الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

تحالف سياسي جديد في السودان.. كيف سينعكس على التوازن المدني ـ العسكري؟

تحالف سياسي جديد في السودان.. كيف سينعكس على التوازن المدني ـ العسكري؟

Changed

أعلن منشقون عن قوى الحرية والتغيير وعدد من الأحزاب والتنظيمات الأخرى في السودان عن تحالف سياسي جديد، ما أثار أسئلة كثيرة عن دلالاته من حيث تركيبته وأهدافه.

في خضم الخلاف والتراشق بالتصريحات المتواصل بين شركاء السلطة في السودان من مدنيين وعسكريين؛ يبدو أن خلافًا آخر أو تباينًا كبيرًا في المواقف على الأقل بدأ يحرف أيضًا علاقة المدنيين بعضهم ببعض إلى منحى خطر.

وعكس هذه الصورة اليوم السبت إعلان منشقين عن قوى الحرية والتغيير وعدد من الأحزاب والتنظيمات الأخرى، عن تحالف سياسي جديد.

والهدف المعلن من هذا التحالف كما يقول منظموه إصلاح الأخطاء التي ارتكبتها قوى الحرية والتغيير، والسعي إلى تشكيل ميثاق وطني ينهي الاحتقان السياسي في البلاد.

وقد نفت قوى الحرية والتغيير علاقتها بهذا التشكيل السياسي الجديد، الذي تم إعلانه.

"تصحيح سيكون أثره قويًا جدًا"

تعليقًا على التطورات، يرى الأستاذ في معهد الأمن القومي والباحث الاستراتيجي عبد الهادي عبد الباسط أن ما حصل اليوم هو صورة لعدد من الانشقاقات التي حدثت في قوى الحرية والتغيير. 

ويقول في حديث إلى "العربي" من الخرطوم: إن "هذه المنصة التي احتضنت الثورة وجلست مع العسكريين لاقتسام السلطة حدثت فيها عدة انشقاقات؛ الأول بدأه حزب الأمة بتجميد نشاطه لأنه طالب بتصحيح كثير من المسائل الإدارية في هذا التجمع".

ويردف: "بعد ذلك انسلخت مجموعة من قوى نداء السودان ومن الحركات وبعض الأحزاب"، لافتًا إلى أن أكبر انسلاخ منها هو تجمع المهنيين". 

ويشير إلى ما عُد الانسلاخ الأخير وهو ذاك الذي قام به الحزب الشيوعي السوداني، رغم أنه كان صوريًا إذ احتفظ بوزرائه وقياداته في الخدمة المدنية.

ويلفت إلى أن التجمع الجديد كان قد سعى بعدة محاولات ورفع عدة مذكرات لتصحيح الأخطاء الإدارية في المجلس القيادي لقوى الحرية والتغيير وفشلوا في إصلاح المجموعة الحاكمة.

ويؤكد أن ما حصل اليوم هو تصحيح سيكون أثره قويًا جدًا، معربًا عن اعتقاده بأن هذه الحكومة سيتم حلها بين يوم وآخر، ولا مفر من ذلك.

"استكمال للانقلاب العسكري الناجح"

بدوره، يلفت القيادي في تجمع المهنيين السودانيين والناطق باسمهم الوليد علي أحمد إلى أن "ما حصل اليوم في قاعة الصداقة هو من تداعيات الانقلاب الفاشل، ومن ثم الانقلاب الناجح الذي حدث خلال الفترة الماضية".

ويوضح في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن محاولة انقلابية فاشلة حدثت في سلاح المدرعات أعقبها محاولة انقلابية ناجحة بواسطة رئيس مجلس السيادة الانتقالي.

ويشرح أن نجاحها تمثل في إعلانه صراحة عن سيطرة المكون العسكري على مقاليد الحكم في الفترة الانتقالية.

ويذكّر بما كان التجمع قد أشار إليه في وقت سابق من أن المكوّن العسكري هو الحاكم الحقيقي للسودان منذ بداية الفترة الانتقالية وحتى الآن، مردفًا بالقول: "الآن اكتملت هذه السيطرة بإعلان واضح وصريح".

ويشير إلى أن "ما حصل في قاعة الصداقة هو عبارة عن استكمال لهذا الانقلاب الناجح عن طريق إيجاد حاضنة سياسية جديدة للسلطة الجديدة بوجهها العسكري السافر".

ويضيف: "يتم الآن إعادة إنتاج النظام السابق بشكل حاضنة سياسية جديدة ترعى وتساند هذا الانقلاب العسكري الناجح بواسطة المكون العسكري الموجود داخل مجلس السيادة، مستفيدين من تضعضع مكونات قوى الحرية والتغيير".

"المشهد يتكرر"

من ناحيته، يرى الكاتب السياسي عادل الباز أن تراشقًا إعلاميًا ظل مسيطرًا على قوى الحرية والتغيير منذ أن بدأت شراكتها مع العسكر، فهي كانت كارهة لهذه الشراكة وكارهة لبعضها البعض وظلت تتنابز بالألقاب وتخون بعضها بعضًا وتنشق تارة وتجمّد نشاطاتها حتى أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه.

ويشير في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن "الساحة السياسية في السودان الآن مشرذمة؛ مع قوى الحرية والتغيير رقم 1 وقوى الحرية والتغيير رقم2، وقد تظهر غدًا قوى حرية رقم3.. وهنالك العسكر يديرون المشهد".

ويعتبر أن كل هذه الصراعات لا تتم على مبادئ أو أهداف سامية ولا على حتى قيم الوثيقة التي مهروها بأيديهم، بل على كراسي السلطة.

ويردف بأن ما أُعلن اليوم في مبادئ مشروع التوافق الوطني هو نفس ما تضمنته الوثيقة الدستورية، ولا خلاف بينهما أصلًا.

ويؤكد أن من خرجوا ومن بقوا، ومن يعلنون الآن ذلك، كلهم يلتفون حول الكراسي، ولا أحد يهتم للمواطنين ولا لمعيشتهم أو يشعرون بما يجري في الوطن المقسّم والذي يعاني من أزمة.

ويرى أن التراشق الإعلامي وتحميل كل طرف المسؤولية للآخر عادة ظلت تمارسها الأحزاب لسنين طويلة جدًا، والآن تكرر المشهد نفسه، لافتًا إلى أن هذا العبث سينتهي بها إلى ما انتهى بها في المرات السابقة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close