كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن وفدًا برلمانيًا إيطاليًا سيُسافر إلى جامعة كامبريدج البريطانية هذا الأسبوع، لإجراء محادثات حول وفاة طالب الدراسات العليا جوليو ريجيني عام 2016 في القاهرة، بعد خطفه وقتله أثناء بحثه عن النقابات العمالية المصرية.
والعام الماضي، وجّه قاض في روما تهمًا لأربعة من كبار أعضاء أجهزة الأمن المصرية حول دورهم في اختفاء وقتل الشاب الإيطالي البالغ من العمر 28 عامًا. وستتمّ محاكمة هؤلاء غيابيًا، بعد أن رفضت مصر الاعتراف بالإجراءات القانونية الإيطالية أو تسليم المشتبه بهم.
وكان "العربي" قد أعدّ تحقيقًا استقصائيًا بعنوان "الحقائق المدفونة"، تناول تطورات مقتل ريجيني في القاهرة.
وحصل فريق التحقيقات في التلفزيون على شهادتَين حصريتين مفادهما أن ريجيني تعرّض للاحتجاز والاستجواب والتعذيب في مقر تابع للمخابرات الحربية المصرية، يومي 28 و29 يناير/ كانون الثاني عام 2016.
لقاء مع ممثلين عن الجامعة
وقال إيراسمو بالازوتو، رئيس لجنة التحقيق البرلمانية الإيطالية للصحيفة: "لسنا هنا في كامبريدج للتحقيق. نعلم جميعًا أن المسؤولين عن اختطاف وتعذيب وقتل جوليو موجودون في مصر".
وأضاف: "نحن هنا لأننا نعتقد أن مساعدتهم مطلوبة. لقد كنا على اتصال بممثّلي الجامعة منذ بضعة أشهر، وقد أظهروا لنا استعدادهم للتعاون. نحتاج إليهم لمساعدتنا في العثور على إجابات لبعض الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها بعد".
وسيستمع الوفد إلى ممثلين عن الجامعة، بما في ذلك العميد، وقد حدّد أيضًا اجتماعات مع أساتذة ذوي خبرة في قضايا الشرق الأوسط تعاون معهم ريجيني. كما طلب الوفد التحدّث مع الدكتورة مها عبد الرحمن، مشرفة ريجيني.
وفي فبراير/ شباط 2020، قال المدعي العام في روما ميشيل بريستيبينو: إن عدم تعاونها معنا في التحقيق بعد الاتصال الرسمي الأول بيننا "غامض".
إشراك بريطانيا في القضية
وبحسب "الغارديان"، فقد أوضح مقربون من عبد الرحمن، الذين أخذوا إجازة من التدريس بعد مقتل ريجيني، أنها شعرت بصدمة شديدة لوفاة الطالب، كما رفضوا الاتهامات الموجّهة لها بأنها كلّفت ريجيني بالبحث في موضوع تعرف أنه خطير، وأنه كان مترددًا في متابعته.
وقال بالازوتو: "إحجامها عن التعاون مع المدعين الإيطاليين مشكلة بالنسبة للتحقيق. آمل أن تُوافق على التحدث معنا. آمل أن تساعدنا في فهم ما حدث، وتشرح سبب قرارها بعدم التعاون مع السلطات الإيطالية".
ويعتزم البرلمانيون لقاء ممثلين عن الحكومة البريطانية ووزارة الخارجية، يوم الأربعاء، لمناقشة قضية ريجيني. وأضاف بالازوتو: "من المهم إشراك الحكومة البريطانية في القضية".
وينتهي عمل اللجنة البرلمانية في 3 أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وسيتمّ نشر محتوى جلسات الاستماع إلى ممثلي كامبريدج علنًا في غضون أسبوعين من انتهاء عمل اللجنة.