أدى عطل واسع ضرب فيسبوك، إلى وضع مستخدمي تطبيقات هذه الشركة خارج نطاق الخدمة. ولنحو 6 ساعات شعر روّاد هذه التطبيقات بانعدام التواصل مع العالم.
وعقب الصدمة التي عاشها مستخدمو تطبيقات فيسبوك بسبب هذا العطل، وجّهت ضربة أخرى للشركة بسبب جلسة استماع لفرانسيس هوجين، وهي مديرة إنتاج سابقة في فريق فيسبوك المختص بالتضليل المدني، كشفت عن تناقضات في سياسة الشركة، وأنها تقدم الأرباح على السلامة العامة.
كما كشفت الموظفة السابقة عن أسرار كبيرة للشركة، وسط تخوّف النواب الأميركيين على الديمقراطية.
"تحجيم فيسبوك"
تعيش شركة فيسبوك إذا أيامًا صعبة، ليس بسبب الخلل الأخير الذي ضربها، بل بسبب التحقيقات التي تم فتحها في الكونغرس الأميركي بعد الاعترافات التي أدلت بها الموظفة السابقة.
هذه الاعترافات، طرحت تحديات جديدة على مشروع مارك زوكربيرغ، بعد أن أعلنت أن "عملاق العالم الافتراضي يعمل ضد الصالح العام".
وأوضحت هوجين أن "الشركة لا تعمل على محاربة المعلومات المزيفة وانتشارها، بل تساعد في ذلك طالما أنها تجني أرباحًا كبيرة".
من جهتهم، رأى المشرعون الأميركيون أن "فيسبوك لا تساعد على حماية الأطفال، بل على العكس، هي من المسببات الرئيسة للكآبة عند الأطفال".
وسيعتمد الكونغرس الأميركي على البند 230 من قانون الاتصالات الأميركي، الذي قد يمكنه من "تحجيم" عمل شركة فيسبوك.
صعوبة إدارة الشبكة
في هذا السياق، يرى الأستاذ والباحث في الأمن الرقمي في جامعة شرق لندن أمير النمرات أن هيمنة فيسبوك على الكثير من المواقع، ومحاولة ربطها تحت مظلة واحدة، "أضاف مستوى أعلى من التعقيد في ما يتعلق بشبكات الشركة".
ويوضح النمرات في حديث إلى "العربي"، أنه "كلما ازدادت الشبكة حجمًا، كلما ازدادت صعوبة إدارتها وتأمينها".
ويشير إلى أنه "لا يزال لم يُثبت إذا كان ما حصل سببه تحديث داخلي أم عملية قرصنة من داخل الشركة".
ويقول: "استفادت فيسبوك من الخلل الفني الذي حصل عام 2020، لكن أدى ذلك إلى اعتماد الشركة على تقنياتها وجعلها تعتمد على مراكز بيانات خاصة بها فقط من دون اللجوء إلى طرف ثالث".
إدمان على فيسبوك
من جهته، يعتبر الكاتب الصحافي محمد سطوحي أن ما حصل في الكونغرس هو سابقة، "إذ إنها المرة الأولى التي تنشر فيها موظفة كانت تعمل داخل الشركة معلومات موثقة حول تعديات فيسبوك".
ويوضح سطوحي في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن "كل النواب تحدثوا عن مخاطر منصات مواقع التواصل التابعة لفيسبوك وتأثيرها السلبي على المراهقين".
ويقول: "قارن النواب الأميركيون بين مواقع التواصل وشركات التدخين التي تحاول خلق الإدمان عند المستهلكين".
ويضيف سطوحي: "ما قامت به شركة فيسبوك أنها جعلت مستخدمي منصاتها غير قادرين على التخلص منها".
خدمة المجتمع العربي
بدورها، توضح مديرة التسويق في منصة "باز" شروق برهم أنه عند حصول العطل في فيسبوك، "شهدت مواقع التواصل هجرة جماعية في اتجاه منصة باز".
وتشير برهم في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن منصة باز تحاول تقديم أنموذج عربي لمواقع التواصل الاجتماعي، عبر البناء على القيم وحل جميع مشاكل المستخدمين.
وتقول: "نعمل على توفير مساحة آمنة للمستخدم العربي عبر تطبيق مبادرتنا في توثيق الحسابات، وهي خطوة كان التطبيق العربي أول من قام بها".
وتضيف: "نتعامل مع توثيق الحسابات على أنها حق للمستخدم، وليست منة كما تفعل المنصات الأخرى".
وتتابع: "قد يكون العطل الفني أثار زخمًا إعلاميًا حول المنصات الأخرى، لكن الأشد خطورة هو شهادة الموظفة السابقة أمام الكونغرس".
وترى أن "التسريبات في الكونغرس كانت صادمة جدًا، ونحن نعمل على حل هذه المشاكل لمحاربة التنمر وخدمة المجتمع العربي".