الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

الانتخابات الألمانية.. الاشتراكيون الديمقراطيون يتقدمون على المحافظين

الانتخابات الألمانية.. الاشتراكيون الديمقراطيون يتقدمون على المحافظين

Changed

لم يسبق أن تراجعت نسبة الأصوات لصالح حزب المحافظين إلى ما دون عتبة 30% (غيتي)
لم يسبق أن تراجعت نسبة الأصوات لصالح حزب المحافظين إلى ما دون عتبة 30% (غيتي)
يتقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتز بفارق طفيف مع 26% من الأصوات على المسيحيين الديمقراطيين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت مع 24% من الأصوات وفق استطلاعات مكاتب الاقتراع.

تقدم الاشتراكيون الديمقراطيون في الانتخابات التشريعية الألمانية مساء اليوم الأحد على المحافظين بزعامة أنغيلا ميركل؛ والذين تراجعوا إلى مستوى منخفض تاريخيًا ولطّخوا التقاعد السياسي المزمع للمستشارة.

ويتقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتز بفارق طفيف مع حصده 26% من الأصوات، على المسيحيين الديمقراطيين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت الذي حل ثانيًا مع 24% من الأصوات وفق استطلاعات لدى الخروج من مكاتب الاقتراع، فيما توقعت قناة "ايه آر دي" نسبة متساوية من الأصوات بين الحزبين بلغت 25%.

ولادة جديدة للحزب الاشتراكي الديمقراطي

واعتبر أولاف شولتز عقب صدور الاستطلاعات أن الناخبين الألمان يريدونه "مستشارًا مقبلا"، متحدثًا عن "نجاح كبير". 

من جانبه، أكّد لاشيت أن الاتحاد المسيحي الديمقراطي يريد تشكيل الحكومة المقبلة رغم تراجع نتائجه في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، علمًا أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أعلن بدوره حصوله على تفويض لقيادة مفاوضات التشكيل. وقال لاشيت: "سنبذل ما في وسعنا لتشكيل حكومة بقيادة الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي".

وأعلن الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لارس كلينغبيل في وقت سابق من اليوم الأحد أن الحزب قادر على تشكيل الحكومة المقبلة، في حين أقر المحافظون بـ"خسائر مريرة" في نتائج الانتخابات التشريعية وفق الأمين العام للحزب بول زيمياك. ولم يسبق أن تراجعت نسبة الأصوات لصالح حزب المحافظين إلى ما دون عتبة 30%. وفي عام 2017، حصد 32,8% من الأصوات.

ومهما حدث، فإن النتائج التي تلوح في الأفق في ألمانيا تشير إلى ولادة جديدة غير متوقعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي كان يُحتضر قبل بضعة أشهر. وقوبلت النتائج بفرح في مقر الحزب في برلين. وصوّت جزء كبير من الناخبين عن طريق البريد، ومع ذلك، قد تتغير النتائج بعد عملية فرز الأصوات الأولى.

"كارثة"

وسيعاني المسيحيون الديمقراطيون نكسة غير مسبوقة ستؤدي إلى اضطرابات داخلية وتعد بخلافة معقدة لأنغيلا ميركل. وستكون النتيجة التي تقل عن 30% بمثابة "كارثة" وفقا لصحيفة "بيلد" اليومية.

وتلقي هذه الانتكاسة بظلالها على نهاية عهد ميركل التي بقيت شعبيتها في أوجها بعد أربع ولايات لكنها أثبتت عدم قدرتها على الإعداد لخلافتها.

ويغيب حزب الخضر ومرشحته أنالينا بيربوك عن المشهد إذ حصد، وفقًا لاستطلاعات الرأي، ما بين 14 و15% من الأصوات. لكن يبقى هناك سبب للشعور بالرضا، فقد حطم الرقم القياسي الذي سجله عام 2009 عندما حصل على 10,7% من الأصوات.

ويبدو أن ليبراليي الحزب الديمقراطي الحر الذي أتى رابعًا بحوالي 12% من الأصوات هو "صانع الملوك" الأساسي لبناء تحالف مستقبلي.

ويؤكد اليمين المتطرف لحزب البديل لألمانيا الذي كان دخوله البوندستاغ أبرز الأحداث في الانتخابات السابقة عام 2017، تجذره في المشهد السياسي الألماني.

لكن مع حصوله على ما بين 10 و11% من الأصوات، فإن الحزب الذي قوضته الصراعات الداخلية تراجع قليلًا مقارنة بما كان عليه قبل أربع سنوات (12,6%).

وإذا تم تأكيد هذا الاتجاه، فإن أولاف شولتز، نائب المستشارة المتشدد ووزير المال في الحكومة المنتهية ولايتها، لديه فرص لخلافة أنغيلا ميركل المستشارة التي بقيت في منصبها 16 عامًا والشروع في "التغيير" الذي وعد به نهاية الحملة الانتخابية.

ومع ذلك، سيتعين على هذا الديمقراطي الاشتراكي الوسطي أن يؤلف ائتلافًا من ثلاثة أحزاب، وهو سابقة في تاريخ ألمانيا المعاصر.

لذلك من المرجح أن تستمر المفاوضات أشهرًا، ما يثير استياء شركاء أكبر اقتصاد أوروبي الذين يخشون شلل الاتحاد الأوروبي حتى أوائل عام 2022.

وقد يكون حزب الخضر الذي لم يخف خلال الحملة الانتخابية استعداده لدخول حكومة اشتراكية ديمقراطية، جزءًا من المفاوضات.

مفاوضات

والشريك الآخر المحتمل، هو حزب دي لينكه (يسار متطرف) الذي حصد وفقًا لهذه الاستطلاعات حوالي 5% من الأصوات، لكن ليس من المضمون أن يتجاوز هذه العتبة، وبالتالي إنقاذ مجموعته في البوندستاغ. وكان أولاف شولتز منفتحًا على المناقشات مع هذين الحزبين حول كل المواضيع تقريبًا.

وقد تستمر المفاوضات أشهرًا عدة، وبالتالي تؤخر المغادرة الفعلية لميركل البالغة 67 عامًا أمضت أكثر من 30 منها في المعترك السياسي. لكن المحافظين أنفسهم لم يقولوا كلمتهم الأخيرة. وحذّر زعيمهم أرمين لاشيت خلال الحملة الانتخابية من أنه قد يحاول، حتى لو كان في المرتبة الثانية، بناء تحالف يدفعه إلى منصب المستشارية.

وبعد حملة فوضوية اتسمت بأخطاء وهفوات، سيتعين على لاشيت، الخاسر الأكبر في هذه المرحلة، أن يكون مقنعًا جدًا.

فقد تخلل التصويت خطأ فادح من قبل زعيم يمين الوسط ونسي حجب بطاقة التصويت عن الكاميرات كما هو منصوص عليه في قانون الانتخابات. وبالتالي، يمكن أن يتم إبطال تصويته.

وقد تكون ميركل خاطرت في نهاية المطاف بإثارة حرب جديدة بين القادة داخل اليمين الألماني حيث أثيرت مسألة مستقبل لاشيت على رأس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، بعد ثمانية أشهر من انتخابه.

وإن كان رئيس الاتحاد المسيحي الديمقراطي ورئيس حكومة ولاية شمال الراين فستفاليا، أكبر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان، معروفًا بأنه ينجح دائمًا في قلب الأمور لصالحه وفي التخلص من ألد أعدائه؛ إلا أن الأمر يبدو صعبًا هذه المرة على لاشيت الذي فرض ترشيحه في ختام صراع شديد مع حليفه زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر، الأكثر شعبية منه.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close