الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

تظاهرات في السودان.. ما مصير المواجهة بين المكونين العسكري والمدني؟

تظاهرات في السودان.. ما مصير المواجهة بين المكونين العسكري والمدني؟

Changed

تبدو مساحة التظاهر هي الوحيدة المتبقية أمام السودانيين، في ظل مخاوف كبيرة بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة.

يتصاعد السجال في السودان بين المكونين العسكري والسياسي، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في السودان.

وانتقل هذا السجال إلى الشارع، بعدما تظاهر السودانيون في الأيام الماضية، حاملين شعارات مطالبة بإنهاء الشراكة مع العسكريين.

من الشراكة إلى المواجهة

وخرج في الخرطوم ومدن أخرى، أعداد كبيرة من المواطنين، تلبية لدعوة تجمع المهنيين السودانيين، احتجاجًا على ما أسموه "تعطيل العسكريين للمسار السياسي في البلاد".

لكن الشارع في السودان يبدو منقسمًا بسبب الخلافات المتراكمة بين القوى السياسية، إضافة لأعباء الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون.

وتبدو مساحة التظاهر هي الوحيدة المتبقية أمام السودانيين، في ظل مخاوف كبيرة بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة.

وتأتي هذه التحركات في لحظة تبدو فيها الشراكة بين المدنيين والعسكريين غير قادرة على الاستمرار.

وتتدافع الأحداث في السودان وتنتقل قوى الحكم من الشراكة إلى المواجهة، فإما تتغلب فيها مدنية الدولة، أو يسود فيها من يمتلك قوة السلاح.

وتزامنًا مع هذه الأحداث، تتوجه عيون الخارج إلى السودان. والإشارة الأوضح جاءت من واشنطن، حيث اعتبر المسؤولون الأميركيون أن التغير الديمقراطي في الخرطوم يجب ألا يمس.

عدم العودة للوراء

في هذا السياق، تعتبر القيادية بتجمع المهنيين السودانيين نور كشكوش أن استجابة المواطنين لدعوات التظاهر كانت كبيرة، وأعادت القوى للشارع، "في ظل حرص السودانيين على حماية الحكم المدني".

وتشدد كشكوش، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، على أن "التظاهرات هي امتداد للأحداث منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة، لحماية الثورة من أي تلاعب".

وتؤكد أن "السودانيين حريصون على عدم الرغبة بالعودة للوراء، أي لزمن تفرّد العسكريين بالحكم".

وتقول: "المواطنون يريدون حماية الثورة المجيدة التي شهدها السودان".

التراشق بين القوى السياسية

من جهته، يرى مدير مركز الدراسات الدولية الفريق حنفي عبد الله أن "الحكومة السودانية اليوم تعمل خارج إطار الوثيقة الدستورية التي تم إقرارها عقب الثورة".

ويعتبر عبد الله، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن "الوثيقة الدستورية تنص على أن الحكومة يجب تشكيلها من الوطنيين الأكفاء، لكن الحكومة الحالية تم تشكيلها على شكل محاصصة بين جميع الفرقاء".

ويقول: "هناك خلافات في وجهات النظر نتيجة التراشق بين جميع المكونات السياسية والعسكرية".

ويضيف: "لم ينعكس أداء الحكومة على الشارع، فبقي الوضع الاقتصادي على حاله ولم تأتِ بأي حلول للمواطنين".

وعي الشعب السوداني

بدوره، يشير نائب رئيس حزب الأمة السوداني إبراهيم الأمين عبد القادر إلى أنه "متفائل بمستقبل السودان، فالشعب السوداني يمتلك الوعي الكافي لحماية ثورته".

ويعتبر عبد القادر، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن "التظاهرات في السودان هي رسائل لكل الأطراف بأنه لا يوجد أي فريق سينتصر على الآخر".

ويلفت إلى أنه "يجب إعادة النظر في ما حدث في الأيام الأخيرة، لأن المواجهات الكلامية التي حصلت مرفوضة، فالسودان أكبر من الأحزاب والمكونات العسكرية والمدنية".

ويضيف: "الفصيلين العسكري والسياسي لم يلتزما بتنفيذ الوثيقة الدستورية وفقًا للاتفاق بعد الثورة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close