الإثنين 25 مارس / مارس 2024

أزمة الغواصات.. جونسون يقترح على ماكرون "إعادة التعاون"

أزمة الغواصات.. جونسون يقترح على ماكرون "إعادة التعاون"

Changed

جونسون يحاول إعادة العلاقات مع فرنسا.
جونسون يحاول إعادة العلاقات مع فرنسا إلى طبيعتها (غيتي)
جاء هذا الاتصال بين الزعيمين بعد أيام فقط من مطالبة جونسون لفرنسا بالسيطرة على انفعالاتها والكف عن معاملة الحلفاء في الولايات المتحدة وأستراليا بشكل غير لائق.

في محاولة لإعادة العلاقات إلى مجاريها بعد أزمة الغواصات الأسترالية، عرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في اتصال هاتفي الجمعة، على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "إعادة تعاون" بين البلدين.

وجاء هذا الاتصال بين الزعيمين بعد أيام فقط من مطالبة جونسون لفرنسا بالسيطرة على انفعالاتها والكف عن معاملة الحلفاء في الولايات المتحدة وأستراليا بشكل غير لائق.

وذكر الإليزيه، في بيان مقتضب، أن المحادثات بين الرجلين جاءت "بطلب" من الجانب البريطاني، موضحًا أن جونسون "عبّر عن نيته إعادة تعاون بين فرنسا وبريطانيا يتطابق مع قيمنا ومصالحنا المشتركة (مناخ، منطقة المحيطين الهندي-الهادئ، مكافحة الارهاب...)".

وأضاف مكتب ماكرون أن الرئيس الفرنسي ردّ على جونسون بأنه سينتظر مقترحاته في هذا الشأن.

وزير فرنسي يرفض لقاء نظيره الاسترالي

إلى ذلك، رفض وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر، اليوم الجمعة، عرضًا من نظيره الأسترالي للاجتماع في باريس في الشهر المقبل.

وكان وزير التجارة الأسترالي دان تيان قد صرح لهيئة الإذاعة والتلفزيون الأسترالية الاثنين الماضي، بأنه "يرغب بشدة" في لقاء ريستر عندما يزور باريس في أكتوبر/ تشرين الأول لحضور اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وقال مسؤول في مكتب وزير التجارة: "لن نتابع طلب الوزير الأسترالي بعقد اجتماع. لا يمكننا أن نتعامل مع الأمر كالمعتاد".

 المصالحة "ستستغرق وقتًا"

من ناحيتهما، أجمعت كل من الولايات المتحدة وفرنسا على أن المصالحة بينهما "ستستغرق وقتًا" على خلفية أزمة الغواصات والتحالف الثلاثي الاستراتيجي بين واشنطن ولندن وكانبيرا.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أن بلاده تدرك أن المصالحة مع فرنسا بعد أزمة الغواصات "ستستغرق وقتًا"، وتتطلّب "عملًا دؤوبًا" من جانب واشنطن.

"البقاء على اتّصال وثيق"

وعقد بلينكن لقاءًا مع نظيره الفرنسي استمرّ زهاء ساعة، في مقرّ البعثة الفرنسية في الطبقة الـ44 من مبنى الأمم المتحدة صباح الخميس.

وجرى الاجتماع خلف أبواب موصدة، وأحيط بأقصى قدر من التكتّم، بعيدًا من الميكروفونات والكاميرات، وقد رفضت البعثة الفرنسية التعليق على ما دار خلاله بين الرجلين.

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن لودريان أبلغ نظيره الأميركي بأن الخروج من الأزمة بين بلديهما بسبب قضية الغواصات الأسترالية يتطلّب "وقتًا" و"أفعالًا".

وأضاف البيان: أنّ لودريان "وافق على البقاء على اتّصال وثيق مع أنتوني بلينكن" من أجل "استعادة الثقة" بين الطرفين، بدون مزيد من التفاصيل.

"لم يعد بالإمكان الاعتماد على واشنطن"

وكان وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير اعتبر في تصريحات نشرت الخميس، أن أزمة الغواصات الأسترالية أظهرت أن الاتحاد الأوروبي "لم يعد بإمكانه الاعتماد" على الولايات المتحدة لضمان حمايته، داعيًا الأوروبيين إلى "اليقظة".

وقال لومير لشبكة "فرانس إنفو": "الدرس الأول الذي نتعلّمه، هو أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبني استقلاله الاستراتيجي. الحلقة الأفغانية وحلقة الغواصات، تُظهران أنه لم يعد بإمكاننا الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية لضمان حمايتنا الاستراتيجية".

وكثّف المسؤولون الفرنسيون والأميركيون من اتصالاتهم من أجل حلّ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، التي نشبت في أعقاب فسخ كانبيرا عقدها مع باريس، والذي تبلغ قيمته 50 مليار دولار أسترالي (31 مليار يورو) وقت التوقيع لإنشاء الغواصات. وكان هذا أضخم عقد حول معدات دفاعية توقّعه أستراليا وكذلك مجموعة صناعية فرنسية.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة