الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

بين دستورية الخطوة والصلاحيات المتوقعة.. ماذا بعد تعيين بودن في تونس؟

بين دستورية الخطوة والصلاحيات المتوقعة.. ماذا بعد تعيين بودن في تونس؟

Changed

لا تُعتبر رئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودن معروفة لدى الطبقة السياسية، كما أنه من غير الواضح إلى اليوم بأي صلاحيات ستُمارس مهامها.

فتح تعيين الرئيس التونسي قيس سعيد لنجلاء بودن رئيسة للحكومة، الباب واسعًا أمام تساؤلات حول مدى دستورية هذا التعيين والصلاحيات التي ستحظى بها رئيس الحكومة الجديدة.

فبعد أن أدى الوضع الاستثنائي الذي فرضه سعيد إلى ضرب الحياة السياسية في البلاد، يحاول الرئيس اليوم كسر هذا الجمود عبر تعيينه الجديد.

قلق في الشارع التونسي

ولا تُعتبر رئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودن معروفة لدى الطبقة السياسية، كما أنه من غير الواضح إلى اليوم بأي صلاحيات ستُمارس مهامها، بعد أن حصر سعيّد السلطات كافة بيده، وفي ظل الأزمات التي تضرب تونس.

ورغم أنها تُعتبر المرة الأولى التي يتم فيها تعيين امرأة رئيسة للحكومة في تونس، إلا أن الخوف في الشارع التونسي لا يزال موجودًا من الاستبداد في السلطة.

وتتمتع بودن بخبرة أكاديمية كبيرة، إلا أنها بعيدة عن السياسية والاقتصاد، كما أنها لن تتمتع بصلاحية تسمية الوزراء وتشكيل الحكومة.

وتبعث مساحات الغموض في هذا القرار الجديد بالقلق لدى التونسيين، وسط تساؤلات حول شرعية بودن.

كما عاد الصوت ليعلو في الشارع التونسي من جديد، إذ إن تعيين رئيسة للحكومة، لم يعطِ أي جواب لتساؤلات التونسيين حول مستقبلهم.

حجر الأساس

في هذا السياق، يرى أستاذ الفلسفة السياسية صلاح الداودي أن "الرئيس التونسي يريد وضع حجر الأساس للذهاب إلى نظام حكم جديد وأكثر نجاحًا من الموجود حاليًا".

ويعتبر الداودي في حديث إلى "العربي" من تونس، أن سعيد يريد "الذهاب إلى تنظيم جديد للدولة والسلطات، إضافة لإبطال مفاعيل الفساد بكل أنواعه، وترتيب أولويات الشعب".

ويوضح الداودي أن "بودن تمتلك القدرة على الإمساك بالملفات الاقتصادية في البلاد، إضافة لتمتعها بثقافة الإصلاح الإداري".

ويشدد على أن "الشيء المهم الآن هو إبعاد رئيسة الحكومة عن كل التجاذبات السياسية في البلاد".

خطوة شعبوية

من جهتها، ترى الناشطة الحقوقية شيماء عيسى أن "التعيين الجديد مزيّف، بعد أن استخدم الرئيس التونسي ورقة النساء في قراراته الشعبوية".

وقالت عيسى في حديث إلى "العربي" من تونس: أوحى سعيد من تعيينه الجديد أنه يريد تمكين النساء، لكن بودن لن تتمتع بأي صلاحيات ولن تعيّن الوزراء الجدد، وبالتالي فإن تعيينها شكلي فقط.

وتضيف: "لن تتمكن بودن من العمل أو أن تنفذ خططها، بل ستقوم بما يريده الرئيس قيس سعيد".

وتكرر عيسى تشديدها على أن "تعيين نجلاء بودن خاطئ وشعبوي".

رسائل خاطئة

بدوره، يؤكد أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك أن "قيس سعيد يلتف على الدستور ويوصل رسائل خاطئة لكل الجهات الوطنية والدولية".

ويشدد بن مبارك في حديث إلى "العربي" من تونس، على أن "أي حكومة تمارس مهامها في ظل انقلاب على الدستور، هي حكومة غير شرعية وغير دستورية".

ويقول: "الحكومة الجديدة غير قادرة على الالتزام على المستويين المحلي والدولي".

ويضيف: "أرسل سعيد رسالة خاطئة إلى الداخل، فتعيين بودن جاء على عكس الأعراف ومن دون التشاور مع القوى السياسية والمنظمات الوطنية".

ويتابع: "بالنسبة للخارج، أوصل سعيد رسالة خاطئة لأنه اختار شخصية لا تتلاءم مع الشروط التي وضعتها بعض المؤسسات الدولية المانحة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close