الإثنين 25 مارس / مارس 2024

النووي الإيراني.. هل تستغلّ طهران الوقت لكسب نفوذ سياسي واقتصادي؟

النووي الإيراني.. هل تستغلّ طهران الوقت لكسب نفوذ سياسي واقتصادي؟

Changed

لم تحدد إيران موعدًا لاستئناف المفاوضات النووية (غيتي)
لم تحدد إيران موعدًا لاستئناف المفاوضات النووية (غيتي)
التقى مسؤولون إيرانيون بعشرات المسؤولين الأجانب في الأسابيع الأخيرة لبحث الملف النووي، لكنهم لم يُحدّدوا موعدًا لاستئناف المحادثات بعد.

تواصل واشنطن وطهران سياسة شدّ الحبال فيما يتعلّق بإحياء الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، حيث تُحاول كل منهما الحصول على أكبر قدر من المكاسب، وإلقاء تهم التعطيل على الطرف الآخر.

وبينما يعتبر الطرف الأميركي أن طهران "تستغلّ الوقت الذي تتعطّل فيه محادثات فيينا، لتطوير برنامجها النووي كوسيلة للضغط على المحادثات"، تُطالب إيران بالإفراج عن 10 مليارات دولار من أموالها المجمّدة كدليل على حسن النية.

والتقى مسؤولون إيرانيون بعشرات المسؤولين الأجانب في الأسابيع الأخيرة لبحث الملف النووي، لكنهم لم يُحدّدوا موعدًا لاستئناف المحادثات بعد.

إيران تستغلّ الوقت

ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن ثلاثة دبلوماسيين قولهم: إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عقد أكثر من 50 اجتماعًا ثنائيًا مع مسؤولين دوليين خلال زيارته لنيويورك الأسبوع الماضي، لكنه "لم يقدّم معلومات محدّدة" حول موعد استئناف المحادثات.

واعتبر مسؤول أميركي تحدث إلى المجلة شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المسؤولين الإيرانيين يؤكدون أنهم سيستأنفون قريبًا المفاوضات من أجل إحياء الاتفاق النووي، لكنهم "من الناحية العملية اتخذوا نهجًا مختلفًا".

وقال: "إيران تلعب في الوقت نفسه لعبة هامشية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتتّفق مع الوكالة على منع القرار، لكنها تتجاهله في اليوم التالي". وأشار إلى أن "إيران تضيّع الوقت بالتأكيد، وفي الوقت نفسه تواصل تطوير برنامجها النووي كأداة للضغط السياسي".

ولفت إلى أن إيران تعتبر أن الولايات المتحدة في "موقف ضعيف بعد التطوّرات الأخيرة في أفغانستان والخلافات مع فرنسا، الأمر الذي يدفعها إلى اعتماد نهج أكثر صرامة في المفاوضات".

ورجّح الدبلوماسي الأميركي أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات في فيينا عندما يبدي الغرب حسن النية أو يقدّم تنازلات خاصّة لإيران.

إيران تُريد دليلًا على حسن النية

وفي هذا الإطار، أكد عبد اللهيان أمس السبت، أن الولايات المتحدة استعانت بوسطاء في الأمم المتحدة الشهر الماضي في محاولة لإجراء اتصالات حول النووي، لكنّه أصر ّعلى ضرورة أن تُفرج واشنطن أولًا عن 10 مليارات دولار من أموال طهران المجمّدة كدليل على حسن النية.

ولم تتمكّن إيران من الحصول على عشرات المليارات من الدولارات من أصولها في البنوك الأجنبية، بخاصّة من صادرات النفط والغاز بسبب العقوبات الأميركية على قطاعي البنوك والطاقة.

وقال الوزير الإيراني للتلفزيون الرسمي: إن "الأميركيين حاولوا الاتصال بنا عبر قنوات مختلفة (في الجمعية العامة للأمم المتحدة) في نيويورك، وأبلغت الوسطاء أنه إذا كانت نوايا واشنطن جادّة، فهناك حاجة إلى مؤشر جاد من خلال الإفراج عن 10 مليارات دولار على الأقل من الأموال المجمّدة".

لكنّه أشار إلى أن الأميركيين "ليسوا مستعدين" للإفراج عن 10 مليارات دولار تخصّ الشعب الإيراني.

وإذ أكد أن إيران ستعود "قريبًا" إلى المحادثات النووية المتوقّفة في فيينا، رفض تحديد موعد.

ثلاث خيارات

من جهته، قلّل رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية تامر هايمان من إمكانية امتلاك إيران قنبلة نووية فاعلة يُمكن أن تُهدّد إسرائيل، خلال المدى القريب.

وبحسب هايمان، يواجه الإيرانيون ثلاثة خيارات: إما العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، أو الاستمرار في تحدّي المجتمع الدولي والاستمرار في التخصيب، أو الذهاب إلى اتفاق محسّن حيث سيُحقّقون أكثر بكثير ممّا حققوه في الماضي.

واعتبر أن على إسرائيل في الوقت الحالي "التصرّف بدبلوماسية تجاه إيران وبرنامجها النووي، لكن من الضروري أن يكون هناك خيار عسكري عملي وموثوق إلى جانب الأدوات الاقتصادية (العقوبات) والدبلوماسية".

محاولة إحياء الاتفاق النووي

وحثّت القوى الغربية إيران على العودة إلى المفاوضات، وقالت: إن الوقت ينفد بينما يتجاوز برنامجها النووي كثيرًا القيود التي تضمنها الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.

كما حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين أمس، من أن فرصة إحياء الاتفاق النووي مع إيران آخذة في النفاد.

وتوصّلت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) إلى اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، بعد أعوام من التوتر والمفاوضات الشاقة. وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديًا منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. من جهتها، قامت الأخيرة بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجيًا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.

وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام في محاولة لإحياء الاتفاق، بعد إبداء الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن استعداده لإعادة بلاده إليه. وأجرى الأطراف المعنيون ست جولات من المباحثات بين أبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران الماضيين، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها.

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية

شارك القصة

تابع القراءة
Close