الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

في انتظار محادثات أردوغان وبوتين .. تصعيد روسي تركي في شمال سوريا 

في انتظار محادثات أردوغان وبوتين .. تصعيد روسي تركي في شمال سوريا 

Changed

تشهد إدلب منذ أسبوع تصعيدًا روسيًا مكثفًا على أهداف مختارة بعناية تستهدف بالمقام الأول معسكرات ومواقع لفصائل من المعارضة السورية محسوبة على تركيا.

أصبحت إدلب حلبة الصراع التركي الروسي وصندوق البريد بين الطرفين، فما تكاد تلتقط أنفاسها بعد معركة أو اتفاق حتى تعود للوقوف على قدم واحدة قبيل أي لقاء جديد بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، وبحث الأطراف المعنية عن تسوية جديدة أو تعديل أخرى قديمة.

روسيا تصعّد

ومنذ أسبوع، تدفع إدلب دماء جديدة لتضاف إلى فاتورتها الكبيرة، وتشهد تصعيدًا روسيًا مكثّفًا على مناطق وأهداف مختارة بعناية تستهدف بالمقام الأول معسكرات ومواقع لفصائل من المعارضة السورية محسوبة على تركيا. بدأتها بإدلب وأنهتها باستهداف معسكر في عفرين بريف حلب. وتتمتع عفرين الخاضعة لعملية غصن الزيتون بحساسية مفرطة عند الأتراك.

ويبرّر الروس تحركهم بحجج قديمة حديثة. فعسكريًا تقول القوات الروسية: "إنها رصدت عشرات الانتهاكات لوقف إطلاق النار في إدلب" وتتهم "جبهة النصرة"، وهي تسمية تصر عليها روسيا بدل "هيئة تحرير الشام". وفي ذلك رسائل لمن يعنيهم الأمر أن الإرهاب ما زال حاضرًا في آخر معاقل المعارضة.

ويكمّل الشق الدبلوماسي تلك الاتهامات ويعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم وفاء زملائهم الأتراك بتعهداتهم بفصل المعارضة عمن يصفهم بـ"الإرهابيين" وهو سبب كاف عند حكومته لاستمرار عمليتها العسكرية.

الجيش التركي يدفع بتعزيزاته

ولا يقف الأتراك متفرجين، فهم يعلمون مسبقًا أن أي تحرك روسي قد يدفع بمليون لاجئ سوري جديد إلى أراضيهم، ودون ذلك مخاطر سياسية وأمنية يصعب على الحكومة التركية تحمّلها، فتدفع على عجل بتعزيزات عسكرية قتالية للجيش التركيّ إلى مواقع متقدمة في إدلب تتضمن مدافع ومدرعات ثقيلة ليقولوا: "إن الرسالة الروسية وصلت والرد عليها بدأ". 

كما يتحرك الأتراك سياسيًا من رأس الهرم إلى أسفله، فالحديث عن إدلب وسوريا ككل ومعها العلاقات التركية الروسية لم يغادر حديث المسؤولين الأتراك طيلة الفترة الماضية ومنهم أردوغان نفسه الذي رفع من سقف تصريحاته تجاه روسيا والحكومة السورية.

لعبة الوقت بدل الضائع

ويحصل كل ذلك بطريقة واضحة بأن كل طرف بما لديه من تصريحات ورسائل يلعبها الآن في الوقت بدل الضائع قبيل القمة المرتقبة بين أردوغان وبوتين في موسكو، وبناء عليه سيتحدد مصير إدلب خلال الفترة المقبلة فإما نارًا أو بردًا وسلامًا، رغم أن ما يجمع الطرفين في ملفات أخرى كصواريخ أس 400 ورفع التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار؛ أكثر مما يفرقهما كالملف السوري، لكن يبقى للرئيسين حسابات بيدر تختلف عن حسابات الحقل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close