الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

جدل في تونس.. حملات التخوين والتحريض ضد معارضي سعيّد تتنامى

جدل في تونس.. حملات التخوين والتحريض ضد معارضي سعيّد تتنامى

Changed

ترجمت حملات التخوين والتحريض انقسامات في الشارع التونسي وتجلت في الشعارات التي رفعت في المظاهرات المساندة للرئيس قيس سعيّد (غيتي)
تُرجِمت حملات التخوين والتحريض انقسامات في الشارع التونسي وتجلت في الشعارات التي رفعت في المظاهرات المساندة للرئيس قيس سعيّد (غيتي)
بعدما جمع في يده كلّ السلطات في البلاد، ما فتئ الرئيس التونسي قيس سعيّد يتّهم أطرافًا معارضة له بالخيانة، ويصفهم بالفاسدين، وغيرها من النعوت القدحية.

في ظلّ "التدابير الاستثنائية" التي لا تزال تحكمها، تشهد تونس جدلًا سياسيًا بشأن خطابات الرئيس قيس سعيّد بسبب عبارات التخوين والاتهامات التي تتضمّنها.

وبعدما جمع في يده كلّ السلطات في البلاد، ما فتئ الرئيس سعيّد يتّهم أطرافًا معارضة له بالخيانة، ويصفهم بالفاسدين وغيرها من النعوت القدحية، بحسب مراسل "العربي".

وقد ترجمت هذه الخطابات إلى انقسامات في الشارع بين مؤيدي الرئيس وخصومه، فيما يحذر البعض من أنّ هذا الانقسام قد يضرب وحدة المجتمع في مقتل.

ويشير مراسل "العربي" إلى أنّ هذه الخطابات لم يعهدها التونسيون في رؤسائهم منذ الثورة، الذين لم يسيروا على المنهج نفسه، إذ لم يُسجَن معارض على رأيه، أو صحافي على موقفه.

ويلفت إلى أنّ طيفًا سياسيًا واسعًا ينظر بعين الريبة إلى تنامي حملات التخوين والتحريض ضد المعارضة، خصوصًا أنّ الرئيس في عرف السياسة، ينبغي أن يكون رئيسًا لكلّ التونسيين.

"انتكاسة لحرية الرأي والتعبير"

وفي جديد المواقف، أدان حزب العمال اليساري في تونس تنامي حملات التخوين وخطاب التحريض الذي يستهدف معارضي الرئيس قيس سعيّد.

وحمّل حزب العمال في بيان، الرئيس مسؤولية ما يمكن أن يحصل لأمينه العام حمّة الهمامي وعدد من الشخصيات التي اتُهِمت بـ"الخيانة"، في لافتة رُفِعت خلال المظاهرات المساندة للرئيس في العاصمة.

من جهتها، أعربت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين عن رفضها التام للمحاكمات العسكرية للمدنيين على خلفية آرائهم وأفكارهم.

ووصفت في بيان، المحاكمات بأنّها "انتكاسة لحرية الرأي والتعبير وضربًا للديمقراطية"، محمّلة الرئيس قيس سعيّد مسؤولية ما وصفتها بـ"انتكاسة لمسار الحقوق والحريات العامة والفردية". وحذرت من خطر العودة إلى المربع الأول.

الرئيس "يتحامل على معارضيه"

ويرى البرلماني والقيادي في حركة النهضة بلقاسم حسن أنّ الوضع في تونس أصبح مثيرًا فعلًا لكثير من الملاحظات السلبية.

ويشير، في حديث إلى "العربي"، من تونس، إلى أنّ رئيس الدولة يتحامل على خصومه أو معارضيه في ظلّ نظام ديمقراطي مفترض.

ويقول: "لم نكن نتصوّر إطلاقًا أنّ هذا يصدر عن الأستاذ قيس سعيّد لا قبل انتخابه رئيسًا ولا بعد انتخابه".

ويلفت إلى أنّ "رئيس الدولة الآن يصف جزءًا من شعبه بأوصاف في الحقيقة غير لائقة حتى لا نقول غير صحيحة، وهذا يقسّم الشعب ويخلق بلبلة وردود فعل سلبية".

وإذ يذكّر بأنّ رئيس الدولة التزم تمامًا أنّ الإجراءات الاستثنائية لن تمسّ الحقوق والحريات، وهو لا يعتبر نفسه خارقًا للدستور، يلفت إلى أنّ النقيض هو الذي حصل، "بين اعتقالات ومحاكمات وإقامات جبرية بشكل غير قانوني".

"حوار غير إقصائي وغير مشروط"

ويشدّد على أنّ ما كان قبل 25 يوليو هي مشاكل اقتصادية واجتماعية وفساد وتعطيل لبرلمان وغيره، متسائلًا: "هل معالجة تلك المشاكل التي بشّر بها الرئيس قيس سعيّد يوم 25 يوليو هي التي تتمّ الآن أم تجميع كل السلط بيد الرئيس والانفراد بالسلطة التنفيذية والتشريعية مع التدخل بالسلطة القضائية بشكل أو بآخر؟".

ويخلص إلى وجوب إنقاذ تونس من الأزمة المالية والصحية والبطالة والفقر والفساد، لكنّه يرى أنّ "هذا لا يحصل بالإجراءات الاستثنائية" الحالية.

ويضيف: "نحن مع الإصلاحات والتغييرات والتحويلات لكن على أن تتم داخل الخيمة الوطنية والدستورية وبحوار وطني شامل وغير إقصائي وغير مشروط؛ وهذا لم يقم به رئيس الدولة الذي عطّل البرلمان والدستور".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close