علّق المكوّن العسكري في مجلس السيادة السوداني جميع اجتماعاته مع المكوّن السياسي بحسب ما أفاد مراسل "العربي" في السودان.
كما أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتّاح البرهان التمسّك بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر، متعهدًا بعدم الانقلاب على مبادئ الثورة.
القوات العسكرية الوصية على السودان
وأضاف البرهان في خطاب في العاصمة الخرطوم أن المجلس لن يسمح لأي نشاط حزبي في القوات المسلحة وأن هذه القوات هي الوصية على السودان وأمنه وشعبه، موضحًا أنّه "ما لم تتوحد قوى الثورة فإنّه لا يمكن المضي مع مجموعة صغيرة اختطفتها".
وتم الإعلان على هامش الاجتماع المشترك بين الوفد الحكومي والمحتجين في شرق البلاد عن إعادة نقل النفط بين بورتسودان والخرطوم مع إبقاء الموانئ الرئيسية على البحر الأحمر مغلقًا.
وفي هذا الإطار، يلفت الباحث في الشؤون الأمنية إبراهيم الرشيد في حديث إلى "العربي": إلى أن "ديناميكية الأحداث في الفترة القادمة والقدرة على استخدام أدوات الغلبة والصراع هي التي ستحدد شكل الفترة القادمة"، لكنه رأى أنه "يصعب الحديث عن استمرارية الائتلاف الحاكم بهذه الصورة التي نشاهدها الآن".
توتر يرهق الاقتصاد
ويتحدث المراقبون في السودان عن عدة احتمالات من بينها إعلان حال الطوارئ والدعوة لانتخابات مبكرة.
ويحاول كل طرف من شركاء المجلس السيادي إبعاد الطرف الآخر على وقع احتدام معركة التصريحات فيما يتواصل التوتر في شرق السودان.
وأفاد مراسل "العربي" في الخرطوم أن الجيش سحب قواته التي تحمي مقار لجنة إزالة التمكين والمواقع المستردة من قبل اللجنة من حزب البشير.
"سيناريو أعد له مسبقًا"
ويعتبر رئيس المؤتمر السوداني في ولاية الخرطوم، سليمان الغوث في حديث إلى "العربي" من الخرطوم أن الحديث عن ازدواجية ولاء المكوّن المدني مرفوض.
ويقول: "يبدو أن ما يحدث جزء من سيناريو قد أعد له مسبقًا ولفترة طويلة، فالمكون العسكري في مجلس السيادة لم يلتزم بما تنص عليه الوثيقة الدستورية في العديد من النقاط".
كما اعتبر أن نبرة الخطاب الذي تلا المحاولة الانقلابية كانت تؤجج الشارع السياسي". وأضاف: "لم يتبق للبرهان سوى أن يعلن بيان الانقلاب على شرعية الثورة وعلى وجهة الشعب السوداني في الحياة الكريمة".
كما يرى الغوث أنه لا يمكن التعويل على وعود المكون العسكري بالانسحاب من المشهد السياسي بعد إجراء الانتخابات.