعة عن مقتل 289 مدنيًا وجرح 240 آخرين. كما رفض محققو وزارة الدفاع الأميركية 69% من دعاوى التعويض.

ومن بين الضحايا التي قرّرت وزارة الدفاع دفع التعويضات عنها، 71 أنثى (43 قتيلًا و28 جريحًا)، و28 طفلًا (16 قتيلًا و12 جريحًا)، على الرغم من أن عدد القتلى قد يصل إلى 138 قاصرًا (86 قتيلًا و52 جريحًا).

بلينكن: العالم متّحد في الضغط على طالبان

ولا تزال صدمة سقوط أفغانستان السريع بيد طالبان، وحالات الإجلاء المهينة التي شهدها مطار كابُل بعد انسحاب القوات الغربية، تسيطر على المسرح العالمي. وتُحاول دول العالم، ومن أبرزها الولايات المتحدة، تصوّر الشكل الذي ستكون عليه العلاقات بين الإدارة الأميركية والحكومة الأفغانية الجديدة التي عيّنتها طالبان.

وتزعم طالبان أنها تسعى للحصول على الشرعية، ودعم المجتمع الدولي. وتحاول استمالة الدول المجاورة لأفغانستان، والتي تتشارك معها المصالح الاستراتيجية، خصوصًا في ما يتعلق بطرق التجارة والبنى التحتية وسياسة الطاقة.

لكنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد، الخميس، أن العلاقة التي ستربط الحركة بالمجتمع الدولي "ستتحدّد من خلال الإجراءات التي تتخذها".

وقال بلينكن ، خلال لقائه وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن العالم "متّحد في الضغط على حركة طالبان"، وذلك بعد إجرائه محادثات مع مسؤولين من باكستان والصين وروسيا.

وجدّد بلينكن التأكيد على أولويات الولايات المتحدة والتي تتمثّل في سماح طالبان للأفغان والأجانب بمغادرة أفغانستان، واحترام حقوق النساء والفتيات والأقليات، وعدم السماح باستخدام أفغانستان مرة أخرى من جانب متطرفين مثل تنظيم "القاعدة".

قريشي يدعو للعمل الجماعي

وكانت باكستان دعت إلى التعامل مع طالبان، وإلغاء تجميد الأصول الأفغانية، لكن قريشي قال في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه لا داعي إلى التسرّع في الاعتراف بحكومة طالبان الجديدة.

وقال قريشي في مستهل لقائه مع بلينكن: "علينا إيجاد طريقة للعمل الجماعي من أجل تحقيق هدفنا المشترك، وهو السلام والاستقرار".

واتخذت روسيا والصين نهجًا حذرًا في تعاملهما مع الحركة المسلحة التي سيطرت على السلطة في أفغانستان هذا الصيف، وعبّرتا عن مخاوف بشأن التطرف الإسلامي على المدى البعيد.

المصادر:
العربي، ترجمات، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close