الثلاثاء 9 أبريل / أبريل 2024

خبراء أمميون يكشفون عن حصول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا

خبراء أمميون يكشفون عن حصول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا

Changed

يتعرض المهاجرون الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، لكل أنواع العنف في مراكز الاحتجاز وعلى أيدي المهربين
يتعرض المهاجرون الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، لكل أنواع العنف في مراكز الاحتجاز وعلى أيدي المهربين (غيتي)
أشار خبراء في الأمم المتحدة إلى وجود أدلة على حدوث جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا طالت خصوصًا المهاجرين والسجناء في ليبيا منذ العام 2016.

خلص خبراء في الأمم المتحدة إلى وجود أدلة على حدوث جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا منذ عام 2016، طالت خصوصًا المهاجرين والسجناء، وذلك بعد قيامهم بإجراء تحقيق على الأرض وفي دول مجاورة.

وشدد هؤلاء الخبراء على أن "ثمة أسبابًا تدفع إلى الظن بأن جرائم حرب ارتكبت في ليبيا، فيما أعمال عنف ارتكبت في السجون وفي حق المهاجرين في البلاد قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية" مؤكدين بذلك أحداثًا كُشفت من قبل.

وقررت هذه البعثة المستقلة عدم نشر "قائمة بأسماء الأفراد والجماعات (الليبية والأجنبية) التي قد تكون مسؤولة عن هذه الانتهاكات والتجاوزات والجرائم المرتكبة في ليبيا منذ 2016".

وأضاف الخبراء أن القائمة ستبقى سرية إلى أن تظهر الحاجة إلى نشرها أو تشاركها مع هيئات أخرى يمكنها محاسبة المسؤولين عنها.

وأشار الخبراء إلى أن القضاء الليبي يحقق أيضًا في معظم القضايا التي أثارتها البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا، لكنهم أشاروا إلى أن عملية محاسبة مرتكبي انتهاكات أو سوء معاملة تواجه تحديات كبيرة.

والبعثة المكونة من ثلاثة خبراء هم محمد أوجار وشالوكا بياني وتريسي روبنسون، وقد جمعت مئات الوثائق وأجرت مقابلات مع 150 شخصًا وأجرت التحقيق في ليبيا وكذلك في تونس وإيطاليا.

مدنيون ومهاجرون وسجناء

وشددت البعثة على أن المدنيين دفعوا "ثمنًا باهظا" للعنف الذي مزق ليبيا على مدى السنوات الخمس الماضية، لا سيما بسبب الهجمات على المدارس والمستشفيات.

ويؤكد التقرير أن الغارات الجوية قتلت عشرات العائلات، وكان لتدمير البنية التحتية الصحية تأثير على الوصول إلى الرعاية الصحية، كما قتل وجرح مدنيون جراء الألغام المضادة للأفراد التي خلفها المرتزقة في المناطق السكنية.

أما المهاجرون الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، فيتعرضون لكل أنواع العنف في مراكز الاحتجاز وعلى أيدي المهربين، وفق الخبيرة تشالوكا بياني.

وأضافت بياني: "يُظهر استطلاعنا أن الهجمات ضد المهاجرين تُرتكب على نطاق واسع من قبل جهات فاعلة حكومية وغير حكومية، بدرجة عالية من التنظيم وبتشجيع من الدولة وهي جوانب توحي بأنها جرائم ضد الإنسانية".

كذلك يسلط الخبراء الضوء على الوضع المأسوي في السجون الليبية، حيث يتعرض المعتقلون في بعض الأحيان للتعذيب يوميًا وتمنع عائلاتهم من زيارتهم.

وتستخدم الدولة والميليشيات الاعتقال التعسفي في سجون سرية وفي ظروف "لا تطاق" ضد كل من يُنظر إليه على أنه تهديد.

من جهتها قالت تريسي روبنسون: "يتم استخدام العنف بهذا النطاق في السجون الليبية وبدرجة من التنظيم قد تجعله يرتقي إلى جريمة ضد الإنسانية".

ومن المقرر تقديم التقرير إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهو أعلى هيئة تابعة للأمم المتحدة في هذا المجال، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وقد عُقدت في الآونة الأخيرة اجتماعات عديدة إثر زيارة قائد القوات الأميركية في إفريقيا لطرابلس ولقائه الذي تم مع رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة ووزير الدفاع، وقد رجّح متابعون أنها قد تكون بداية لخروج المقاتلين من البلاد.

وغرقت ليبيا في الفوضى منذ ثورة 2011، ووقع عشرات الآلاف من المهاجرين فريسة للمهربين معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء لمحاولة عبور البحر الأبيض المتوسط.

ويقبع هؤلاء المهاجرون في مراكز احتجاز في ظروف تنتقدها بانتظام المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة. 

وما زال الوضع الأمني في البلاد غير مستقر على الرغم من التقدم السياسي المحرز في الأشهر الأخيرة.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close