الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

الاحتجاجات تتصاعد.. هل يعيد متظاهرو السودان التوازن للثورة؟

الاحتجاجات تتصاعد.. هل يعيد متظاهرو السودان التوازن للثورة؟

Changed

يدعو المتظاهرون في السودان إلى الحفاظ على مكتسبات الثورة واستكمال هياكل الحكم المدني (غيتي)
يدعو المتظاهرون في السودان إلى الحفاظ على مكتسبات الثورة واستكمال هياكل الحكم المدني (غيتي)
تتعدد الواجهات الحزبية والسياسية للمتظاهرين في السودان، إلا أنّهم يتّفقون بالمجمل على أنّ رسالتهم واحدة وواضحة حيال ما تمرّ به الثورة السودانية.

تتصاعد الاحتجاجات الشعبية في السودان، حيث يرفع المتظاهرون في عدد من المدن شعارات تطالب بحكم مدني، في ظل خلافات متجددة بين المكوّنين العسكري والمدني لمجلس السيادة.

وفي هذا السياق، استقبلت الخرطوم المئات من المتظاهرين القادمين من منطقة عطبرة شمالي البلاد، حيث وصلوا على متن قطار يشكّل رمزًا مهمًا في مسيرة الثورة السودانية.

ورُفِعت على القطار شعارات تطالب بمدنية الحكم وترفض أيّ مسعى للانقلاب على السلطة.

"حماية الدولة المدنية والانتقال الديمقراطي"

وجاء هذا القطار متزامنًا مع مواكب أخرى خرجت في عدد من المدن السودانية دعمًا للحكم المدني في البلاد.

وفيما تتعدد الواجهات الحزبية والسياسية للمتظاهرين، يتّفقون على أنّ رسالتهم واحدة وواضحة حيال ما تمرّ به الثورة السودانية.

ويقول عضو لجنة حماية المدنية – عطبرة فتحي الهادي لـ"العربي": إنّ الرسالة هي "حماية الدولة المدنية والانتقال الديمقراطي"، مشدّدًا على أنّ "ثوار نهر النيل ما زالوا على خط النار".

إعادة التوازن للثورة السودانية

وبحسب مراسل "العربي" في الخرطوم، فإنّ الحفاظ على مكتسبات الثورة كان الشعار الأبرز للمتظاهرين، إذ إنّ كلّ ما يعيد البلاد إلى مربع الانقلابات العسكرية مرفوض من قبل هؤلاء.

ويشير إلى أنّ هذه الحشود تضاف إلى سلسلة من التظاهرات دعت من قبل إلى استكمال هياكل الحكم المدني، لافتًا إلى أنّ البطء ظلّ ملازمًا لجميع خطوات عملية الانتقال في السودان لتأتي هذه التظاهرات بمثابة قوة دفع لحكومة تشكو التباين والخلافات حتى الآن.

ووفقًا لمراسلنا، يسعى المتظاهرون لإعادة التوازن للثورة السودانية، فهم يرون أن ثورتهم أصبحت أبعد ما تكون عن شعاراتها بفعل خلافات سياسية متصاعدة بين مكوّنات الحكم.

مجلس الوزراء السوداني يدخل على الخط

وعلى صعيد الحراك السياسي، دعا مجلس الوزراء السوداني إلى اجتماع عاجل بينه وبين مجلس السيادة لمناقشة الوضع الراهن في البلاد.

وأكد بيان للمجلس أهمية تحصين الفترة الانتقالية من خلال تقييم الفترة الماضية بشفافية ووضوح. ودعا إلى بذل مزيد من الجهود لتوحيد قوى الثورة، وإلى تمتين الشراكة بين العسكريين والمدنيين وإكمال مؤسسات الانتقال.

كما طالب مجلس الوزراء بإجراء تحقيق دقيق في المحاولة الانقلابية وكشف الجهات المشاركة والإسراع في تقديمها للعدالة.

مجلس السيادة "ملتزم" برعاية واحترام الانتقال

في غضون ذلك، بعث رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان برسالة خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أطلعه خلالها على تطورات الأوضاع الراهنة في البلاد، مشيدًا بالدور الحيوي للأمم المتحدة في مساندة السودان ودعم المرحلة الانتقالية.

وأكد البرهان الالتزام الكامل برعاية واحترام الانتقال في السودان حتى الوصول لغايته المنشودة عبر تنظيم انتخابات حرّة ونزيهة.

كما جدّد البرهان عزم الحكومة على تعزيز حماية المدنيين في دارفور، لا سيما النساء والأطفال، وبطريقة تضمن الكرامة الإنسانية وصيانة الحقوق التي تعهّد بها السودان عند انضمامه إلى الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وتعهّد رئيس مجلس السيادة السوداني بالمضيّ قدمًا في وضع برامج للعدالة والانتقالية وتنفيذها والاستفادة من الإرث الدولي والإقليمي في هذ المجال.

"صراع إرادات" بين المكوّنين العسكري والمدني

ويتحدّث الكاتب السياسي ضياء الدين بلال عن تنازع وصراع إرادات بين المكونين المدني والعسكري في السودان.

ويوضح، في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، أنّ المكوّن المدني يعتقد أن هذه المظاهرات ستعيد ترتيب توازنات القوى في المعادلة، في حين أنّ المكون العسكري يراهن على قوى أخرى منقسمة على قوى الحرية والتغيير تحشد لتقول إنّ هناك صوتًا آخر موقف يختلف عن ذلك الذي تتبناه قوى الحرية والتغيير المشاركة في الحكم.

ويشير إلى أنّ كل طرف يريد أن يوضح أنه يملك من الأوراق ما يمكّنه من تحسين وضعه داخل المعادلة وأنه قادر على فرض إرادته على الطرف الآخر.

"شوارع بالجملة" في السودان

وبالحديث عن الاحتجاجات والشوارع، يلفت الكاتب السياسي السوداني إلى أنّه "ليس هنالك شارع واحد في السودان بل عدد من الشوارع".

ويشير في هذا الإطار إلى وجود شارع آخر يريد أن يعبر عن نفسه بطريقة مختلفة، إضافة إلى الشارع التقليدي الذي يعبّر عبر القبائل والكيانات الطائفية والطرق الصوفية.

كما يلفت إلى وجود حالة احتجاج كبرى في شرق السودان الذي يعتبر الرئة التي يتنفس من خلالها الاقتصاد السوداني، ملاحظًا أنّ هذا الشرق مغلق منذ أيام وهناك تهديد بانفصاله عن السودان.

"خلل بنيوي" في تركيبة الأحزاب السياسية

ويخلص بلال إلى أنّ الفترة الانتقالية هشة جدًا، كما أنّ البناء الوطني لم يكتمل بعد في السودان، علمًا أنّ قلة من الأحزاب الموجودة في الساحة يؤمن بالديمقراطية.

ويتحدث عن "خلل بنيوي" في تركيبة الأحزاب السياسية السودانية يجعل خيارات الديمقراطية تبدو في الغالب للمناورة السياسية أكثر من كونها تعبّر عن مبادئ وقيم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close